صبّ العدو فشله في تحقيق أي من أهدافه من العملية البرية جنوب لبنان، تحديداً قرى الحافة الأمامية، وبعد مرور أكثر من شهر ونصف على بدء محاولات التوغل هناك وسط سياسة من التدمير الممنهج وتفجير كامل للبلدات، صبّها على الحجر وعلى أجساد المدنيين متوعداً بضرب “أهداف للدولة اللبنانية”، حسب زعمه. وهنا يحضر السؤال التالي: ألم يعي هذا العدو بعد أن سياسية القتل والتدمير لا تزرع سوى المزيد من الايمان بخيار المقاومة؟ ألم يعي ذلك بعد أن أثبتت له المقاومة بالأمس أنها تملك زمام الميدان وقدرة فرض المعادلات بعد كل ما قام به متنطحاً بتفوقه العكسري والتكنولوجي والاستخباراتي؟
هذا وعقب ليلة من الاستهداف الكثيف لضاحية بيروت، تحديداً مناطق الطيونة، حارة حريك، العمروسية، معوض، الكفاءات، برج البراجنة، الحدث، الغبيري، والشويفات – حي الجامعة، بعد كل هذا هدد العدو ظهر اليوم الاثنين وللمرة الثانية على التوالي سكان الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم، طالباً من سكان الحدت، حارة حريك والغبيري بالإخلاء تمهيداً للاعتداء عليها، حيث أعقب ذلك استهداف حارة حريك بغارتين معاديتين.
وأحدثت غارات الأمس دماراً كبيراً في المكان، وانتشرت في الأرجاء الروائح الكريهة الناتجة عن الصواريخ التي يلقيها الاحتلال على المباني المستهدفة.
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه العدو لليوم الرابع والستين على التوالي، عدوانه على لبنان، موسعاً غاراته ايضاً على الجنوب والبقاع، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من ثلاثة الاف شهيد وإصابة اكثر من 13 الف آخرين، في آخر حصيلة صدرت أمس الأحد عن وزارة الصحة اللبنانية.
ففي الجنوب، استهدفت غارات معادية بلدة كفرحتى وزوطر الغربية والدوير، إضافة إلى المنطقة الواقعة بين شارنية والبازورية جنوبي صور وبلدة حاريص.
صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو “على طريق البص قضاء صور أدت إلى سقوط ستة شهداء وتم رفع أشلاء سيتم تحديد هوية صاحبها بإجراء فحوص الحمض النووي، إضافة إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح”.
يأتي ذلك في وقت أفاد فيه رئيس طبابة قضاء صور وسام غزال بارتفاع عدد الشهداء والجرحى جراء الغارات الثلاث التي شنتها المسيرات المعادية على مدينة صور ومدخل البص، إلى 10 شهداء و17 جريحاً، نقلهم الدفاع المدني وكشافة الرسالة للإسعاف الصحي، والصليب الأحمر إلى مستشفيات صور.
كما شنّت الطائرات الحربية ثلاث غارات، على بلدة الحنية ووادي العزية وبلدة زبقين في قضاء صور، وغارة رابعة على بلدة ياطر في قضاء بنت حبيل في التوقيت نفسه.
كذلك، أغار الطيران الحربي المعادي على منزلين عند مدخل بلدة يحمر الشقيف ودمرهما. كما سقط شهيد جراء غارة من مسيرة صباح اليوم على وسط البلدة.
وظهر اليوم تعرّض حي البياض في مدينة النبطية لغارة جوية.
الطيران الحربي المعادي أغار ايضاً على بلدة بيوت السياد والمنصوري ترافق ذلك مع قصف مدفعي على منطقة رأس العين، إضافة إلى غارة على أطراف بلدة زبقين، وغارتين على بلدة البازورية.
من جهة ثانية، قامت آليات تابعة لاتحاد بلديات جبل الريحان بإعادة فتح طريق جزين ـ مشغرة في القطراني والتي كانت قد انقطعت نتيجة غارة معادية.
عن أبرز التطورات جنوباً، معنا مراسل قناة المنار علي شعيب
أما بقاعاً، فقد ادّت غارة استهدفت مدينة الهرمل الى سقوط شهيد وعدد كبير من الإصابات. الغارة أدّت إلى تدمير منزل من طبقتين، مع الإشارة إلى وجود مفقودين تحت الأنقاض.
كذلك فقد شنّ الطيران الحربي المعادي غارتين على مدينة بعلبك، دمرت إحداهما مبنى في محلة العسيرة، والغارة الثانية استهدفت منزلاً على تلال رأس العين المطلة على المدينة.
الطيران الحربي شن غارة ايضاً على بلدة تمنين الفوقا، وغارة استهدفت وادي أم علي ضمن مزارع بيت مشيك غرب بعلبك.
رئيس بلدية برج البراجنة أطلق صرخة استغاثة
من جهته، أطلق رئيس بلدية برج البراجنة، عاطف حسن منصور صرخة استغاثة في وجه التحديات الكبرى التي تواجه البلديات، ومنها بلدية برج البراجنة، “التي تعتبر خط الدفاع الأول عن حاجات المواطنين وخدماتهم الأساسية”، موضحا ان “البلدية تعاني شحّ الموارد، حيث انعدمت الجباية، في حين تزايدت المتطلبات بشكل يفوق قدرتها على تحمل الأعباء”.
وأضاف في بيان “بات الوضع خطيراً جداً، خاصة في ما يتعلق بعدم القدرة على دفع المرتبات وتقديم الحاجات الضرورية والخدمات الأساسية، مثل صيانة البنى التحتية، وإصلاح شبكات المياه والكهرباء، وإزالة الردم من الطرق الناتج عن استهدافات العدو داخل الأحياء. إلى جانب ذلك، تراكم النفايات يشكّل أزمة بيئية وصحية إضافية، مما يزيد من معاناة المواطنين الصامدين في أرضهم”.
وتابع “للتذكير، البلديات الكبرى، مثل بلدية برج البراجنة، أصبحت على شفير التوقف عن العمل بسبب النقص الحاد في السيولة، ما يهدد بانهيار كامل للنظام البلدي. هذا يستدعي، وبإلحاح، اتخاذ قرارات استثنائية وشجاعة من قبل الدولة، تتمثل في وضع خطة شاملة لإعادة هيكلة تمويل البلديات، وتأمين مصادر دخل مستدامة لتخفيف الضغط وضمان استمرارية العمل البلدي.كما يتوجب تخصيص مبالغ عاجلة لدعم البلديات في هذا الظرف الاستثنائي، لتمكينها من الاستمرار في أداء دورها الحيوي، ولو بالحد الأدنى”.
هذ ولفت إلى أنه “ينبغي التعامل مع هذه الحال كأولوية وطنية من قبل الحكومة، لأن انهيار البلديات يعني تعطل الحياة اليومية للمواطنين وزيادة المعاناة في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر فيها البلاد”.
المصدر: الوكالة الوطنية+قناة المنار