نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاستقلال المنقوص في لبنان ورغبة إسرائيل, اليوم السبت 23 نوفمبر 2024 04:28 صباحاً
يبرز على لسان المسؤولين الإسرائيليين حديث عن تغيير في موازين القوى السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، بدأ منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول من العام 2023 ولا يزال مستمراً، وهذا التغيير يُصيب لبنان بكل تأكيد، ففيه مقاومة تشكل خطراً على اسرائيل، وهذه الحرب ما هي إلا جزء من مخطط إسرائيلي واسع النطاق.
تكاد تكون سنوات الاستقلال الحقيقية في لبنان قليلة للغاية، فرغم أنّه حصل في العام 1943، أي قبل بدء الغزو الإسرائيلي للمنطقة بخمس سنوات، إلا أنه لم يكتمل حتى اليوم، فمنذ بدء هذا المشروع ولبنان يعاني ، واليوم تأتي ذكرى الاستقلال والجيش الإسرائيلي يعمل في الجنوب اللبناني من خلال تواجد جنوده، ويضرب مناطق واسعة، وما يسعى إليه من تغيير للوقائع يضرب الاستقلال بكل تأكيد.
حصل لبنان على استقلاله ولكن مع الكثير من الوصايات الدولية، فلم يكن حراً لا بعد الاستقلال حتى الحرب اللبنانية، ولا بعد توقيع اتفاق الطائف حتى اليوم، فالتدخلات الوقحة لا تزال مستمرة، والعدو الإسرائيلي لا يعترف بحدودنا أصلاً وهو الذي يُنقل عن مسؤولين فيه اعتبارهم أن الجنوب اللبناني هو في الأصل شمال اسرائيل، ويجب استعادته مع الوقت.
تخوض تل أبيب اليوم حربها على لبنان لتغيير القواعد، والجغرافيا أيضاً، تقول مصادر سياسية متابعة، فهي خلال مرحلة التفاوض اظهرت رغبة بتعديل هذه الحدود، وعدم اعترافها بالحدود الدولية الخاصة بلبنان، وهي حاولت طرح بقائها في أراض لبنانية بغية حماية مستوطنات شمال فلسطين المحتلّة، وهو ما قوبل بالرفض المطلق من قبل لبنان المتمسك بكامل حدوده، وبضرورة خروج العدو من النقاط التي استمر في التواجد بها بعد العام 2006، كما تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولكن بحسب المصادر فإنّ هذه الرغبات الإسرائيلية لم تتوقف عند هذا الحد.
تُشير المصادر عبر "النشرة" إلى أن إسرائيل تُريد حتى لو اوقفت الحرب وخرجت من لبنان أن تُبقي سيطرتها عليه عسكرياً من خلال ما بات يُعرف بحرية العمل والحركة، بمعنى أنها تسعى من خلال رؤيتها لتغيير الشرق الاوسط أن تحول لبنان إلى ما يُشبه الضفّة الغربية وسوريا، حيث تنفذ عمليات عسكريّة وتوغّلات وقصف جوّي كلما رأت هناك حاجة لذلك، وتكشف المصادر أنّ هذه الرغبة الاسرائيليّة لا تتوقّف عند حدود لبنان بل تتخطاه لتصل إلى العراق حيث هناك توجه اسرائيلي لضربه أيضاً تحت ذريعة قطع شريان الامداد لحزب الله في لبنان.
تحويل لبنان إلى ما يُشبه سوريا بغطاء دولي، مشابه للغطاء الدولي الممنوح لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لضرب سوريا، يعني انتهاء لبنان بالصيغة التي نعرفها، وهنا الحديث لا يتعلق بوقف الحرب أو عدم وقفها بل عن مرحلة ما بعد الحرب بشكل أساسي.
هذا جزء من المشروع الإسرائيلي الكبير، تقول المصادر، مشيرة إلى أنّ لبنان الذي لن يقبل أن يكون تحت وصاية اسرائيليّة قد يواجه صعوبات كبيرة بالحفاظ على استقلاله الذي احتفل به أمس، لأنّ العدو الإسرائيلي لا يعترف بقوانين دوليّة ولا حدود ولا حتى أمم متّحدة.