جرّ خبر اعتقال الكاتب والمعارض الجزائري بوعلام صنصال غضبًا واسعًا بين أحرار الجزائر، الذين اعتبروا خطوة نظام بلادهم العسكري بمثابة محاولة لمحاصرة الأقلام الحرة وضربة قاضية لحقوق الإنسان ببلاد الكابرانات.
لم يُخفِ صنصال مواقفه من النظام الجزائري، ولا تعاطفه مع المغرب، وهو المعروف بآرائه حول الصحراء الشرقية للجزائر ومدن تلمسان ووهران ومعسكر، التي قال بأنها مغربية قبل استعمار فرنسا للجزائر.
في سياق متصل، اعتبر الدكتور عبد الله الأكرمي، الباحث المتخصص في الأدب العالمي، في تصريح خص به "أخبارنا" أن الكاتب الجزائري بوعلام صنصال "اشتهر برواياته وأفكاره الجريئة، والتي لم يتورع فيها عن انتقاد النظام السياسي في الجزائر، فضلاً عن آرائه في قضايا حقوق الإنسان والحرية الفكرية".
مؤكدًا في الحين ذاته أن "اعتقاله يأتي في وقت حساس، حيث تتدهور حرية التعبير في الجزائر، خاصة بالنسبة للكتاب والصحفيين. أصبح هذا النهج عقيدة لدى النظام الجزائري في محاصرة منتقديه، ففي السنوات الأخيرة، تم تسجيل حالات اعتقال وتضييق على عدد من الكتاب والفنانين الذين عبروا عن آراء منتقدة للأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد، كما أُدرجت بعض الأعمال الفنية والأدبية على قائمة "الممنوعات".
ويرى المتحدث أن هذا إجمالاً "يعكس التوتر بين مطالب الحرية وحقوق الإنسان من جهة، والرقابة والقيود المفروضة على التعبير الفني والثقافي من جهة أخرى في الجزائر".
"صنصال"، الذي كتب ذات يوم: "النظام العسكري الجزائري هو آلة تسحق الأحلام، هيدرا ذات ألف رأس تعتاش من دماء شعبها".