نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"النشرة": النواب الأربعة يتحركون رئاسياً فهل يفعلها فرنجية وجعجع؟, اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024 09:52 صباحاً
أظهرت كل اللقاءات السياسية أنّ البحث جدّي عن مرشح لرئاسة الجمهورية يحظى بتوافق الكتل النيابية الوازنة. ورُصد في الشهرين الماضيين إبتعاد رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية عن حلفائه التقليديين، وسط مؤشرات تفيد أنه عاتب على رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، لأنهما اتفقا مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على التوجه لانتخاب رئيس للجمهورية، ينسجم مع احد التكتلين المسيحيين حزب "القوات" او التيار "الوطني الحر"، مما يعني استبعاد فرنجية نهائياً، رغم استخدام اسمه كمرشح اساسي، او "عماد المرشحين".
تفرض الواقعية السياسية التأكيد على ان حظوظ فرنجية تراجعت، خصوصاً بعد اغتيال اسرائيل امين عام "حزب الله" السابق السيد حسن نصرالله، ثم سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وهما ابرز داعمي رئيس تيار "المردة" سياسياً ومعنوياً.
لذلك، تكثّفت الاتصالات مع بري للإتفاق معه على مرشح وازن يحظى بتأييد اغلبية نيابية، وتقدّم رئيس التيار "الوطني الحر" النائب جبران باسيل نحو عين التينة التي شكّلت مركز ربط سياسي بين كل من ميقاتي وباسيل وجنبلاط، وسط الانفتاح على الآخرين. ويقول مصدر لـ"النشرة" إن مطلب برّي الأساسي هو ان يحظى اي رئيس مقبل بأكبر عدد من الأصوات النيابية، لذلك كان يحيل رئيس المجلس كلّ مرشح جدّي يفاتحه بأمر ترشّحه، إلى معراب: تواصل مع "القوات".
هذا ما تبلغه النواب الاربعة: نائب رئيس مجلس النواب إلياس ابو صعب، إبراهيم كنعان، الان عون، و سيمون ابي رميا. وهم حاولوا كسب تأييد معراب على ترشيح كنعان، الذي يُعتبر مقرّباً من "القوات"، وسبق وأعدّ مع صديقه النائب ملحم رياشي اتفاق معراب.
وتفيد مصادر "النشرة" بأن النواب المذكورين الاربعة حاولوا ضمنياً ايضاً استمالة فرنجية، لتبني ترشيح كنعان، لكن رئيس "المردة" لم يتخذ موقفاً بعد، في ظل تزايد حظوظ حليفه النائب فريد هيكل الخازن، وامكانية دعم قائد الجيش العماد جوزاف عون ايضاً، أو الذهاب لإتفاق مع "القوات" يشكّل تصحيحاً تاريخياً للعلاقة بين الفريقين، وسط سؤال: هل تدعم بنشعي خيار انتخاب جعجع شخصياً؟ ام يفعلها كل من جعجع وفرنجية بتبني ترشيح كنعان نكاية بباسيل؟
إذا فعلا ذلك، سيكون تحالف بري - ميقاتي - جنبلاط امام خيارين: تأييد مرشح "القوات" – "المردة"، او تأييد مرشح يحظى بموافقة باسيل.
لا تزال المسارات مفتوحة على خيارات اخرى ايضاً، ومنها قائد الجيش العماد جوزاف عون، النائب فريد البستاني، الوزير السابق زياد بارود، العميد المتقاعد جورج خوري، وآخرين.
يُظهر فرنجية تشدّداً في مقاربة ملف رئاسة الجمهورية حالياً، يستعيد فيها محطات جدّه الرئيس الراحل سليمان فرنجية، لجهة تمسكّه بالمصلحة المسيحية، وعدم التفريط بالمركز الأول في الجمهورية اللبنانية، وهو ما كان يتمسك به فرنجية الجد، في تصلبه امام الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، ايام طرح التعديلات الدستورية، فصدّ كل الطروحات التي تؤدي لاضعاف موقع رئاسة الجمهورية.
بالمحصلة، تتزايد الفرضيات والترشيحات، وتوحي الاتصالات السياسية المفتوحة ان الأمور ستبقى رهن الايام الأخيرة قبل جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، بإنتظار ان يبت النواب المستقلون و "قوى التغيير" خياراتهم ايضا، وسط انفتاح الاميركيين والأوروبيين والعرب على اي خيار رئاسي يتفق عليه غالبية اللبنانيين.