مجلة مباشر الاخبارية

ذعر في قلب بيروت بعد غارات إسرائيلية عنيفة

بيروت - أ ف ب
حين استيقظ سمير في حالة من الذعر والصدمة على دويّ صواريخ تسقط وتنفجر وصراخ أطفال ونساء، ظن أن الغارة الإسرائيلية أصابت المبنى الذي يقطنه في حي البسطة الشعبي في قلب بيروت.
وقتل 11 شخصاً، وأصيب 63 بجروح فجر السبت وفق وزارة الصحة اللبنانية، في الغارة الإسرائيلية التي أسقطت مبنى سكنياً من ثمانية طوابق في حيّ البسطة بوسط بيروت، والذي يستهدف للمرة الثانية منذ بدء المواجهة المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل قبل شهرين.
وقال سمير (60 عاماً) الذي يقطن مع عائلته في المبنى المقابل: «كنا نائمين وسمعنا 3 إلى 4 صواريخ، شعرنا كأنهم قصفوا مبنانا».
وأضاف الرجل: «من شدة الضربة، توقعت أن يقع المبنى على رؤوسنا، نظرت إلى الجدران وشعرت بأنها ستقع فوقي» إثر الغارات التي جاءت بدون إنذار إسرائيلي مسبق.
وفرّ سمير الذي يعمل نجاراً، من منزله خلال الليل مع زوجته وولديه البالغين 3 سنوات و14 عاماً.وصباح السبت، وقف السكان المذهولون في الشارع يشاهدون جرافة تزيل أنقاض المبنى المدمر، بينما استمرت جهود الإنقاذ، مع تضرر المباني المجاورة أيضاً في الهجوم.
وكان الحي المكتظ بالسكان استقبل نازحين من مناطق في شرق لبنان وجنوبه وفي ضاحية بيروت، بعدما كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على تلك المناطق في سبتمبر/أيلول الماضي، وأعلنت البدء بعملية برية عند الحدود مع لبنان في 30 منه. وقال سمير متأثراً: «شاهدنا شخصين ميتين على الأرض. أخذ ولداي يبكيان، ووالدتهما بكت أكثر».
- إلى أين نذهب؟
تعرّض قلب بيروت منذ الأحد الماضي، لأربع غارات إسرائيلية دامية، أدّت إحداها إلى مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف. وأفاد مصدر أمني لبناني، بأن قيادياً كبيراً في «حزب الله» استهدفته في الغارة على البسطة. واستيقظ سكان العاصمة وجوارها عند الساعة الرابعة فجراً، على دويّ انفجارات ضخمة ورائحة بارود منتشرة في الهواء.
وقال صلاح (35 عاماً) الأب لطفلين، والذي يقطن في الشارع نفسه، حيث وقعت الغارة،: إن «هذه المرة الأولى التي استيقظ فيها، وأنا أصرخ من الرعب». وأضاف: «لا أستطيع أن أعبّر عن الخوف الذي راودني، المشهد في الشارع كان مخيفاً، مرعباً، وسمعت أصوت أطفال يبكون».
ومطلع تشرين الأول/أكتوبر، تعرض حيّ البسطة وحيّ النويري المجاور لغارتين اسرائيليتين كذلك، أسفرتا عن مقتل 22 شخصاً، وكانتا تستهدفان مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله»، وفيق صفا الذي نجا من الهجوم.
أرسل صلاح زوجته وولديه إلى مدينة طرابلس، لكن كان عليه البقاء في بيروت من أجل العمل. وتابع: «أشتاق إليهم، ويسألونني كلّ يوم، بابا متى سنعود؟» وأسفرت الحرب التي تشنّها إسرائيل منذ 2023 على لبنان، عن مقتل أكثر من 3650 شخصاً على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية. ورغم وقع الصدمة الشديد، يؤكد سمير أنه وعائلته لا يملكون خياراً آخر سوى العودة إلى بيتهم. وقال: «سأعود الآن إلى البيت، سنعود إلى البسطة، إلى أين نذهب؟».

أخبار متعلقة :