كما أشرنا إلى ذلك في مواضيع سابقة، أقدم نظام "الكابرانات" على تمويل حملة جديدة، تستهدف الوحدة الترابية للمغرب، عبر ندوة صحفية "مسرحية" تم خلالها استقطاب شرذمة من انفصاليي ومرتزقة أوروبا، سخر لهم إمكانيات مالية ضخمة، من أجل دفعهم إلى المطالبة باستقلال ما أسماه بـ"جمهورية الريف" عن المملكة الشريفة.
وبعيدا عن الأساليب الرخيصة التي لجأ إليها نظام العسكر، من قبيل وضع ميكروفونات "مزيفة' تحمل اسماء قنوات شهيرة دون إذن القائمين عليها، وكيمة "الكذب والافتراء" الذي جاء على لسان المرتزقة الذين جيء بهم لتقمص أدوار هذه المسرحية الهزلية، لفت انتباه عدد من المتابعين، التناقض الفاضح الذي تصدر الصفحة الأولى من عدد أمس الأحد، لجريدة "الخبر" المأجورة لكابرانات الجزائر.
فمن جهة، تدعم يومية "الخبر" الناطقة باسم كابرانات الجزائر، مطالب هؤلاء المرتزقة في انفصال الريف عن المغرب، وترى في ذلك حقا مشروعا، وهي نفس السياسة التي ظلت الجزائر تنتهجها منذ عقود وصرفت لأجلها ملايير الدولارات دون أي طائل، ومن جهة ثانية، تعتبر نفس الجريدة أن الوحدة الترابية للجارة الشرقية خط أحمر ولا حرية تعبير فيها، وفق تعبيرها، وهو العنوان الذي جاء ردا على تصريحات الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، الذي قال إن "مدن تلمسان ووهران وبسكرة، كانت جزءا من المملكة المغربية، قبل أن يعمد الاستعمار الفرنسي إلى اقتطاع هذه المدن والمناطق المحيطة بها وإلحاقها بما يعرف بالجزائر حاليا".
وأمام هذه التناقضات الصارخة، يرى كثير من المحللين والمهتمين، أن الجزائر بشحطاتها الواهية المفضوحة المتتالية، تؤكد للعالم أنها فقدت السيطرة على أعصابها، بعد أن حاصرها الفشل من كل جانب، بفعل الانتصارات التاريخية للمغرب، وأن ما تقوم بها هو محاكاة حقيقية لرقصة الديك المذبوح.
في سياق متصل، يرى البعض الآخر أن الجزائر وبعد الذي قامت به، ينطبق عليها صدقا المثل المغربي الدارج القائل: "باش قتلتي باش تموت"، في إشارة إلى أن الكابرانات الذين سخروا كل امكانياتهم المادية والدبلوماسية من أجل زعزعة استقرار المغرب ودعم مشروع تقسيمه، سيجدون أنفسهم في مواجهة حقيقية مع نفس المشروع، وسيشربون عاجلا غير آجل من نفس الكأس.
الشاهد على ما قيل، أن مليشيات البوليساريو التي جندتها الجزائر لفصل المغرب عن صحرائه، ستدخل معها في حرب ضروس، بعد أن أيقن قادتها أن حلم انتزاع الصحراء من مغربها لن يتحقق أبدا، ما سيدفع الجبهة الوهمية إلى المطالبة بإقامة دولة جديدة داخل الجزائر على تراب "تندوف".. و فكها يا من وحلتيها.
نفس الشيء بالنسبة لمنطقة القبائل التي يطالب سكانها بالاستقلال عن الجزائر، والقضية اليوم قطعت أشواطا حارقة طويلة، والأمر ذاته بالنسبة لجنوب الجزائر الذي يطالب سكانه بالانفصال عن النهائي عن حكم العسكر، وهي الحركات التي ستعقبها مستقبلا أشكال نضالية، قد تتطور إلى حرب أهلية..