وكالة زهوة برس للأنباء

جمال رشدي يكتب: ساندوا قداسة البابا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ويل للرعاة الذين كانوا يرعون أنفسهم، ألا يرعى الرعـاة الغنم تأكلون الشحم وتلبسون الصوف ‏وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم، المريـض لـم تقووه، والمجروح لم تعصبوه، والمكسور لم ‏تجبروه، والمطـرود لـم تـسـتردوه، والضال لم تطلبوه، بل بشدة وبعنف تسلتطم عليهم، فتشتت ‏بلا راع وصارت مـأكلا لجميع وحوش الحقل، ضلت غنمي في كل الجبال وعلى كـل تـل ‏عـال، وعلـى الأرض تشتتت غنمي ولم يكن من يسأل أو يفتش، فلذلك أيها الرعاة أسمعوا كـلام ‏الرب، حي أنا يقول السيد الرب، من حيث إن غنمي صارت غنيمـة ومـأكلا لكـل وحوش ‏الحقل، إذ لم يكن راع ولا سأل رعاتي من غنمي ورعى الرعاة أنفسهم ولـم يرعوا غنمي، فلذلك ‏أيها الرعاة اسمعوا كلام الرب، هأنذا علـى الرعـاة وأطلـب غنمي من يدهم واكفهم عن رعى ‏الغنم ولا يرعى الرعاة أنفسهم بعد فأخلص غنمي من أفواههم فلا تكون لهم مأكلا " حزقيال 34 ‏‏".‏

هذا ما جاء على لسان حزقيال النبي في العهد القديم قبل مجي السيد المسيح بحوالي 590 عام، ‏وهذا ما ينطبق كليا على بعض من قلة رجال الكنيسة الحاليين الذين فقدوا بوصلة الرواح في رعاية ‏الرعية نحو الهدف المتمثل في شخص السيد المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة.‏

حرب شرسة وبلا هوادة يتعرض لها قداسة البابا تواضروس الثاني منذ جلوسه على كرسي البابوية، ‏تلك الحرب تقودها لجان الكترونية وجماعات ذات مسميات إيمانية يباركها ويوجهها في الخفاء ‏بعص من رجال دين من الأساقفة والمطارنة، الذين يعتبرون أو يعنقدون انهم حماة إيمان ومدافعون عنه، ‏ويستمدون موقفهم هذا من تبعيتهم الشخصية للراحل قداسة البابا شنودة الثالث، مستعرضين ‏شخصيته في كل موقف وحدث للمقارنة مع شخص قداسة البابا تواضروس الثاني.‏

وعلى مدار أثنى عشر عاما تقريبًا أصبح ذلك الانشقاق المصنوع من هذا المشهد له تأثير على ‏علاقة الشعب بكنيسته، فبجانب حالة التجريف الكاسحة التي صنعتها الثورة الرقمية ومشتقاتها ‏داحل المكون الأيمان للإنسان في الجيل الحالي جاء ذلك الانشقاق الذي صنعه بعض من رجال ‏الكنيسة ليكون مسار ودرب يساهم مع الثورة الرقمية للوصول إلى الانشقاق الروحي ما بين ‏الأنسان وكنيسته التي يمثلها رجل الدين ويوجه بوصلتها بشكل خاطئ نحو الهدف.‏

ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه " ‏إش 53: 7 " هذا ما تنبأ به اشعياء النبي عن ما حدث للسيد المسيح قبل مجيئه بحوالي 700 ‏عام ، وهذا هو حال قداسة البابا تواضروس الذي اختار طريق الأم سيده في صمت وصمود، ‏علي مدار عشر سنوات لم يفتح فاه للرد علي أي هجوم يطاله بل يغفر ويسامح ويصلي لان هذا ‏هو الرد الوحيد الذي يحافظ علي تماسك الكنيسة واستمرار قوتها ، ولكن للأسف ما زال صناع ‏المشهد لم يستجيبوا لصوت المحبة والتسامح ولم يتأثروا بثقل حمله للصليب ولا طريق الامه.‏

وما أود العروج اليه بشكل متسع لعله يصل إلى صناع مشهد الضجيج، أنتم أدوات تم تهجينها ‏بعوامل تعرية دخيلة والان يتم استخدامها بالإدارة عن بعد كأدوات هدامه للوطن والكنيسة، وهذا ‏ما يسمي بحروب الجيل الرابع والخامس التي تعتمد على التجويف والتسطيح الثقافي معتمده ‏علي اللا وعي واللا إدراك والتي تهدف بدورها الي تقزيم القامة وتهميش القيمة لينهار الرمز وينزوي ‏الفهبم ويفسح المجال أمام من هم أولاد ذلك التهجين ليقودوا السفينة نحو الانهيار والضياع.‏
‏ ‏
فالحرب ضد قداسة البابا هي صلب الحرب ضد الوطن  َالتي تشن على شخص ‏السيد الرئيس ومؤسسات الدولة الوطنية كلها تنصب في بوتقة واحدة وهي إضعاف مصر ‏وجرها إلى حافة الانهيار والضياع لا قدر الله، البابا تواضروس الثاني هو ترس وطني صلب خدم ‏وما زال يخدم الوطن مصر في مواجهة أعاصير مخطط الأعداء في الخارج، فيا كل من تهاجم ‏قداسة البابا أي أن كانت وظيفتك الكنيسية أو درجتك الكهنوتية أنت تستخدم من قبل ألاعداء ‏كأداء وخنجر في ظهر الوطن والكنيسة.. فتعقل لكي لا تخسر ابديتك ووطنك، وتكون مثل ما باع سيده بثلاثون من الفضة.

أخبار متعلقة :