أكدت الأمم المتحدة أن الأوضاع في غزة كارثية، وحذرت من ارتكاب إسرائيل المزيد من الفظائع في القطاع المنكوب، وكذبت المنظمة الدولية ووكالاتها والمنظمات غير الحكومية المزاعم الأمريكية والإسرائيلية عن تحسن الوضع الإنساني في القطاع واتهمت حركة حماس الولايات المتحدة بالتواطؤ مع اسرائيل في جريمة الإبادة الجماعية لعشرات آلاف الفلسطينيين.
قالت مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان، إلزي براندز كيريس، في إحاطتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن غزة مساء الثلاثاء، إن الأوضاع الإنسانية والحقوقية للمدنيين الفلسطينيين في أنحاء غزة كارثية. وأشارت إلى التقرير الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي حذر من الاحتمال القوي لحدوث مجاعة وشيكة. وقالت إن مكتب حقوق الإنسان وثق كيف أن القيود المشددة المفروضة من إسرائيل على دخول وتوزيع السلع والخدمات الضرورية لحياة المدنيين بحلول إبريل/نيسان، خلقت مخاطر المجاعة والتجويع في غزة. وأضافت: «نشير مرة أخرى إلى أن استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب، محظور تماماً بموجب القانون الدولي»، مؤكدة أن «الأسلوب الذي ينفذ به الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال غزة، يشير إلى أن أعمال إسرائيل لا تسعى فقط إلى إخلاء شمال غزة من الفلسطينيين بتشريد المتبقين على قيد الحياة إلى الجنوب، ولكنه يشير أيضاً إلى مخاطر جسيمة لارتكاب فظائع من أشد الأشكال ضراوة».
وقالت إلزي براندز كيريس إن «على جميع الدول -بما يتوافق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي- تقييم بيعها ونقلها للأسلحة ودعمها العسكري واللوجستي والمالي لطرف في الصراع بهدف إنهاء هذا الدعم إذا كان يخاطر بوقوع انتهاكات جسيمة للقانون الدولي».
وأكدت ثماني منظمات إغاثية، من بينها أوكسفام وهيئة إنقاذ الطفولة، أن إسرائيل لم تلتزم بالمعايير الأمريكية، بل اتخذت خطوات زادت من تدهور الوضع في شمال غزة.وقال اجيت سونغاي مدير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن كل طلبات إدخال مساعدات إلى قطاع غزة إما رفضتها إسرائيل أو عرقلتها.
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتحملان المسؤولية عن مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني منذ بداية تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023، . وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنه لو كانت إسرائيل مستعدة حقاً للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، فإنها «كانت قد وافقت عليه منذ فترة طويلة، ولم تكن لتطرح شروطاً جديدة». وأضاف: «لقد تعمد زملاؤنا الأمريكيون خداعنا جميعاً، وكسبوا الوقت لإسرائيل لتنفيذ خططها لإبادة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين في غزة وتحويل هذه المنطقة إلى منطقة غير صالحة للسكن مطلقاً».
وشددت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد على ضرورة ألا تمارس إسرائيل «التهجير القسري أو سياسة التجويع في غزة»، محذرة من أن مثل هذه السياسات ستكون لها تبعات خطرة بموجب القانونين الأمريكي والدولي. وقالت توماس جرينفيلد أمام مجلس الأمن «مع ذلك، يتعين على إسرائيل ضمان تنفيذ إجراءاتها بشكل كامل، واستمرار تحسين الوضع بمرور الوقت». وأضافت أنه من المهم للغاية أيضا أن توقف إسرائيل تنفيذ قانون يحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وجاءت تصريحاتها بعد ساعات فقط من قول واشنطن إن حليفتها إسرائيل تبذل ما يكفي من الجهود لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة لتجنب مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية.
اجتمع مجلس الأمن بشأن تقرير أعده خبراء دوليون حذر من «احتمال قوي بمجاعة وشيكة في مناطق» بشمال غزة بينما تواصل إسرائيل هجومها العسكري في المنطقة.
من ناحيته، رفض السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون تحذيرات الخبراء الدوليين من المجاعة ووصفها بأنها «كاذبة تماماً» وسلط الضوء على الجهود التي تبذلها إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وفي بيان انتقدت حركة حماس ما أعلنته إدارة بايدن أن إسرائيل اتخذت إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في القطاع. وقالت الحركة الفلسطينية إنها تعد التقييم «تأكيداً للشراكة الكاملة لإدارة الرئيس بايدن في حرب الإبادة الوحشية بحق شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من عام وعمليات التطهير العرقي والمجازر والتجويع المستمرة في شمال القطاع منذ 35 يوماً». واتهمت الحركة واشنطن مجدداً«بتقديم الغطاء السياسي والعسكري والحماية من المساءلة والمحاسبة عبر تعطيل أدوات القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات التي صمِّمَت لحماية المدنيين، في سلوك يثبِّت دورها كراع أساسي لإرهاب كيان الاحتلال الفاشي بحق شعبنا وشعوب المنطقة».(وكالات)