كررت إيران، أمس الاثنين، وعيدها بالرد على الهجوم الإسرائيلي الذي جرى مؤخراً، واستهدف مواقع عسكرية في طهران ومحافظتين أخريين.
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران لم تسع إلى الحرب، لكنها مستعدة للدفاع عن أراضيها، كما نددت بالحضور الأمريكي «المزعزع للاستقرار» بعد إرسال قاذفات بي 52 إلى المنطقة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن طهران «ستستخدم كل إمكاناتها» للرد على الهجوم الإسرائيلي «بكل ما أوتيت من قوة». وأضاف بقائي خلال مؤتمر صحفي، أمس الاثنين، نقلته وكالة أنباء «مهر» الإيرانية: «دعم السيادة الوطنية ووحدة الأراضي مبدأ بالنسبة لنا، وقد أثبتنا ذلك عملياً». وتابع: «أنماط ردنا على اعتداءات إسرائيل واضحة أيضاً، ومن الطبيعي في الوقت نفسه أن نستخدم كافة إمكاناتنا المادية والروحية للرد على اعتداءاتها، وفي هذا الصدد سنستخدم كل إمكاناتنا بكل ما أوتينا من قوة». كما انتقد بقائي ما وصفه ب«الحضور المزعزع للاستقرار» للولايات المتحدة، بعدما أرسلت قاذفات «بي-52» إلى المنطقة. وقال رداً على سؤال بشأن هذه القاذفات «لطالما اعتبرنا أن الحضور الأمريكي في المنطقة هو حضور مزعزع للاستقرار»، مضيفاً بأنه «لن يردع تصميم (إيران) على الدفاع عن نفسها». وكان الجيش الأمريكي أعلن السبت إرسال قاذفات من طراز «بي-52» إلى الشرق الأوسط، كتحذير لإيران التي تعهدت الرد على الضربات الإسرائيلية في 26 أكتوبر/تشرين الأول. وأكد بقائي بأن الرد الإيراني سيكون «حاسماً وحازماً». وأضاف بأن إيران تدعم «جميع المبادرات والجهود» الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. وقال بقائي إن موقف بلاده الرسمي حيال معارضة تغيير العقيدة النووية والسعي إلى تطوير أسلحة ذرية لا يزال على حاله. وأفاد بقائي نقلاً عن خطاب أدلى به مؤخراً المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن بلاده ستكون «مجهّزة بكل ما يلزم للدفاع» عن نفسها.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس الاثنين، أن بلاده لا تخشى الحرب العسكرية. وأضاف أن من وصفهم «بأعداء إيران» يعرفون أن حرباً عسكرية لن تهزم بلاده، لكنهم يشنون حرباً اقتصادية، مشيراً إلى سعي طهران للتغلب عليها. وذكر بزشكیان أن إيران توجهت إلى صنع الصواريخ في إطار سياسة الردع، ولكي لا يستطيع الأعداء ومنهم إسرائيل قصف أي مكان في أي وقت، بحسب وصفه. والأحد قال بزشكيان أن أي وقف محتمل لإطلاق النار بين حلفاء بلاده وإسرائيل «قد يؤثر بشدة» في الرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. ونقلت وكالة أنباء «إرنا» عن بزشكيان قوله: «إذا أعاد الإسرائيليون النظر في سلوكهم وقبلوا وقفاً لإطلاق النار وتوقفوا عن قتل المظلومين والأبرياء، قد يكون لهذا تأثير في شدة هجومنا ونوعه». وأكد بزشكيان أن إيران «لن تترك أي اعتداء على سيادتها وأمنها يمر من دون رد».
إلى ذلك، قُتل عنصران في الحرس الثوري، هما عميد وطيار في تحطّم مروحية خفيفة في جنوب شرق البلاد، وفق ما ذكر الإعلام الرسمي. وأفادت وكالة «إرنا» للأنباء أن القتيلين هما قائد لواء نينوى بمحافظة لستان العميد حميد مازندراني والطيار حامد جندقي، وهو من عناصر القوات البرية للحرس الثوري. وفي هذا الصدد، نقلت وكالة أنباء«فارس» عن قائد القوات البرية بالحرس الثوري، قوله إن «استخبارات معادية كلفت جماعات مسلحة بزعزعة أمن المنطقة». وكشف أن «4 عمليات مسلحة نفذها عملاء لإسرائيل بالتزامن مع عملية الوعد الصادق 2».(وكالات)
