ارتفعت أسهم مترو طوكيو، أحد أكثر متروهات الأنفاق ازدحاما في العالم، بنحو 45% بعد أن جمع مالكوها الحكوميون 2.3 مليار دولار في أكبر طرح عام أولي في اليابان في ست سنوات.

وتعتبر خطوط مترو طوكيو التسعة جزءا من شبكة نقل ضخمة في العاصمة وضواحيها، ويركب مترو طوكيو حوالي 6.5 مليون شخص يوميا وهو رقم يتجاوز عدد ركاب مترو أنفاق لندن.
وارتفع سهم الشركة إلى 1739 ينا، بزيادة 47% عن سعر الإصدار البالغ 1200 ين.

ستذهب العائدات إلى سندات إعادة الإعمار الصادرة بعد زلزال عام 2011 والتسونامي والكارثة النووية في شمال شرق اليابان والتي قتلت 18 ألف شخص.
سيؤدي الإدراج إلى تقليص ملكية الحكومة، المقسمة بين الدولة ومدينة طوكيو، إلى حوالي 50%. وقد تم خصخصة العديد من شركات السكك الحديدية اليابانية بالفعل.

 ولجذب المستثمرين، تضمنت الامتيازات لشراء أكثر من 200 سهم تذاكر لمتحف مترو طوكيو وملعب الغولف، بالإضافة إلى قسائم مجانية في أكشاك الطعام.
وذكرت رويترز أنه تم تغطية الاكتتاب العام الأولي بأكثر من 15 مرة، مع تجاوز الجزء المتاح للمستثمرين الأفراد حوالي 10 مرات.

يعد الطرح العام الأولي هو الأكبر في اليابان منذ أن جمعت مجموعة سوفت بنك للتكنولوجيا والاتصالات التابعة لرجل الأعمال ماسايوشي سون رقمًا قياسيًا وطنيًا بلغ 23.5 مليار دولار من خلال إدراج وحدتها المحمولة في عام 2018.

بنت لندن أول سكة حديدية عامة تحت الأرض، ولكن في عام 1927 أصبحت طوكيو أول مدينة آسيوية بها مترو أنفاق.
وتدير حكومة طوكيو أربعة خطوط مترو أنفاق أخرى بشكل منفصل، إلى جانب طرق السكك الحديدية فوق الأرض لشركة شرق اليابان للسكك الحديدية مثل خط يامانوتي الدائري، وخدمات خاصة أخرى.

 قال المحللون إن الأرباح القوية للشركة والأعمال المستقرة مع تأثر طوكيو بشكل أقل بالأزمة الديموغرافية في اليابان والعائد المرتفع على الأرباح اجتذبت المستثمرين. وتتوقع الشركة أن تدفع 40 ينًا للسهم في العام حتى مارس 2025.

حققت شركة مترو طوكيو صافي ربح بلغ 300 مليون دولار للسنة المالية التي انتهت في مارس 2024، بزيادة 67 في المائة عن العام السابق. وتستهدف هذا العام الوصول إلى 340 مليون دولار.

أثار النجاح المذهل للطرح الأولي لشركة مترو طوكيو تساؤلات حول سبب عدم محاولة الحكومة تأمين سعر أعلى في الطرح.

لكن شيكي ساتو، استراتيجي شركة طوكيو للأوراق المالية، قال لوكالة فرانس برس إنه "من الشائع جدًا أن يرتفع السعر الأول عن سعر الطرح العام الأولي، وخاصة في اليابان، حيث يعتمد سعر الطرح على الأرباح ولكن هذا لا يشمل توقعات المستثمرين".

وذكرت بلومبرج نيوز نقلاً عن شركة إيتشيوشي للأوراق المالية أن سعر أسهم الشركات اليابانية التي طرحت أسهمها للاكتتاب العام هذا العام ارتفع بنسبة 34 في المائة في المتوسط.

 وقال هيدياكي مياجيما، أستاذ التجارة بجامعة واسيدا، قبل الطرح العام الأولي، إن "التقلبات المنخفضة" لشركة مترو طوكيو تجعل أسهمها احتمالًا آمنًا للأسر اليابانية المستثمرة العادية.

وأضاف: "بالنسبة للمستثمرين المؤسسيين، فإن السوق اليابانية مواتية للغاية بالنظر إلى سعر الصرف المنخفض للغاية" للين وإصلاحات حوكمة الشركات الأخيرة.
يأتي الإدراج قبل الانتخابات في اليابان يوم الأحد القادم حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا الديمقراطي الليبرالي قد يفشل في تحقيق الأغلبية لأول مرة منذ عام 2009.

يكافح رابع أكبر اقتصاد في العالم لكسب الزخم بينما يعني انخفاض عدد السكان أن الشركات في العديد من القطاعات تواجه صعوبة في شغل الوظائف الشاغرة.
خفض صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء توقعاته لنمو اليابان في عام 2024 إلى 0.3 في المائة لكنه توقع أن يتوسع بنسبة 1.1 في المائة العام المقبل.