الخليج - وكالات
دخل حزب المحافظين البريطاني مرحلة جديدة في تاريخه، بعد انتخاب البريطانية ذات الأصول النيجيرية كيمي بادينوك لقيادته، السبت، متعهدة بإعادة الحزب إلى مبادئه التأسيسية لمحاولة استعادة الناخبين الذين ألحقوا بالمحافظين أسوأ هزيمة انتخابية لهم في يوليو/تموز.
أول سوداء تقود المحافظين
وبادينوك أول امرأة سوداء تتولى رئاسة حزب سياسي كبير في بريطانيا. وستضفي نبرة يمينية على هذا الدور ومن المرجح أن تدعم سياسات تقلص دور الحكومة، وتتصدى لما تقول إنه فكر يساري مؤسسي.
وفي وقت سابق قالت بادينوك لمؤيديها خلال المرحلة الأخيرة من السباق على زعامة الحزب: «حان الوقت لقول الحقيقة»، وتعهدت بالإجابة عن الأسئلة الرئيسية حول السبب في الخسارة الفادحة للمحافظين في انتخابات يوليو/تموز. وقالت: «حان وقت البدء في العمل، حان وقت التجديد».
اتهامات لزعامات الحزب
وتحل بادينوك (44 عاماً) محل رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، وتعهدت بتجديد الحزب تحت قيادتها قائلة، إنه انحرف نحو الوسط السياسي من خلال «الحكم من اليسار»، ويجب عليه العودة إلى أفكاره التقليدية.
وولدت بادينوك في لندن، ونشأت في نيجيريا حتى سن 16 عاماً على يد والدها ووالدتها النيجيريين، وتقول إن نشأتها في مكان حيث «كان الخوف في كل مكان» جعلتها تقدر أمان بريطانيا، وتصبح مدافعة حقيقية عن مبادئ المحافظين، مثل «حرية التعبير والمبادرة الحرة والأسواق الحرة».
وترى أن إدارات رؤساء الوزراء السابقين، مثل سوناك وبوريس جونسون تخلّت عن هذه المبادئ لصالح نهج يعني أن الحزب «يتحدث اليمين ويحكم اليسار»، ويسلم الأصوات لأحزاب أخرى.
وتنسب الفضل إلى والدها، وهو طبيب لتعليمها ألا «تخاف من فعل الشيء الصحيح بغض النظر عما يقوله الناس».
صدامات مع الإعلام
وانتخبت بادينوك لأول مرة في عام 2017 عن منطقة سافرون والدن في جنوب شرق إنجلترا، وتم تعيينها وزيرة للتجارة في عام 2022، وهو صعود سريع تميز بعدد من الصدامات مع وسائل الإعلام والمشاهير ومسؤوليها، ولكن أيضاً زيادة في الدعم في الحكومة المحافظة آنذاك التي أعجبت بنهجها الصارم.
وباتت بادينوك خامس زعيمة لحزب المحافظين منذ منتصف عام 2016، بعد أن صوت لها 53806 من أعضاء الحزب في مواجهة وزير الهجرة السابق روبرت جينريك الذي حصل على 41388 صوتاً. وفازت بأغلبية الأصوات في المرحلة النهائية من منافسة استمرت لعدة أشهر، وشهدت تقليص عدد المرشحين من ستة إلى اثنين.
وقالت بادينوك لأعضاء الحزب: «أمامنا مهمة صعبة، ولكنها بسيطة. ستكون مسؤوليتنا الأولى كمعارضة مخلصة لجلالة الملك هي محاسبة حكومة حزب العمال هذه».
وأضافت: «الهدف الثاني الذي لا يقل أهمية هو الإعداد للحكومة على مدى السنوات القليلة المقبلة».
مخاوف سياسيين
وقالت في المؤتمر السنوي للمحافظين هذا العام: «إليكم ما سنفعله. سنعيد كتابة قواعد اللعبة».
وتابعت: «يقول بعض الناس إنني أحب القتال. لا أستطيع أن أتخيل من أين أتوا بهذه الفكرة. لكن هذا ليس صحيحاً، فأنا لا أحب القتال، لكنني لست خائفة من القتال»، متعهدة بخوض معركة أجل استعادة المثل المحافظة.
واتسمت الفترة التي تولت فيها بادينوك وزارة التجارة كثيراً بالخلافات مع وسائل إعلام ومشاهير ومسؤولين عملوا معها، لكن نهجها الجاد حاز أيضاً استحسان الكثير من المؤيدين، ومنهم أعضاء حزب المحافظين الذين اختاروها.
ويتخوف بعضهم من تحول المحافظين إلى الجناح اليميني، تحت قيادة بادنوخ، 44 عاماً؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى تنفير الجناح الأكثر اعتدالاً في الحزب، وبعض الناخبين الذين اكتسبهم الديمقراطيون الليبراليون الوسطيون في الانتخابات، عندما حقق حزب العمال فوزاً ساحقاً.
0 تعليق