ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الساعات القليلة المقبلة مصيرية بشأن الرد الإسرائيلي على هجوم إيران في الأول من أكتوبر، وسط تقارير غير مؤكدة عن إجراء واشنطن اتصالات غير مباشرة مع طهران، وضغوط على تل أبيب لمنع التصعيد، في وقت ذكرت فيه تقارير إعلامية أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني خضع لاستجواب إثر شكوك في اختراق إسرائيلي كبير أدى إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقادة آخرين في الحزب اللبناني.
وقرر الكابنيت الحربي والسياسي الإسرائيلي، مساء أمس، عقد اجتماع للتصويت على طبيعة وقوة الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو طلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن، في المكالمة الهاتفية التي جمعتهما الليلة قبل الماضية، الحصول على الدعم الأمريكي اللازم. وبحسب القناة 14 العبرية، فإن بايدن طلب من نتنياهو عدم مهاجمة المنشآت النووية أو النفطية في إيران، فيما رد الأخير بأن هذه «فرصة تاريخية لا ينبغي تفويتها»، وسط تأكيدات بأن تل أبيب تتعمد تجاهل «الخطوط الحمراء» التي وضعتها واشنطن. وأوضحت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن «إسرائيل رفضت الكشف لإدارة جو بايدن عن تفاصيل خططها للرد على الهجوم الإيراني، حتى مع حث البيت الأبيض، إسرائيل على عدم ضرب منشآت النفط الإيرانية أو المواقع النووية، وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب الإقليمية».
وبحسب شبكة «إن بي سي» الأمريكية، فإن السبب وراء مطالبة بايدن بعدم الإضرار بالأهداف الاستراتيجية للحرس الثوري هو الخوف من أن الخطوة الإسرائيلية قد تُدخل الولايات المتحدة في الصراع، بل وتجبرها على إشراك جنود أمريكيين في الحرب عشية الانتخابات الأمريكية.
بالمقابل، واصلت إيران إطلاق التحذيرات والتهديدات، وقال مساعد قائد الحرس الثوري إبراهيم جباري في تصريحات صحفية «إذا أطلقنا 200 صاروخ مؤخراً فنحن الآن جاهزون لإطلاق آلاف الصواريخ» نحو إسرائيل، إلا أنه أضاف في الوقت عينه أنه «لن تكون هناك حرب إذا لم تنفذ إسرائيل أي هجوم».
وتابع قائلا: «لكن إذا استهدفت إسرائيل نقطة واحدة في بلادنا فسنرد باستهداف عشرات المراكز الأمنية والعسكرية والاقتصادية»، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، أمس الأربعاء، في حين أكد رئيس منظمة التعبئة في إيران، العميد غلام رضا سليماني، أن بلاده ستستخدم تقنيات جديدة ستفاجئ إسرائيل.
وبموازاة ذلك، تتضارب الأنباء حول مصير القائد الأعلى لفيلق القدس إسماعيل قاآني، بعد أن قالت مصادر إن الاتصال به انقطع منذ الضربات على بيروت الأسبوع الماضي، بينما أعلن قائد في الفيلق أن قاآني «بصحة جيدة»، لكن مصادر إيرانية، ذكرت لقناة «سكاي نيوز عربية» أمس الخميس، أن قاآني يخضع للتحقيق بشأن تعرضه للاختراق، بعد الاشتباه في تخابر مدير مكتبه إحسان شفيقي مع إسرائيل. وذكرت القناة، وفق مصادرها، أن قاآني أصيب بأزمة قلبية ونقل إلى المستشفى خلال التحقيقات معه، وسط حالة من القلق الكبير في الأوساط الإيرانية بشأن مدى التغلغل الإسرائيلي داخل هرم القيادة في طهران.
كما كشفت المصادر أن التحقيقات بدأت مع قاآني بعد إيداع مدير مكتبه في السجن الذي وردت معلومات عن تواصله مع إسرائيل من خلال وسيط يعيش خارج إيران.
(وكالات)
0 تعليق