كيلونغ - أ ف ب
ضرب الإعصار كونغ-ري القوي الخميس، تايوان حيث أغلقت المدارس والشركات وتمت تعبئة عشرات الآلاف من الجنود بشكل احترازي قبل وصول العاصفة، وهي من الأقوى منذ سنوات.
وأدى الإعصار حتى الآن إلى سقوط قتيل وإصابة 205 أشخاص، والضحية امرأة تبلغ السابعة والخمسين قضت في سقوط شجرة اقتلعتها الرياح على سيارتها في إقليم نانتو في وسط الجزيرة، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للحرائق.
وبلغ الإعصار المصحوب برياح تصل سرعتها إلى 184 كيلومتراً في الساعة وبأمطار غزيرة، اليابسة قرابة الساعة 13:40 بالتوقيت المحلي (05:40 ت غ) في جنوب شرق تايوان، المنطقة الأقل تعداداً سكانياً في الجزيرة في ظل موسم الأمطار.
وقال مسؤول في بلدة في منطقة خواليين (شرق) الأكثر تضرراً لوكالة فرانس برس: إن الأشجار المقتلعة سقطت على سيارات وقطعت الطرقات ما أعاق جهود الإنقاذ.
قبل بلوغ الإعصار اليابسة، سُجلت أمواج عاتية بلغ ارتفاعها عشرة أمتار فيما أصيب ما لا يقل عن 27 شخصاً جراء سوء الأحوال الجوية ولا سيما بسبب سيول موحلة، على ما أفادت الوكالة الوطنية للإغاثة من دون أن تعطي أي تفاصيل أخرى.
ووُصف هذا الإعصار بداية على أنه الأعنف هذه السنة وبات الآن بقوة الإعصار غايمي الذي ضرب بر تايوان في تموز/يوليو وكان أقوى عاصفة تشهدها الجزيرة في السنوات الثماني الأخيرة.
ومع دائرة تبلغ 320 كيلومتراً يعتبر كونغ-ري أكثر الأعاصير اتساعاً يضرب اليابسة منذ أكثر من 30 عاماً.
إغلاق المدارس والشركات
وأُغلقت المدارس والمكاتب الخميس، في كل أرجاء تايوان فيما يستعد السكان البالغ عددهم 23 مليوناً لمواجهة العاصفة العنيفة.
وقالت شركة «تي إس إم سي» التايوانية العملاقة للتكنولوجيا: «إنها فعّلت الإجراءات الاعتيادية استعداداً لإندار من وقوع إعصار» في مصانعها لإنتاج الشرائح الإلكترونية، مشيرة إلى أنها لا تتوقع «وطأة كبيرة» على نشاطاتها.
وباتت شوارع تايبيه شبه مقفرة فيما تنهمر أمطار غزيرة وتعصف رياح قوية.
وقال مسؤول محلي في الخدمة المحلية لمكافحة الحرائق: إن الرياح والأمطار اشتدت بعد أن مر مركز الإعصار بمدينة تشينغونغ شرق البلاد.
وقال رئيس الإطفاء في المقاطعة وانغ مينغ تشونغ: إن الفيضانات «خطيرة للغاية» في مدينة خواليين المجاورة، وما زالت عمليات الإنقاذ والإجلاء جارية.
وصرح وانغ لوكالة فرانس برس «نتعامل مع الحوادث الناجمة عن سقوط إشارات مرور على أفراد وكذلك أشجار على الطرقات».
وحذّر خبراء الأرصاد الجوية من رياح «مدمرة» خلال الإعصار كونغ-ري وقد تم حشد نحو 35 ألف جندي للمشاركة في عمليات الإنقاذ.
إلغاء رحلات وانقطاع التيار الكهربائي
وألغيت أكثر من 400 رحلة داخلية ودولية وعلقت عشرات الرحلات بالعبارات وحرم أكثر من 250 ألف منزل من الكهرباء.
وأجلت السلطات إلى الآن أكثر من 11900 شخص من عدد من المناطق والمدن من بينها يلان وخواليين وتايتونغ.
ويُفترض أن تتراجع قوة الإعصار مع بلوغه اليابسة وأن يتّجه نحو الجبال في وسط الجزيرة قبل أن يعبر مضيق تايوان على ما أفاد شو مي-لين من الهيئة المركزية للأرصاد الجوية الذي قال: إنه سيؤثر «بقوة» على الجزيرة حتى صباح الجمعة.
وأعرب وزير الداخلية ليو شيه-فانغ عن قلقه على مصير سائحَين تشيكيَين يقومان بنزهة في ممرات تاروكو الجبلية قرب هواليين وتعذر الاتصال بهما هاتفياً منذ الأربعاء.
وتشهد تايوان الكثير من العواصف المدارية بين يوليو/تموز و أكتوبر/تشرين الأول لكن «من غير المألوف أن يضرب إعصار بهذه القوة الجزيرة في هذا الوقت المتأخر من السنة»، على ما أفاد خبير الأرصاد الجوية تشانغ شون-واو.
ويفيد العلماء بأن التغير المناخي يزيد من قوة هذه الأعاصير المصحوبة برياح عاتية وأمطار غزيرة وفيضانات مباغتة.
وكونغ-ري هو ثالث إعصار يضرب تايوان منذ يوليو/ تموز.
وتسبب الإعصار غايمي خلال الصيف بمقتل عشرة أشخاص وإصابة المئات مع فيضانات واسعة في مدينة كاوسيونغ الجنوبية.
وأعقب غايمي، الإعصار كراثون الذي ضرب جنوب تايوان مطلع تشرين الأول/أكتوبر مصحوباً برياح مدمرة وفيضانات وسيول موحلة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وإصابة المئات.
أخبار متعلقة :