يتوجه الأمريكيون، اليوم الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع، لانتخاب رئيسهم السابع والأربعين وسط أجواء متوترة واستعدادات أمنية غير مسبوقة في ظل المنافسة المحتدمة بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كاملا هاريس، فيما أكد ترامب أنه متقدم بشكل كبير عن هاريس، أظهر استطلاع رأي، أُجري للناخبين قبل يوم الانتخابات مباشرة، تجاوز هاريس ترامب في أربع ولايات متأرجحة حاسمة، ما يبعث أملاً جديداً لحملة نائبة الرئيس.
ودخلت الانتخابات التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الولايات المتحدة يومها الأخير، أمس الاثنين، مع سعي حملتي ترامب وهاريس إلى حشد المؤيدين للمشاركة في العملية الانتخابية في منافسة يصورها كل منهما على أنها لحظة وجودية للأمة.
وفي ظل التوترات المحيطة بالانتخابات الأمريكية، استعدت السلطات بخطط أمنية مشددة وغير مسبوقة لطمأنة الناخبين بسلامة أصواتهم وحماية المواقع الانتخابية من أي سيناريوهات عنف محتملة.
وتتضمن هذه التدابير إجراءات احترازية واسعة النطاق تشمل نشر القناصة، وتوفير أزرار طوارئ لموظفي الانتخابات، وتحصين مكاتب الانتخابات بزجاج مضاد للرصاص وأبواب فولاذية واستخدام الطائرات من دون طيار للمراقبة.
ولا تقتصر الاستعدادات الأمنية على يوم الانتخابات فحسب، إذ يتوقع مراقبون أن تتصاعد التوترات بعد إعلان النتائج، ما قد يستدعي تدخل السلطات لتأمين عملية التصويت وتجنب حدوث اضطرابات.
في السياق، يعد المحللون أن أكبر تهديد للانتخابات الرئاسية، هذا العام يأتي من «حركة إنكار الانتخابات» التي ظهرت بعد عام 2020 عندما رفض الرئيس السابق دونالد ترامب قبول خسارته، وأطلق اتهامات لا أساس لها حول تزوير الانتخابات.
هذه الاتهامات أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021. وقد انتقل «إنكار الانتخابات» من هامش السياسة إلى وسط الحزب الجمهوري، ليشكل خطراً يهدد العملية الانتخابية، وفق ما أورده تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
من جهة أخرى، أكد ترامب أنه متقدم بشكل كبير عن هاريس.
وقال في اتصال هاتفي مع شبكة «أي بي سي» الأمريكية، أمس الاثنين إنه متقدم بفارق كبير.
كما توقع أن يعلن اسم الفائز في الانتخابات بحلول ليل الثلاثاء- الأربعاء.
أما حين سئل عما إذا كان يعتقد أن هناك أي طريقة يمكن أن يخسر فيها، فأجاب ترامب بأن ذلك ممكن أن يحصل. وقال: «أعتقد أنه يمكن أن أخسر.. أعني أن هذا قد يحدث، أليس كذلك؟»، لكنه عاد وكرر أنه «متقدم بشكل كبير جداً، على الرغم من إمكانية حدوث أشياء سيئة»، وفق تعبيره.
وشكا ترامب، أمس الأول الأحد، من وجود فجوات في الزجاج الواقي من الرصاص الذي كان يتحدث من خلفه، قائلاً: «لا أمانع على الإطلاق» إذا أطلق مهاجم النار على وسائل الإعلام «الكاذبة» للوصول إليه.
وقال ترامب خلال مؤتمر انتخابي، أمس الاثنين، في ليتيتز بولاية بنسلفانيا: «سنخفض الضرائب، وننهي التضخم، ونخفض أسعاركم، ونرفع أجوركم، ونعيد آلاف المصانع إلى أمريكا».
وتضمن اليوم الأخير من حملته توقفاً في ثلاث من الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد الفائز. وزار رالي عاصمة ولاية نورث كارولاينا وريدينج وبيتسبرج في بنسلفانيا، وجراند رابيدز بولاية ميشيغان. وعاد إلى بالم بيتش بولاية فلوريدا للتصويت وانتظار نتائج الانتخابات.
وقضت هاريس، اليوم الأخير، من الحملة الانتخابية في ولاية بنسلفانيا - الجائزة الأكبر بين الولايات المتأرجحة، حيث تملك 19 صوتاً انتخابياً - حيث بدأت يومها في ألينتاون، إحدى أكثر مناطق الولاية تنافسية، قبل التوجه إلى بيتسبرج وفيلادلفيا.
واختارت هاريس، جامعة هاورد التي التحقت بها في ثمانينات القرن الماضي لتمضية ليلة الانتخابات.
إلى ذلك، أظهر استطلاع رأي، أُجري للناخبين قبل يوم الانتخابات مباشرة، تجاوز هاريس، منافِسها ترامب في أربع ولايات متأرجحة حاسمة، ما يبعث أملاً جديداً لحملة نائبة الرئيس.
استطلاع الرأي الجديد، الذي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وكلية «سينا»، أمس الأول الأحد، وجد أن هاريس، تتقدم على ترامب في نيفادا وكارولينا الشمالية وويسكونسن ووجورجيا.
في نيفادا، حصلت هاريس، وفقاً لموقع «إندبندنت»، على دعم 49 في المئة من الناخبين، مقارنة ب46 في المئة فقط لترامب.
وفي كارولينا الشمالية، الولاية المتأرجحة الوحيدة التي فاز بها ترامب أمام الرئيس جو بايدن في 2020، حصل على 46 في المئة، مقابل 48 في المئة لهاريس.
وبشكل مشابه، حصلت هاريس على 49 في المئة، مقابل 47 في المئة في ويسكونسن، و48 في المئة، مقابل 47 في المئة لترامب في جورجيا.
وكشف الاستطلاع أن ترامب يتقدم في ولاية واحدة فقط من الولايات السبع المتأرجحة، وهي ولاية أريزونا، حيث حصل ترامب على 49 في المئة، مقابل 45 في المئة لهاريس.
(وكالات)