في ضوء حرص وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، على أهمية دمج الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة والإعاقات في مدارس الدمج المصرية، أطلقت الوزارة حملة توعية تحت عنوان «المدرسة مكان لينا كلنا»، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني في مصر ومنظمة اليونيسيف.
تولى القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا بذوي الهمم، حيث خصصت عام 2018 عامًا لـ «ذوى الإعاقة في مصر»، وصدور القانون رقم 10 لسنة 2018، ولائحته التنفيذية لضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، وتقديم كافة الامتيازات لهم، وفقًا لرؤية مصر 2030.
حملة «المدرسة مكان لينا كلنا»
تتماشي حملة «المدرسة مكان لينا كلنا»، مع رؤية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بشأن التعليم الشامل في جميع المدارس، والتزامها بإدخال نظام الدمج في أنظمة التعليم، كما تتسق الحملة مع رؤية مصر 2030، لتوفير فرص تعليم وتدريب عادلة وعالية الجودة، وترسيخ شمولية التعليم على نطاق أوسع، فضلًا عن تسهيل الدمج المجتمعي الكامل لهؤلاء الطلاب، وضمان المساواة في الوصول إلى التعليم والمشاركة، إلى جانب تعزيز المواقف والسلوكيات الإيجابية نحو التعليم الشامل، وذلك من خلال تشجيع فهم وقبول احتياجات التعلم المتنوعة.
يستهدف المجلس الثقافي البريطاني، من هذه الحملة تعزيز الصورة الإيجابية للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة والإعاقات، واكتساب المزيد من الدعم تجاههم، كما تسعى الحملة إلى تحفيز المحادثات حول دمج الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة والإعاقات، وهي قضية ملحة تشمل مجموعة كبيرة من الفئات، بما في ذلك المعلمين والمجتمع المدرسي وأولياء الأمور والمجتمع ككل، بهدف تحقيق التكامل التعليمي في المدارس المصرية من خلال إشراك جميع الطلاب.
تنطلق هذه الحملة للتوعية بما يتماشى مع رؤية وزارة التربية والتعليم، كما تستهدف توظيف أحد الفرص التعليمية للمجلس الثقافي البريطاني في إطار برنامج ربط المدارس Schools Connect الذي يهدف إلى التعاون مع صانعي السياسات التعليمية بشأن وضع الرؤية وخطة العمل للمدارس الشاملة، بالإضافة إلى بناء قدرات المنسقين المحليين وقيادات المدارس بشأن أنظمة وسياسات الدمج، وتحسين نتائج التعلم بالنسبة للطلاب.
رؤية مصر 2030 لإتاحة التعليم للجميع دون تمييز
يقول محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الدولة المصرية تضع ذوي الاحتياجات الخاصة على رأس الاهتمامات تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتماشيًا مع رؤية مصر 2030 لإتاحة التعليم والتدريب للجميع بجودة عالية دون تمييز، كما تسعى الوزارة إلى تغيير نظرة المجتمع إلى أبنائنا ذوي القدرات الخاصة؛ وتحويلهم إلى قوة منتجة ومؤثرة في المجتمع، مضيفًا أن الوزارة تعمل على تحسين الفرص التعليمية المقدمة للأطفال ذوى الإعاقات المختلفة، ومساعدتهم على التكيف مع المجتمع من خلال دمجهم بالمدارس وتحسين جودة التعليم المقدم لهم.
كما يقول «مارك هوارد»، مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر، إنه منذ بداية عمل المجلس الثقافي البريطاني في مصر العمل في عام 1938، تم التواصل مع الآلاف من الطلاب سنويًا من خلال شركائنا في مجال التعليم، وتعد شراكتنا الدائمة مع وزارة التربية والتعليم في مصر بمثابة شهادة على نجاحنا على المدى الطويل، موضحًا أن التعاون مع الوزارة يجمع بين تجربة مصر والمملكة المتحدة ومعرفتهما وخبرتهما للقيام بأفضل عمل ممكن، متمنيًا أن تعزز هذه الحملة الوعي على مستوى الجمهورية حول أهمية إدماج الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة والإعاقات في مدارس الدمج المصرية، ومن خلال إشراك الجميع في هذا النقاش نتعلم من بعضنا البعض، وندعم الطلاب في الحصول على التعليم الجيد، ونضمن أن هناك مكان لكل طالب في المدارس.
جهود وزارة التربية والتعليم في ملف الدمج التعليمي
بذلت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، جهودًا بارزة لتحقيق الدمج التعليمي فى المدارس من خلال عدة محاور، وهي زيادة أعداد الطلاب ذوى الاحتياجات بمدارس الدمج، كما صدر القرار الوزاري رقم (252) لسنة 2017، والذى ينص على أن كل المدارس دامجة، تيسيرًا على أبنائنا ذوى الإعاقة وأولياء أمورهم، كما عقدت الوزارة تدريبات تخصصية ونوعية للمعلمين على أساليب نظام الدمج والتعامل مع الطلاب المدمجين.
كما تم تطوير المناهج الخاصة بذوى الاحتياجات الخاصة، ومواءمتها لطلاب الدمج في ضوء نظام التعليم الجديد، بالإضافة إلى تجهيز وتطوير المدارس، وتقديم الدعم التكنولوجي للمدارس الدامجة، تتعاون وزارة التربية والتعليم والتعليم والفني، مع شركاء التنمية من خلال توقيع برتوكولات مع عدد من الوزارات وأعرق الجامعات المصرية ومنظمات المجتمع المدني، وعقد شراكات مع منظمات أجنبية ومحلية لتقديم دعم تكنولوجي للمدارس الدامجة وتأهيل الكوادر التعليمية.
عدد طلاب المستفدين من نظام الدمج التعليمي
يبلغ عدد الطلاب المقيدين بكافة مدارس التعليم بأنواعه ومراحله المختلفة للعام 2023/ 2024، (159825) طالبًا وطالبة، يستفيدون من الخدمات المقدمة لطلاب نظام الدمج التعليمي.
عدد الطلاب والمعلمين بمرحلة التعليم قبل الجامعي
يوجد عدد 28.5 مليون تلميذ خلال عـام 2023/2024، وهناك نحو 1.055 مليون معلم بالتعليم قبل الجامعي (عام - فني - أزهر) يقومون بالتدريس، ففي التعليم الفني، هناك عدد 2.199 مليون تلميذ عام 2023/2024، وفي التعليم الأزهري يوجد عدد 2.851 مليون تلميذ خلال عام 2023/2024.
التعليم ما قبل الابتدائي والابتدائي
هناك عدد 1.5 مليون تلميذ (منهم 1.3 مليون تلميذ بالتعليم العام، 210.5 ألف تلميذ بالتعليم الأزهري) خلال عام 2023/2024، ويوجد عدد 15.2 مليون تلميذ (منهم 13.6 مليون تلميذ بالتعليم العام، 1.6 مليون تلميذ بالتعليم الأزهري) خلال العام ذاته.
التعليم الإعدادي والثانوي
هناك عدد 6.7 مليون تلميذ (منهم 6.1 مليون تلميذ بالتعليم العام، 570.7 ألف تلميذ بالتعليم الأزهري) خلال عام 2023/2024، ويوجد عدد 2.7 مليون تلميذ (منهم 2.2 مليون تلميذ بالتعليم الثانوي العام، 439.9 ألف تلميذ بالتعليم الأزهري) خلال العام ذاته.
التعليم المجتمعي والتربية الخاصة
يوجد 142.4 ألف تلميذ بمدارس التعليم المجتمعي خلال عام 2023/2024، وفي مدارس التربية الخاصة هناك 47 ألف تلميذ خلال عام 2023/2024.
إعداد مواطن سليم
وفي هذا السياق، يقول الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، إن الهدف الرئيسي من التعليم هو إعداد مواطن سليم نفسيًا ومعرفيًا، يستطيع بعد التخرج أن يؤدي دوره في المجتمع سواء على الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، مؤكدًا أن المؤسسات التعليمية من أهم المؤسسات في مصر، ولابد من عودة دور المعلم والمدرسة، وتوفير التعليم الحقيقي للطلاب من خلال الفهم وتنمية المهارات والاتجاهات وتنمية مواطن.
ويواصل «عبد الحميد»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن التعليم قضية أمن قومي تمس كافة المواطنين، ولابد من تخريج الطالب من المدرسة مستفيدًا استفادة كاملة من المنهج أو المحتوى التعليمي والتربوي الذي تلقاه فيها طوال فترات الدراسة، مضيفًا أن إعداد مواطن سليم يترتب عليه تعزيز الجانب الإنساني والاجتماعي والفكري والمعرفي لديه بشكل كبير، هو الأمر الذي يساهم في إدارة ذاته ومسئوليته هو هدف التعليم السليم.
أخبار متعلقة :