نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استنطقوا الحزبي “الصامت” داخلهم!, اليوم الاثنين 4 نوفمبر 2024 09:57 صباحاً
محمد الشقاء
في عالم مليء بالتغيرات السياسية والاجتماعية والتحولات الاقتصادية الكبرى، تظهر بيننا فئات تتنكر في أزياء الوطنية والانتماء، بينما تخفي خلفها أجندات حزبية ضيقة، تتربص في الظل وتنتظر لحظات التحدي والضعف لتكشف عن نواياها الحقيقية.
هؤلاء الحزبيون المتخفون يمثلون “طابورًا خامسًا” يهدد أمن المجتمعات واستقرارها؛ إذ يستغلون الظروف والتحديات العابرة التي تواجه الحكومات لبث الفرقة وزرع الشك في النفوس، ويخّونون الشرفاء عند أدنى زلة، بهدف تحقيق مصالح فئات وجماعات محددة، وليس مصلحة الوطن ككل.
على سبيل المثال، تجلى هذا السلوك في مشهد أحد رؤوس الأحزاب المحظورة أثناء مبادرة صلح لحلف دولي مع إحدى الدول؛ إذ خرج هذا “الرأس” وعدد من أتباعه عن صمتهم الطويل، رغم أن المبادرة لم تستمر ساعة، متظاهرين بالوطنية، ولكن بهدف آخر.
ويتكرر اليوم المشهد بعد حديث أحد الكتّاب مؤخرًا عن غزة، حيث أثار حفيظة حزبيين ومن في صفهم؛ ليس حميةً لغزة، بل حميةً لفكرهم الخاص ولإسقاط ثقة الكاتب الذي كشفهم في أكثر من موقف.
تُظهر هذه الأحداث كيف ينكشف هؤلاء المتخفون في اللحظات الحاسمة بنوايا حزبية ضيقة، وكيف يستغلونها لقتل ثقة وقوة ونفسية كل من يقف ضدهم، وجعله في موقف الدفاع بدل الهجوم.
من المهم أن تنظر الحكومات بجدية إلى هذا الخطر، وأن تسعى إلى وضع آليات تكشف من خلالها انتماءات الأفراد الحقيقية، وتفضح الحزبي الذي يتخفى خلف قناع الوطنية. كما ينبغي على الدول الاعتماد على برامج رصد وتحليل التصرفات في المواقف الحاسمة، وإشراك المجتمع في التوعية بالتهديدات التي قد يشكلها هؤلاء، بما يسهم في صيانة الأمن والاستقرار، ويضمن أن يبقى الوطن آمنًا من دسائس المتخفين.
*إعلامي سعودي
نسخ الرابط تم نسخ الرابط