واشنطن - أ ف ب
أعاد قاضٍ عسكري أمريكي العمل باتفاقات الإقرار بالذنب مع «العقل المدبر» لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد، واثنين من المتهمين الآخرين، بعد ثلاثة أشهر من إصدار وزير الدفاع لويد أوستن قراراً بإلغائها، وفق ما أفاد مسؤول، الخميس.
وأثارت الاتفاقات التي ورد أنها تستبعد عقوبة الإعدام، غضب أقارب ضحايا الهجمات، وقال أوستن، إنهم والجمهور الأمريكي يستحقون رؤية المتهمين يقفون أمام المحكمة.
وقال المسؤول الأمريكي: «يمكنني أن أؤكد أن القاضي العسكري حكم بأن اتفاقات ما قبل المحاكمة للمتهمين الثلاثة صالحة، وقابلة للتنفيذ». ويمكن للنيابة العامة استئناف القرار الصادر الأربعاء، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت ستفعل ذلك.
من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر في بيان: «نراجع القرار، وليس لدينا أي شيء آخر في الوقت الحالي».
وتم الإعلان عن اتفاقات الإقرار بالذنب مع شيخ محمد واثنين من المتهمين بالتواطؤ، وهما وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي، في أواخر يوليو/تموز الماضي. وبدا أن الخطوة تحرك القضايا التي طال أمدها نحو الحل، بعد سنوات من التعثر، في إجراءات ما قبل المحاكمة، بينما ظل المتهمون محتجزين في قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا.
وألغى أوستن، الاتفاقات بعد يومين من الإعلان عنها، قائلاً إن القرار يجب أن يعود إليه نظراً لحساسيتها.
وقال في وقت لاحق: إن «أسر الضحايا وعناصرنا والجمهور الأمريكي يستحقون فرصة رؤية محاكمات عسكرية في هذه القضية».
- سجن «الحرب على الإرهاب»
و ركز جزء كبير من الصراع القانوني المحيط بهذه القضايا على ما إذا كان من الممكن محاكمة المتهمين بشكل عادل، بعد تعرضهم للتعذيب المنهجي على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول الماضي، وتتيح اتفاقات الإقرار بالذنب عدم إجراء المحاكمة.
وكان خالد شيخ محمد يعد من أقرب مساعدي زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي الراحل أسامة بن لادن، ومن أكثرهم ذكاء قبل القبض عليه في باكستان في 2003.
وأمضى ثلاث سنوات في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، قبل نقله إلى غوانتانامو عام 2006.
وقال هذا المهندس، إنه «العقل المدبر» لهجمات 11 سبتمبر «من الألف إلى الياء»، وأنه ضالع في سلسلة من المؤامرات الكبرى ضد الولايات المتحدة، حيث تلقى تعليماً جامعياً.
أما بن عطاش، وهو من أصول يمنية، فاتهم بتدريب اثنين من الخاطفين الذين نفذوا الهجمات. وقال محققون أيضاً إنه اعترف بشراء المتفجرات، وتجنيد أعضاء الفريق الذي نفذ الهجوم على المدمرة «يو إس إس كول» عام 2000 وأدى إلى مقتل 17 عنصراً من البحرية الأمريكية.
وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، لجأ إلى باكستان المجاورة، وأوقف هناك عام 2003. ثم تم احتجازه في شبكة من السجون التابعة للاستخبارات الأمريكية.
ويُشتبه في أن هوساوي أدار تمويل هجمات 11 سبتمبر. وأوقف في باكستان في 2003، كما احتُجز في سجون سرية قبل نقله إلى غوانتانامو عام 2006. واستخدمت الولايات المتحدة معتقل غوانتانامو، وهو قاعدة بحرية معزولة، لاحتجاز الأشخاص الذين أوقفتهم خلال «الحرب على الإرهاب» التي أعقبت الهجمات، في محاولة لحرمانهم من الحقوق التي يضمنها القانون الأمريكي.
وكان المعتقل يضم نحو 800 سجين في ذروته، قبل البدء في نقلهم ببطء إلى بلدان أخرى. وتعهد الرئيس جو بايدن قبل انتخابه بمحاولة إغلاق معتقل غوانتانامو، لكنه لا يزال مفتوحاً.
أخبار متعلقة :