علّق رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية في قطاع غزة، الدكتور حازم الصوراني، على تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية بشأن أن إدارة الرئيس جو بايدن خلصت إلى أن إسرائيل لا تعرقل حاليًا المساعدات المقدمة لغزة وبالتالي لا تنتهك القانون الأمريكي.
ونفى «الصوراني» في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، تصريحات الخارجية الأمريكية، ومزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن زيادة كمية المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة في الأيام الأخيرة، وذلك تحت ضغط أمريكي. وأنها قامت بفتح معبر جديد لهذا الغرض.
من سيئ إلى أسوأ
وقال إن الوضع في قطاع غزة ينتقل من سيئ إلى أسوأ كل يوم، وأن كل ما تروج له إسرائيل والإدارة الأمريكية محض أكاذيب، مشيرا إلى أن بعض الفلسطينيين فارقوا الحياة بسبب تفشي الجوع والأمراض.
وأضاف «الصوراني»: "نحن الفلسطينيين في قطاع غزة نسمع تصريحات إدارة بايدن وجيش الاحتلال ونتعجب لها، نحن نعلم ان الإدارة الأمريكية تدعم الاحتلال الإسرائيلي في قتل وتجويع وتشريد الفلسطينيين يوميا".
وأوضح أن أعضاء الإدارة الأمريكية يخرجون علينا كل يوم بتصريحات، مفادها أنهم يضغطون على الاحتلال من أجل دخول المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، وعلى الجانب الآخر يستهدف جيش الاحتلال معظم هذه المساعدات".
وتابع «الصوراني»: إسرائيل تسمح بدخول بعض المساعدات التي تعتبرها "إنسانية" ولكي تخرج أمريكا وتقول أن تل أبيب لا تعرقل دخول المساعدات ولكنها تعلم أن تلك الشاحنات التي سمحت بمرورها لن تكفي أحدا".
الاحتلال يضلل الرآي العام
وأكد أن "جيش الاحتلال يمارس محاولات تضليل للرأي العام، وهو يكذب ويقول إنه يسمح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة"، مضيفا أن جيش الاحتلال ما زال يحاصر القطاع ويمنع عنه المساعدات والسلع والبضائع، في إطار سياسة التجويع، ما أدى إلى انتشار المجاعة بشكل كبير بين صفوف المواطنين.
وأشار رئيس المنظمة الإغاثية الى أن قوات الاحتلال تغلق جميع المعابر مع قطاع غزة، فمعبر رفح مغلق منذ ما يزيد عن 190 يوما، مذكرا بأن أكثر من 600 ألف طن من المساعدات والمواد الغذائية والسلع والبضائع مكدسة على الجانب الآخر من المعبر، لكن الاحتلال يرفض إدخال هذه المساعدات، الأمر الذي فاقم الواقع الإنساني بشكل كبير جدا.
وناشد المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، سرعة التحرك لإنقاذ قطاع غزة الذي يعاني من حصار خانق وأزمة إنسانية حادة، وأوضح أن الوضع في غزة وصل إلى مرحلة لا يمكن تحملها، مع تزايد تهديدات الجوع والمرض الذي يواجهه السكان.
وأكد «الصوراني» ضرورة الضغط على الحكومات الدولية والمنظمات الإنسانية للوقوف إلى جانب أهل غزة وتوفير الاحتياجات الأساسية من أجل تخفيف المعاناة المستمرة.
وشدد على أن إيصال صوت غزة للعالم مهم جداً، مؤكداً ضرورة إنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في القطاع.
وقال «الصوراني»: غزة تعيش في واقع قاسٍ من قصف وحصار مستمر، حيث يعاني أهلها من نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية مثل الكهرباء والماء والدواء. ومنذ ما يقارب عقدين، يخضع سكانها لحصار خانق، مما يزيد من معاناتهم الاقتصادية والنفسية والاجتماعية. الحروب المتتالية دمرت المنازل والمرافق، وأدى العنف المستمر إلى آثار نفسية كبيرة على الأطفال".
وتابع: رغم هذه الظروف الصعبة، يتمسك أهل غزة بالصمود والإصرار على الحياة، مؤكدين أن الأمل لا ينقطع حتى في أصعب الظروف. ومع ذلك، تظل التساؤلات قائمة حول مدى استمرار هذا الوضع، ومدى استجابة العالم لمعاناة غزة".
وفي 13 أكتوبر 2023، بعث وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، رسالة إلى المسؤولين الإسرائيليين، وزير الحرب حينذاك يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، تحذر من أن المساعدات العسكرية الأمريكية قد تتعرض للخطر إذا لم يتم إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة خلال 30 يومًا.
في هذا السياق، أطلقت لجنة خبراء مدعومة من الأمم المتحدة تحذيرات عاجلة بشأن تدهور الوضع في غزة، محذرة من خطر المجاعة الوشيك، خاصة في المناطق الشمالية من القطاع.
كما حذرت وزارة الصحة في غزة من تفاقم حالات سوء التغذية بين جميع الفئات العمرية. ومع ذلك، ترفض إسرائيل الاستجابة لتلك التحذيرات، بينما تواصل هجومًا عسكريًا في شمال القطاع منذ نحو 40 يومًا، وسط مزاعم بتطهير عرقي للمناطق هناك.