بيروت ـــ «الخليج»، وكالات:
تصاعدت حدة المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل على نحو غير مسبوق، ارتباطاً بفشل المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار، وبينما كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على المدن والقرى والبلدات اللبنانية في الجنوب والبقاع وصولاً إلى ضاحية بيروت الجنوبية، صعد «حزب الله» من استهدافاته الصاروخية وبواسطة الطائرات المسيرة مناطق شمال إسرائيل، وصولاً إلى عكا وحيفا وضواحي تل أبيب وصفد، بما يشمل قواعد عسكرية وجوية وأمنية مهمة، في وقت تحدثت وسائل إعلام عن تراجع إسرائيلي لافت في محاور التوغل، وعدم قدرة القوات الإسرائيلية على تثبيت أي موطئ قدم لها على أطراف البلدات التي وصلت إلى تخومها، في حين أكدت قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة أنها باقية في مواقعها ولن تغادرها رغم المحاولات الجارية لإبعادها.
أعلن «حزب الله» أنه شن هجمات صاروخية استهدفت قبيل فجر أمس السبت قاعدة غليلوت التابعة للاستخبارات العسكرية قرب تل أبيب في وسط إسرائيل. كما أعلن مسؤوليته عن إطلاق رشقات صاروخية على بلدات في شمال إسرائيل، خصوصاً شمال مدينة صفد. وأعلن الحزب تنفيذ هجومين صاروخيين على قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية قرب مدينة حيفا، وكان أعلن قبل ذلك بقليل تنفيذ هجوم بالمسيّرات على قاعدة بلماخيم الجوية جنوب تل أبيب، مشيراً إلى أنّها «تحتوي على مركز أبحاث عسكري ورادار لمنظومة حيتس». كما أعلن «حزب الله» قصف عناصره لمستوطنة بيريا بصلية صاروخية. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن انفجارات بمحيط قاعدة رامات دافيد في مرج ابن عامر شرق حيفا إثر إطلاق مسيّرات من لبنان. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن 19 شخصاً، على الأقل، أصيبوا ليل الجمعة السبت في بلدة الطيرة العربية الواقعة على بعد نحو 25 كيلومتراً شمال شرق تل أبيب جراء سقوط صاروخ على مبنى. وأشارت الشرطة إلى أن أربعة بين الجرحى ال19 الذين نقلوا إلى المستشفيات، إصابتهم متوسطة والبقية جروحهم طفيفة.
وفي محاور التوغل، أكد «حزب الله» استهداف تجمعين للجنود الإسرائيليين في «تلة الخزان» عند أطراف حولا وموقع جبل الدير مقابل مارون الراس بصليات صاروخية. كما أعلن الحزب في بيان، إجبار قوة إسرائيلية حاولت التقدم باتجاه حولا على التراجع وتدمير جرافتين عسكريتين كانتا معها واحتراقهما، وقتل وجرح من فيهما، وإجبار القوة على الانسحاب. وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن القوات الإسرائيلية تراجعت عن أطراف بلدة الخيام الجنوبية جراء الاستهدافات المباشرة من مقاتلي حزب الله.
من جهة أخرى، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية على مختلف المناطق اللبنانية، واستهدفت غارة الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن إصابة 11 شخصاً بجروح، وفق حصيلة أولية صادرة عن وزارة الصحة اللبنانية. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام «إنّ الجيش الإسرائيلي شنّ غارة قرب القاروط مول غاليري سمعان في الضاحية الجنوبية».
كما أغار الطيران الإسرائيلي في الجنوب على الجبين والشهابية وحاريص وعيتا الجبل والخيام ومحيط الناقورة ومحيط ياطر وصديقين ورشكنانية وكفرا وزوطر الشرقية، وعلى أطراف بلدة قانا، والنميرية، ورومين، وكفررمان، وشبعا، ومعروب، ومحيط مجرى نهر الليطاني، وعلى أطراف الشعيتية، ودير قانون النهر وصير الغربية. وتزامن مع ذلك تعرض مثلث طير حرفا الجبين لقصف مدفعي إسرائيلي. وكان الطيران الإسرائيلي قد شن فجراً، سلسلة غارات على بلدة عنقون. وأطلقت القوات الإسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه الأحراج المتاخمة لبلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب، فيما لحق ضرر كبير بمسجد شبعا على طريق عين الجوز، جراء القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له البلدة.
وقال الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، إنه اعترض فوق البحر الأحمر ثلاث طائرات مسيرة اقتربت من الأرضي الإسرائيلية من جهة الشرق. وأوضح الجيش في بيان «تم اعتراض ثلاث طائرات مسيرة أطلقت من الشرق فوق البحر الأحمر»، مضيفاً أنه تم تدميرها قبل دخولها الأراضي الإسرائيلية.
إلى ذلك، أكد مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، جان بيار لاكروا، في مقابلة مع الخدمة الإعلامية التابعة للمنظمة الدولية، أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، لن تنسحب من مواقعها، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى «احتلال هذه المواقع من أحد الأطراف»، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وأوضح أن السلطات الإسرائيلية طلبت من القوات الدولية التراجع 5 كيلومترات عن الخط الأزرق، «بهدف حمايتهم»، مضيفاً: «لكننا اتخذنا قراراً عقلانياً بأن بقاءهم (القوات) حيوي».
وأردف: «نعتقد أنه إذا تم التخلي عن هذه المواقع على طول الخط الأزرق، فإنها قد تتعرض للاحتلال من جانب طرف أو آخر». وقال لاكروا إن منشآت تابعة لقوات «اليونيفيل» تعرضت لأضرار جراء الحرب، لافتاً إلى أن 8 جنود دوليين أصيبوا بجروح منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في لبنان، وهو ما يظهر نوعية الأخطار التي يتعرضون لها.