يبدو أن النظام الجزائري، الغارق في أزماته المتتالية والمتعددة على الصعيدين الداخلي والخارجي، يجد في المغرب كبش فداء لتبرير فشله أمام الشعب الجزائري المغلوب على أمره، حيث، ومع زيارة ماكرون للمغرب واعترافه بسيادة الرباط على الصحراء، الذي طوى صفحة الخلافات بين الرباط وباريس، تثار في المقابل تساؤلات حول تداعياتها على الجزائر، التي يبدو واضحاً من خلال إعلامها عمق الجرح الذي تعانيه.
وقد نشرت قناة "النهار" الجزائرية، مثلاً، بلاغاً زائفاً زعمت فيه أن وزارة الخارجية الفرنسية أصدرت تحذيراً لرعاياها في المغرب حول تهديدات إرهابية وشيكة، في محاولة لإثارة القلق والتشويش على الأجواء الإيجابية التي رافقت زيارة الرئيس ماكرون للمملكة.
في سياق متصل، قال كريم مرون، المتخصص في التشريع الإعلامي، في تصريح خص به "أخبارنا" إن "الإعلام الجزائري يروج إشاعات غالباً ما تعتبر مسيئة للمغرب، خاصة في سياق التوترات السياسية والتاريخية بين البلدين، وتتضمن هذه الإساءات نشر أخبار أو تقارير تحمل طابعاً سلبياً عن المغرب، مثل تناول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل يحاول تشويه الصورة العامة للمغرب، انطلاقاً من معطيات غير معروفة المصادر، أو كاذبة".
وأضاف الباحث أن "هذه التوترات غالباً ما تنبع من النزاع حول الصحراء المغربية، وعلاقات كل بلد مع القوى الإقليمية والدولية، حيث تُستخدم وسائل الإعلام كمنبر لتعبير الحكومات عن مواقفها، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تصعيد الخطاب الإعلامي".
هذا، ويبدو أنه كلما سنحت له الفرصة، يتجرأ الإعلام الجزائري على الإساءة للمغرب، مما يثير الاستغراب من هذا الخطاب المستفز والمسيء الذي تنتهجه وسائل الإعلام الجزائرية، خاصة في تناولها لشخص الملك محمد السادس، والتي غالباً ما تكون نتيجة الغيظ الذي يصيب "الحكام الحمقى" من المستوى الذي تكشف عنه حكمة الملك محمد السادس التي تعكسها دبلوماسيته في هذا السياق، حيث تتجاوز وسائل إعلام الكابرانات بذلك كل الأعراف الدبلوماسية والإعلامية المتعارف عليها.
أخبار متعلقة :