وكالة زهوة برس للأنباء

كيف سيكون العالم مع ترامب؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف سيكون العالم مع ترامب؟, اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024 03:02 صباحاً

فاز الحزب الجمهوري في الانتخابات الاميركية، على مستويات رئاسة الولايات المتحدة ومجلسي الشيوخ والنواب، بشكل لم يتوقعه الجمهوريون انفسهم. وحده مرشحهم الرئيس السابق والمُنتخب حالياً دونالد ترامب كان يثق بنجاحه، جازماً ان عدم فوزه يعني وجود تلاعب في الانتخابات.

تمنح النتيجة للجمهوريين حرّية ترامب في التحكّم بتأليف إدارة حكمه، والمضي نحو تطبيق برنامجه على قاعدة: أميركا أولاً. فكيف ستتصرف "الدولة العميقة" التي تعتبر وصول ترامب للرئاسة مجدّداً يعني القضاء على مشاريعها ومصالحها ومساراتها داخل الولايات المتحدة وخارجها؟

من هنا تنبع المخاوف الجدّية على أمن الرئيس المُنتخب، الذي سيواجه حيتان السياسة والإعلام ومصانع السلاح والتكنولوجيا في بلاده.

سيُعطي فوز الجمهوريين الاميركيين دعماً مُطلقاً لترامب، ومعنوياً لجماعات اليمين في كل دول الغرب، الذين سيرفعون شعارات بلادهم اولاً، في محاكاة سياسات ترامب، علماً ان هذا الشعار سيترجمه الرئيس الاميركي المُنتخب في تجميد صرف بلاده الاموال والهدر في ساحات العالم، بدءاً من وضع الاوروبيين امام مسؤولياتهم المالية، وإعادة النظر بتمويل "الناتو".

واذا كانت دول الشرق الاوسط تترقّب توجهات ترامب، بعدما اعطى لكل جماعة وعداً يناسبها خلال حملته الانتخابية، فإن فرح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بفوز ترامب، لا يعني ان واشنطن الجديدة ستنفّذ سياسات تل ابيب بالكامل، رغم اشارة الرئيس المُنتخب الخطيرة الى جغرافية اسرائيل الضيقة، وهي تحمل مدلولات توسّعها، او غزلاً انتخابياً وتوددياً غير قابل للتحقق.

بالطبع، ايّاً تكن الادارات الاميركية فإن مصلحة إسرائيل اولوية: هل قصّرت ادارة الرئيس جو بايدن في دعم الاسرائيليين؟ ابداً لم تتوان عن تقديم أي مؤازرة مالية وعسكرية وسياسية ودبلوماسية. لا يمكن لترامب ان يقدّم اكثر مما قدمته الادارة الحالية على المستوى الاسرائيلي، وخلال الحرب ضد غزة ولبنان.

يُمكن استحضار وقائع الاقليم للجزم ان الادارات الديمقراطية رعت ازمات الشرق الأوسط، ولا يكفي فتح التفاوض مع ايران للقول ان بايدن وقبله اوباما حققا الاستقرار في الشرق الأوسط، بل زادا من منسوب التوتر ودعما التطرف الديني وساهما في الصراعات.

يكفي هنا أن يُترجم ترامب كلامه عن وقف الحروب، وعدم دعم الصراعات، والدخول في التسويات. خصوصاً ان الرئيس المُنتخب رجل "صفقوي". لا يعني ذلك ان الصفقات التي سيعقدها ستكون منصفة للقضية الفلسطينية او على حساب اسرائيل. لن تأتي ادارة أميركية لا جمهورية ولا ديمقراطية توقف الاحتلال، او تدعم تحرير المقدسات في فلسطين. وسيكون انجازاً للعرب إن فرضت واشنطن وقف الحرب، و "حل الدولتين"، ووقف الاستيطان الإسرائيلي.

واذا كانت ايران حذرة من سياسات الادارة الاميركية العتيدة، فلأن ترامب سبق واسقط مشروع التفاوض النووي وزاد من الضغط على طهران، وهو لم يسايرها او يطرح امامها خيارات، بل هاجم الاميركيين الذين يفاوضونها، ووعد بضرب منشآتها النووية. لكن ذلك ليس نهاية المطاف، خصوصاً ان رجل الصفقات الدولية قادر على تبادل الاقتراحات مع الايرانيين عبر الوسطاء الخليجيين العرب او الروس الذين فرحوا لهزيمة الديمقراطيين وفوز الجمهوريين.

سيأخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفساً عميقاً، بعد إكتساح حليفه ترامب الاستحقاق الاميركي الأعظم، ولن يكون ملف أوكرانيا على طاولة البيت الأبيض فحسب، بل ستحاول موسكو لعب أدواراً لتقريب المسافات بين حلفائها الإيرانيين والإدارة الاميركية الجديدة. سيكون ملف الشرق الأوسط اكثر سهولة للحسم من ملف الصين، خصوصاً ان ترامب يكنّ العداء الاقتصادي لبكّين. وهنا يكمن التحدي الدولي الأكبر. لكن ترامب الذي حاول عقد صفقة مع كوريا الشمالية، قد يفعلها مع الصين ايضاً في المرحلة المقبلة.

علمتنا التجربة السابقة مع ادارة ترامب، وشعاراته التي رفعها خلال الحملة الانتخابية، ان سياساته ستكون اكثر سلاسة في العالم، لا يمكن معها استبعاد اي سيناريو، غير ان المطمئن هو إيمانه بوقف الحروب والدخول في صفقات مفتوحة تقوم على المصالح الاقتصادية.

لذا، فإن عواصم العالم تعدّ لمرحلة دولية مختلفة، لا تقتصر تداعياتها على الولايات المتحدة، بل سيكون التغيير عنواناً لتموضعات مرتقبة، يمكن الاضاءة على معالمها: روسيا تهلّل لفوز ترامب، بينما حليفتها الصين حذرة، وايران قلقة، والعرب فرحون، وإسرائيل المطمئنة دوماً لأي ادارة أميركية يعبّر فيها نتنياهو عن انتصاره على خصومه المحسوبين على الادارة الديمقراطية، وهو استبق العهد الدولي الجديد بإستبعاد ودائع بايدن وفي مقدمهم وزير الحرب يوآف غالانت.

أخبار متعلقة :