نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العدوان على لبنان ما بعد فوز ترامب: "تحرر" من الرهانات وإنتظار لمعادلات الميدان, اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024 05:57 صباحاً
في الأيام الماضية، كان العنوان الأبرز لمسار العدوان الإسرائيلي على لبنان، حالة الترقب لنتائج الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، خصوصاً بعد فشل المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين في مهمته الأخيرة، قبل هذا الإستحقاق، التي كانت تهدف إلى إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتانياهو، بالذهاب إلى إتفاق لوقف إطلاق النار.
بالنسبة إلى نتانياهو، الذي كان يطمح إلى لعب دور مؤثر في الإنتخابات الأميركية، لم يكن من الممكن له الذهاب إلى أيّ إتفاق قبل الإنتهاء من هذا الإستحقاق، حيث كان الرهان على فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب وليس على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بينما كان المحور المقابل يفضل، بشكل أو بآخر، فوز الأخيرة، رغم التأكيدات التي كانت تصدر عنه بأن الأمر لن يختلف.
هنا، من المفيد العودة إلى موقف أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، قبل الإنتخابات الأميركية، حين وصفها بأنها "مفصل"، لأنّه يأتي رئيس يصبح قادراً أن يأخذ خيارات معينة، وبالتالي لا يبقى نتانياهو "فلتان" مثل ما يريد، لأن الأميركي يعتبر بشكل عام أن نتانياهو يخرب في بعض المحلات، أما في خطابه، يوم أمس، الذي كان مسجلاً قبل صدور النتائج بشكل نهائي، فأشار إلى أننا "لا نبني لا على الانتخابات الأميركية، سواء نجحت هاريس أو نجح ترامب"، معتبراً أنه "ليس لها قيمة بالنسبة لنا".
في هذا المجال، تشير مصادر سياسية متابعة، عبر "النشرة"، إلى أن الجميع بات اليوم محرراً من عبء الرهان على الإستحقاق الإنتخابي الأميركي، وبالتالي باتت إمكانية التحرك أوسع من الماضي، بالرغم من حالة القلق القائمة من الخطوات التي من الممكن أن تبادر إليها الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن، في الفترة الفاصلة عن تسلم دونالد ترامب مهامه بشكل رسمي، خصوصاً أنها بدورها ستكون متحررة من أي رهانات أيضاً.
بالنسبة إلى هذه المصادر، يخشى الجانب الإسرائيلي من إمكانيّة ذهاب إدارة بايدن إلى الإنتقام من نتانياهو، بالرغم من أنّها لا يمكن أن تبادر إلى التخلّي عن تل أبيب بأيّ شكل من الأشكال، من خلال فرض المزيد من الضغوط عليه، بينما في المقابل يخشى المحور المقابل من أن تذهب هذه الإدارة إلى تقديم المزيد من الدعم له، على أمل أن يقودها ذلك إلى تحقيق بعض المكاسب في المرحلة المقبلة، على قاعدة أنها لم تعد أيضاً مهتمة بما سيحصل في الوقت الراهن، بل من الممكن أن تسعى إلى زيادة الأعباء التي تنتظر ترامب، بعد تسلمه مهامه.
بعيداً عن التوجهات السياسية لإدارة بايدن، التي من المفترض أن تتّضح بشكل أكبر خلال أيام قليلة، هناك معادلة واضحة يتمّ التداول بها في الكثير من الأوساط المحلية والخارجية، تكمن بالحاجة إلى الإنتهاء من هذه الحرب قبل تسلم ترامب مهامه بشكل رسمي، على إعتبار أن الرجل لا يريد أن ينطلق عهده بحرب مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن المخاطر تتوسع كل يوم أكثر من الذي قبله.
في هذا السياق، تعود المصادر السياسية إلى التشديد على أن العنوان المؤثر في مسار العدوان أكثر من الإنتخابات الأميركية هو الميدان العسكري، على قاعدة أن جميع الجهات، في الفترة الحالية، ستسعى إلى تحسين أوراق قوتها قبل الجلوس على طاولة المفاوضات، من هنا يمكن فهم مسارعة نتانياهو إلى إحداث تغييرات في حكومته، قبل ساعات من صدور نتائج الإنتخابات الأميركية، بينما كان الشيخ قاسم جازماً بأن "حزب الله" لا يعول إلا على الميدان، قائلاً: "لن نبني توقع وقف العدوان على حراك سياسي، ولن نستجدي لإيقاف العدوان، سنجعل العدو هو الذي يسعى إلى المطالبة بوقفه".
في المحصلة، تشير هذه المصادر إلى أن ما تقدم، ينطبق على التطورات العسكرية، التي برزت يوم أمس، حيث بادر الجانبان إلى رفع مستوى التصعيد، على قاعدة أن الفترة الحالية تتطلب هذا التوجه، حيث يسعى الجانب الإسرائيلي إلى الضغط على "حزب الله" لتقديم تنازلات كبرى، قبل الذهاب إلى وقف إطلاق النار، بينما يريد الحزب رفع مستوى الخسائر التي تتعرض لها تل أبيب، لا سيما على مستوى الهجمات بالصواريخ والمسيرات، لدفعها إلى خفض سقف شروطها، بانتظار ظهور المسار السياسي، الذي يرتبط بالتوجهات الأميركية المقبلة، لكن يبقى الأساس فيه معادلات الميدان.
0 تعليق