أصبح من الواضح أن إسرائيل تفكر فى إعادة احتلال غزة.. يقول آفى ديختر، وزير الأمن الغذائي الإسرائيلي وعضو مجلس الوزراء الأمني، إن الجيش الإسرائيلي يعتزم الحفاظ على وجود طويل الأمد في غزة، ربما لسنوات. تكشف تصريحات ديختر عن رؤية للسيطرة الإسرائيلية طويلة الأمد، مما يؤكد على الافتقار إلى خطط للحكم البديل لسكان غزة البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة.
أكد ديختر على التزام إسرائيل الممتد، مشبهًا الوضع بالضفة الغربية، حيث تحدث عمليات عسكرية دورية ومراقبة مستمرة. واقترح أن تبقى القوات الإسرائيلية في مناطق رئيسية، مثل ممر نتساريم وهي منطقة عسكرية تم إنشاؤها حديثًا تمتد بين البحر الأبيض المتوسط والحدود الشرقية لغزة. قدم جنود الاحتياط الذين خدموا مؤخرًا في غزة تفاصيل البناء العسكري الكبير في المنطقة، بما في ذلك القواعد والطرق الجديدة. وقد وصف أحد الضباط عمليات الهدم المنهجية في الممرات لخلق مساحة للبنية التحتية العسكرية، قائلًا: "لم يتبق مبنى واحد أطول من خصري باستثناء قواعدنا وأبراج المراقبة".
النزوح المدني
لقد دمر الهجوم الإسرائيلي المستمر في غزة مناطق شاسعة، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من كامل السكان مرة واحدة على الأقل وتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين. ويفيد مسؤولون في غزة أن ما يقرب من ٤٤٢٠٠ شخص قُتلوا، وكان معظم الضحايا من المدنيين.
أقر ديختر باستمرار القدرات العسكرية لحماس، وإن كانت متضائلة، مشيرًا إلى أن الجماعة جندت أعضاء جددًا. ومع ذلك، فقد أكد أن قدرة حماس على الحكم قد ضعفت بشكل كبير.
لقد أدى وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله في لبنان إلى تحويل التركيز إلى حماس. وقد لاحظ المحلل الفلسطينى خليل صايغ، أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تآكل الدعم الشعبي لحماس في غزة، حيث فشلت استراتيجيتها في حشد الجماعات المسلحة الإقليمية إلى حد كبير.
وأعرب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، عن أمله في أن يدفع وقف إطلاق النار حماس نحو المفاوضات. ومع ذلك، تظل حماس حازمة في مطالبها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة مقابل الرهائن. واستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسليم السيطرة على غزة للسلطة الفلسطينية، مما يترك الإدارة المستقبلية للمنطقة غير مؤكدة. واقترح ديختر حلولًا تجريبية مختلفة، بما في ذلك توظيف مقاولين من القطاع الخاص أو تكليف قوات الدفاع الإسرائيلية بإدارة توزيع المساعدات والحفاظ على الأمن. واعترف ديختر قائلًا: "لم نجد الإجابات بعد. لكن حماس لن تدير غزة. فمن سيديرها إذن؟ لا أستطيع أن أخبرك الآن".
رؤى الخبراء
إن عدم اليقين المحيط بحكم غزة في المستقبل وحجم الدمار يشكلان تحديات كبيرة. في حين تعكس تعليقات ديختر النوايا الاستراتيجية لإسرائيل، فإن المراقبين الدوليين يتساءلون عن مدى تأثير الاحتلال العسكري المطول والدمار المستمر على استقرار المنطقة. وبينما تستعد إسرائيل لوجود ممتد في غزة، تظل العواقب الإنسانية والسياسية لاستراتيجيتها تحت التدقيق.