ترمب والقصبي، الأصل والصورة !

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترمب والقصبي، الأصل والصورة !, اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024 01:18 مساءً

*علي المطوع

من منا لا يذكر مشهد القصبي الجميل  في مسلسل (سيلفي ) عندما أصبح مديرا على زملائه الذين طردوه من الاستراحه ، لأنه وحسب تصنيفهم كان ( غثيثا) وغير مقبول بالمرة ليظل نديما لهم في تلك الاستراحة العجيبة .

تدور الأيام ويصبح القصبي مديرا ديكتاتوريا على زملائه يأمرهم وينهاهم ،مما جعلهم يعيشون وقع الصدمة وواقعها ،كونه شخصية -من وجهة  نظرهم وتجربتهم- غير جديرة بإدارة قسمهم المهم ، تتواصل أحداث المسلسل الفكاهي ويرسخ في ذاكرة المشاهدين كحالة معاشة بين الموظفين وفي أروقة الوظيفة سواء كانت عامة او خاصة .

بالمثل يعود الرئيس الأمريكي إلى سدة الحكم في البيت الأبيض ،بعد أن أقصت اللعبة الديموقراطية فرصه في ولاية ثانية بعد ولايته الأولى ،ليمارس صلاحياته الجديدة لأربع سنوات قادمة ، ما يتفرد به ترمب أنه على السليقة الإنسانية يتماشى و يتماهى مع ما يطلبه أنصاره ومعارضوه على السواء بأن تصبح أمريكا أولا، مهما كان الثمن .

في سباقه الرباعي الأول، اكتسح ترمب منافسيه الجمهوريين ليصبح مرشح حزبه الأول ،الذي سيقارع لاحقا الديموقراطية العجوز هيلاري كلنتون ، التي رشحها حزبها  لتكون أول امراة يراد لها أن تقود الشعب الأمريكي .

جرت الرياح بما لا تشتهي السيدة كلينتون  و حزبها، ووصل ترمب إلى منصب الرئيس في أول وصول دراماتيكي لظاهرة شعبية و مفاهيم شعبوية تصل إلى البيت الأبيض، معززة بأحلام الطبقة الوسطى والتي تليها منزلة ،في حياة أفضل و أكمل وفق شعار ترمب المثير والجدير بالاهتمـــــام ؛أمريكا أولا .

ما إن دخل ترمب معترك السياسة كرئيس أمريكي حتى أخذ يؤسس لنهج رئاسي جديد ،قوامه المباشرة التي قد تصل إلى حد الفضاضة الكلامية في بعض الأحيان ،من أجل إيصال رسائله للآخرين ، هنا بدات وسائل الإعلام التقليدية  محاربة الرجل في محاولة لتدمير شعاراته وشعائره ومشاريعه ،كونه يؤسس لفكرة جديدة مفادها المصلحة الأمريكية أولا ، وهذا الشعار يعني استئصال مدارس الحكم الأخرى التي مازالت تحمل الشعارات الغريبة والعجيبة والتي افضت لاحقا  في بعض صورها إلى أمور تخالف الفطرة الإنسانية شكلا ومضمونا .

نعود لترمب (المدير) الذي يذكرك سلوكه الفض ببعض المديرين الذين حملتهم الصدفة ليصبحوا من أصحاب السعادة هذا الصنف من المديرين ما زال يعيش سكرة الحلم في حين أن الواقع الجديد الذي يعيشه ويعيش به  لم يستوعبه بعد ، فهذا المدير هو نتاج طفرة اجتماع في استراحة، افضت إلى توصية جامحة حملته ليصبح سعادة المدير .

يعيش هذا المدير صراعات كثيرة أولها عدم قناعته في نفسه ليكون أهل لهذا المنصب الذي يشغله اليوم ،وثانيا أن المحيطين به من زملاء الاستراحة الكسالى و الانتهازيين، مازالو يطوقونه ويذكرونه بجميلهم المزعوم ،فهم من زفه إلى ذلك الكرسي الوثير ليصبح من خلاله سعادة مدير الغفلة و الغفوة الجديد .

القصبي في سيلفي انقلب على زملاء الاستراحة وراح ( يوريهم النجوم صلاة الظهر ) لانه لم ير لهم فضلا عليه فيما وصل إليه، وبالمثل ترمب الذي سيتصرف ويعمل من خلال استقلاليته المالية أولا وقدرته ثانيا على صناعة تاريخ جديد للرئاسة الأمريكية وللفرد الأمريكي العادي وفق قاعدته الملهمة لأنصارة والملتهمة لمخالفيه ؛ أمريكا اولا و أنا الرئيس.

نقلاً عن “اليمامة”

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق