«انضم لكبار العلماء» و«عمل بـمُديريَّةِ دارفور» .. أبرز المحطات الهامة في حياة «المراغي» فيي ذكرى وفاته

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«انضم لكبار العلماء» و«عمل بـمُديريَّةِ دارفور» .. أبرز المحطات الهامة في حياة «المراغي» فيي ذكرى وفاته, اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024 03:18 مساءً

في مِثْلِ هذا اليومِ –السَّادسِ منْ نوفمبر عامَ 1950م، المُوافِقِ الخامس منْ صفر سنةَ 1370هـ- تُوفِّيَ الشَّيخُ العلَّامةُ عبد العزيز بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم القاضي المراغي.

«المــــــــــــــــواطن» يرصد أبرز المحطات الفكرية والعلمية في حياة الشيخ عبد العزيزالمرافي في هذا التقرير : 

مولده
وُلِدَ ببلدةِ المراغةِ، منْ أعمالِ مُديريَّة جرجا، بصعيدِ مصرَ، سنةَ (1318هـ/ 1901م)، في أسرةٍ عريقةٍ في خدمةِ العلمِ والقضاءِ، توارثَتِ القضاءَ خلفًا عنْ سلفٍ، وبسببِ هذا تُلقَّبُ بأسرةِ القاضِي.

النشأة الأسرية
كانَ والدُه مصطفى المراغي مُزارعًا في المراغةِ، ولكنَّ رُوحَ الأسرةِ واتِّجاهَها العلميَّ كانَ يشدُّه نحوَ ضرورةِ تنشئةِ أبنائِه على العلمِ، وكانَ له ما أرادَ؛ فاتَّجَه أبناؤُه جميعًا لدراسةِ العلمِ الشَّرعيِّ، وكانَ لهم شأنٌ في تاريخِ الأزهرِ الحديثِ، فابنُه الشَّيخُ محمد كانَ شيخَ الأزهرِ لفترتَيْنِ (منْ 1928 إلى 1929م)، (من 1935 إلى 1945م)، والشَّيخُ أحمد مصطفى المراغي، صاحبُ تفسيرِ المراغي المعروفِ، والشَّيخُ عبد العزيز كانَ عالمًا أزهريًّا ضليعًا في معرفةِ الشَّريعةِ، خبيرًا بمذاهبِ أئمتها، أديبًا متذوقًا، مؤرخًا واعيًا لتطوُّراتِ التَّاريخِ الإسلاميِّ وتَقلُّبِ دُوَلِه، والشَّيخُ أبو الوفا مصطفى المراغي كانَ يعملُ مديرًا للمكتبةِ المركزيَّةِ بالأزهرِ الشَّريفِ، والشَّيخُ عبد الله مصطفى المراغي كانَ يعملُ مديرًا عامًّا للمساجدِ بوزارةِ الأوقافِ.

بداية الرحلة مع العلم
بدأَ الشَّيخُ عبد العزيز دراستَه في المراغةِ في المدارسِ الحُكوميَّةِ، ثمَّ انتقلَ مع أخيه الأكبرِ الشَّيخِ محمد ليلتحقَ بمدرسةِ النَّحَّاسين الابتدائيَّةِ في الغوريَّةِ، لينتقلَ بعدَها إلى الجامعِ الأزهرِ مُجاوِرًا به حتَّى سنةَ 1915م، ثمَّ انتقلَ مع طلَّابِ الصَّعيدِ إلى معهدِ أسيوط عامَ 1922م، وحصلَ منه على الثَّانويَّةِ سنةَ 1923م، ولمَّا سافرَ الأخُ الأكبرُ إلى السُّودانِ اصطَحَبَه معَه؛ ليُكملَ تعليمَه في كُلِّيَّةِ غوردون بالسُّودانِ، وبعدَ أنْ عادَ مِنَ السُّودانِ التحقَ بالأزهرِ مرَّةً ثانيةً.

تلقيه للعلم على يد المشايخ
وبينَ أروقةِ الأزهرِ الشَّريفِ تلقَّى العلمَ على يدِ كثيرٍ مِنَ الشُّيوخِ الأجلَّاءِ، ومنهم: فضيلةُ الشَّيخِ فرج السنهوري؛ حيثُ دَرَسَ على يديه الشَّريعةَ الإسلاميَّةَ، وفضيلةُ الشَّيخِ مُحيي الدين عبد الحميد، وهو شيخٌ منْ شُيوخِ العربيَّةِ المُبرَّزِين، وحصلَ على إجازةِ العالميَّةِ الأزهريَّةِ سنةَ 1926م.

الكفاح في نشر العلم
عملَ الشَّيخُ عبد العزيز المراغي في إدارةِ مُديريَّةِ دارفور بالسُّودانِ، ثم عُيِّنَ مُدَرِّسًا بكلِّيَّةِ الشَّريعةِ، ثم عُيِّنَ مدرسًا للفقهِ الحنفيِّ بمعهدِ الإسكندريةِ الدِّينيِّ.
سافَرَ الشَّيخُ عبد العزيز إلى (لندن)؛ للحصولِ على درجةِ (الماجستير) عامَ 1936م، وذلك ضمنَ عدَّةِ بعثاتٍ أرسلَها الشَّيخُ محمد مصطفى المراغي شيخُ الأزهرِ إلى الدُّولِ الأوروبيَّةِ، وفي أثناءِ بعثةِ الشَّيخِ عبد العزيز وُجِّهَتْ دعوةٌ إلى أخيه الأكبرِ فضيلةِ الشَّيخِ محمد مصطفى المراغي؛ لحُضورِ مؤتمرٍ عالميٍّ بلندن في عام 1936م للبحثِ في موضوعِ إيجادِ زمالةٍ عالَميَّةٍ بينَ الأممِ كافَّةً، وحالَتِ الظُّروفُ دون حضورِه المُؤتمرَ، فكتبَ رسالةً للمُؤتمرِ في موضوعِ الزَّمالةِ الإنسانيَّةِ وأنابَ عنه أخاه الشَّيخَ عبد العزيز لإلقائِها نيابةً عنْه.
حصلَ الشَّيخُ عبد العزيز المراغي على (الماجستير) في الآدابِ والتَّاريخِ معَ مرتبةِ الشَّرفِ عامَ 1940م، وعندَما عادَ عُيِّنَ مدرِّسًا في كلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ، ثم عُيِّنَ شيخًا لمعهدِ الزَّقازيقِ الدِّينيِّ، وحصلَ على كسوةِ التَّشريفِ العلميَّةِ عامَ 1946م، ونُدِبَ للعملِ إمامًا للحضرةِ العليَّةِ الملكيَّةِ في العامِ نفسِه، وأُنْعِمَ عليه برتبةِ البكويَّةِ مِنَ الملكِ فاروق عامَ 1949م.

حصوله على عضوية هيئة كبار العلماء  
نالَ الشَّيخُ عبد العزيز المراغي عُضويَّةَ هيئةِ كبارِ العلماءِ بالقرارِ الملكيِّ رَقْمِ (43) لسنةِ 1949م، الصَّادرِ باسمِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ فاروق الأوَّلِ ملكِ مصرَ، بقصرِ القُبَّةِ، في التَّاسعِ والعشرِينَ مِنَ المُحرَّمِ سنةَ 1369هـ، المُوافِقِ العِشرِينَ منْ نوفمبر عامَ 1949م.

ترشيحه لمنصب المفتي قبل وفاته
وقدْ رُشِّحَ منْ قِبَلِ هيئةِ كبارِ العلماءِ لتولِّي الإفتاءِ عامَ 1950م، إلَّا أنَّ المنيَّةَ وافَتْه قبلَ تولِّيه هذا المنصبَ الرَّفيعَ.
تتلمذَ على فضيلةِ الشَّيخِ عبدِ العزيزِ المراغي كثيرٌ مِنَ التَّلامذةِ، وكانَ أبرزُهم: الأستاذَ الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخَ الأزهرِ سابقًا؛ حيثُ دَرَسَ على يديه في الأزهرِ، والأستاذَ الدكتور أبو زيد شلبي، أستاذَ الحضارةِ بكلِّيَّةِ اللُّغةِ العربيَّةِ بجامعةِ الأزهرِ.

مقالاته في الفكر والعلم 
ولمْ يكنِ الشَّيخُ عبد العزيز المراغي مِنَ المُكثِرين في التَّأليفِ والتَّصنيفِ، ومعَ ذلك تركَ عددًا مِنَ المُؤلَّفاتِ، والتَّحقيقاتِ، والمقالاتِ، منها: «طرق استيفاء الحقوق في الشريعة الإسلاميَّة»، وهو البحثُ الَّذي نالَ به عُضويَّةَ هيئةِ كبارِ العلماءِ، «ابن تيمية الحراني»، تحقيقُ كتابِ «أخبار القضاة، لمحمد بن خلف بن حيان».
ومِنَ المقالاتِ: «تطور التشريع الإسلامي»، «التشريع الإسلامي في عصر الخلفاء الراشدين»، «ليلة النصف من شعبان».
وقدْ وَصَفَه صديقُه الوفيُّ الأستاذُ محمود رزق سليم قائلًا: «كانَ ضليعًا في معرفةِ الشَّريعةِ السَّمحةِ وأحكامِها، خبيرًا بمذاهبِ أئمَّتِها على اختلافِهم، بصيرًا بمذاهبِ الكلاميِّينَ منْ فُقَهائِها».
تُوفِّيَ فضيلةُ الشَّيخِ عبد العزيز المراغي صباحَ يومِ الخميسِ الخَامسِ منْ شهرِ صفرٍ سنةَ 1370هـ، المُوافِقِ السَّادسَ منْ نوفمبر عامَ 1950م، ودُفِنَ بمدافنِ آلِ المراغي، بميدانِ السَّيِّدةِ نفيسةَ، المُجاوِرِ لمسجدِ السَّيِّدةِ نفيسةَ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق