نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هوكشتاين في بيروت وتل أبيب: ماذا يريد نتانياهو؟, اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 04:05 صباحاً
على وقع تسليم لبنان رده الرسمي على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، تسود حالة من الترقب لزيارة المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت وتل أبيب، على قاعدة أنها تمثل فرصة جدية للذهاب إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، إنطلاقاً من بنود القرار الدولي رقم 1701، خصوصاً أن التعامل من قبل الجانب اللبناني مع هذا المُقترح كان إيجابيا.
في هذا السياق، تؤكد العديد من الأوساط المحلية أن هناك فرصة جدية للوصول إلى إتفاق في وقت قريب، على قاعدة أن الملاحظات التي تقدم بها لبنان، من حيث المبدأ، لا تقود إلى نسف المقترح الأميركي، وبالتالي من المفترض أن تسير الأمور على نحو إيجابي، رغم أنها قد تحتاج إلى المزيد من الوقت.
بالنسبة إلى هذه الأوساط، التصعيد الذي كانت الأيام المقبلة قد شهدته، لا سيما من الجانب الإسرائيلي، كان في إطار الضغط على لبنان لتقديم تنازلات، خصوصاً أن الجميع يدرك أن المقترح الأميركي كان موضع دراسة، وبالتالي كانت تل أبيب تُرسل رسالة بأن ليس من المقبول الذهاب إلى تعديلات كبرى، لكنها تشدد على أن هذا لم يؤثر في الموقف الرسمي.
في هذا الإطار، تشير الأوساط نفسها إلى أن مجرد الإعلان عن زيارة هوكشتاين كان مؤشراً على تقدم ما يحصل، حيث تلفت إلى أن المبعوث الرئاسي الأميركي ما كان ليتحرك دون ضوء أخضر من فريق عمل الرئيس المُنتخب دونالد ترامب، على إعتبار أن أي خطوة، من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، لا تحظى بموافقة ترامب، لا يمكن التعويل عليها، على قاعدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ينيامين نتانياهو يستطيع أن يرفضها.
في مقابل هذه الأجواء الإيجابية، هناك الكثير من الأسئلة التي تُطرح حول حقيقة الموقف الإسرائيلي، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي تُضخ فيها مثل هذه الأجواء، التي تُبادر بعدها تل أبيب إلى تصعيد أكبر، في مؤشر على أن نتانياهو لا يريد الذهاب إلى وقف إطلاق النار.
في هذا المجال، تلفت مصادر نيابية، عبر "النشرة"، إلى أن من الطبيعي التشكيك في حقيقة الموقف الإسرائيلي، حيث الأساس، في أي إتفاق لوقف إطلاق النار، من المفترض أن ينطلق من مجموعة معطيات، التي لا تزال غير واضحة حتى الآن، وتسأل: "هل هناك معادلة عسكرية تدفع تل أبيب إلى التراجع، أم هناك ضغوط فعلية عليها، خصوصاً من واشنطن، أو هل من الممكن الحديث عن ضغط داخلي؟"
من وجهة نظر هذه المصادر، بإستثناء الواقع الميداني البري، حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي غير قادر عن تحقيق تقدم كبير وسريع، لا يمكن الحديث عن معادلة عسكرية تجبر تل أبيب على وقف إطلاق النار، كما أنه ليس من المتوقع أن تبادر واشنطن إلى ممارسة أي ضغط عليها، في حين لم تظهر معالم إنقسامات داخلية تدفع نتانياهو إلى التراجع.
على الرغم من ذلك، تعتبر المصادر نفسها أن هناك بعض النقاط التي من الممكن الرهان عليها، أبرزها أن التفوق الجوي لا يعطي تل أبيب القدرة على حسم المعركة، بينما التوغل البري، في حال نجح الجيش الإسرائيلي في التقدم أكثر، قد يكون مكلفاً، من دون تجاهل عامل أن هذا الجيش، من الناحية العملية، يضغط لإنهاء المعارك في ظل الخلافات القائمة حول التجنيد، بالإضافة إلى عامل آخر يتعلق بأن غالبية طروحات الحل تدور في فلك القرار 1701.
في المحصلة، هي أجواء متناقضة تتوقف، من الناحية العملية، على ما يريده نتانياهو من العدوان على لبنان بالدرجة الأولى، حيث السؤال المفصلي يبقى عن حاجته إلى الذهاب إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في الوقت الراهن، الأمر الذي على أساسه تتوقف نتيجة جولة المفاوضات الحالية، ومعها زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي.
أخبار متعلقة :