في اليوم الـ401 للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، بات من المؤكد أن العدو يمارس ما هو أكثر من الإبادة بحق أهل الشمال، وذلك على مرأى ومسمع العالم. حتى أن إعلامه أقرّ بذلك، إذ كشفت “صحيفة هآرتس” العبرية أن “قائد الفرقة 162 في الجيش اعترف بأنه ينفذ عمليات “تطهير” للفلسطينيين من شمال غزة ومنعهم من العودة إليها بأوامر من رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقائد المنطقة الجنوبية والمستوى السياسي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.
لا شيء هناك ومنذ 37 يوماً يسلم من الإبادة: البشر، الحجر، النبات والحيوان، كل مظاهر الحياة، حتى الهواء بات موتاً مع استخدام كم هائل من الأسلحة المحرمة دولياً. لكن إرادة الحياة لا زالت تصارع كل هذا حتى الرمق الأخير، إنها المقاومة باقية ما بقي فلسطيني واحد. وفي هذا الاطار، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأحد أنها اشتبكت “مع قوة صهيونية راجلة وأوقعنا أفرادها بين قتيل وجريح في منطقة البركة غرب بيت لاهيا”.
من جهته، المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة أكد أن “كل مستشفيات الشمال خرجت من الخدمة بسبب غارات الاحتلال”، معلناً أن “الاحتلال يقصف المدنيين وقوات الدفاع المدني”، ولافتاً إلى أن “ما يتعرض له الشعب الفلسطيني تطهير عرقي وسط صمت دولي”.
بدورها، أشارت وزارة الصحة في القطاع إلى أن الاحتلال يستهدف الوجود الفلسطيني. المدير العام للوزارة منير البرش قال إن “ما زال هناك العديد من الشهداء تحت الأنقاض في جباليا البلد”، مشيراً إلى أن “الاحتلال يستهدف الوجود الفلسطيني ويقتل حتى الأطفال الخدج”.
وأكد أن “الاحتلال يهدف بارتكابه هذه المجازر إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم”، لافتاً إلى استقبال إصابات قاتلة جراء القصف ونعجز عن إنقاذها لانعدام الإمكانيات.
أما الدفاع المدني بغزة والذي تواصل قوات الاحتلال تعطيل عمله لليوم التاسع عشر على التوالي، فقد أكد أن “الاحتلال يمنع طواقمنا من إسعاف الضحايا”.
الناطق باسم الجهاز محمود بصل أعلن أن “عشرات الشهداء في جباليا البلد وهناك أحياء ما زالوا تحت الأنقاض”، مشيراً إلى منعهم من التدخل يزيد من ارتفاع عدد الشهداء نتيجة غارات الاحتلال.
ولفت إلى أن “مساهمات المدنيين في إنقاذ الضحايا غير كافية في ظل منعنا من التدخل”، وموضحًا أن “الاحتلال يستخدم أسلوبا جديدا بالشمال بإطلاق قنابل شديدة الانفجار”. وتابع “نعمل في ظروف صعبة للغاية والاحتلال يستهدف فرقنا”.
التطورات
وفي تفاصيل تطورات العدوان، فقد استشهد أكثر من 41 (نصفهم أطفال) في قصف للاحتلال على منزلين بمدينة غزة وجباليا البلد. وقالت وزارة الصحة في القطاع إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية وصل منها إلى المستشفيات 51 شهيداً و 164 إصابة.
ووجه محاصرون في مخيم جباليا بمحيط مسجد التوبة مناشدات بضرورة إنقاذهم وإسعاف المصابين وانتشال الشهداء بعد قصف تعرضوا له صباح الأحد.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت مجدداً، صباح اليوم، عددا من المباني السكنية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
واستشهد شاب في قصف الاحتلال المستمر على مخيم جباليا شمال غزة.
كذلك، استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون، فجر اليوم، في قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في محيط مسجد السلام في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، وما زالت عمليات البحث جارية عن مفقودين.
من جهة ثانية، أطلقت زوارق الاحتلال الحربية عددًا من القذائف باتجاه شواطئ بحر رفح جنوبي القطاع.
وارتقى شهيد وأصيب آخرون جراء غارة صهيونية على منزل في شارع غزة القديم شمالي مدينة غزة.
وأطلقت زوارق الاحتلال القذائف باتجاه غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. كما استشهد شاب من مخيم الشابورة جراء قصف الاحتلال على مدينة رفح.
منظمة حقوقية تطالب بإعلان المجاعة رسمياً شمال القطاع
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان طالب بدوره بإعلان المجاعة رسميا في شمال قطاع غزة، مؤكداً أن “”إسرائيل” تصر على استخدام التجويع سلاحاً”.
وتابع أن “أكثر من 50 يوماً على منع الاحتلال إدخال أي مساعدات للمحاصرين بالشمال”، مضيفاً أن “عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الشمال يواجهون خطراً محدقاً بالموت جوعًا”.
وأكد المرصد أن “العالم يتحمل المسؤولية أمام أزمة الجوع التي صنعها الاحتلال في غزة”، محذرا من أن “أزمة المجاعة في قطاع غزة اقتربت من نقطة اللاعودة”.
يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه “قناة كان” الإسرائيلية أن “حكومة نتنياهو تتخوف من أن يؤدي إعلان محتمل لمنظمة الصحة العالمية عن مجاعة بشمال غزة، إلى فرض عقوبات على “إسرائيل” وحظر تصدير السلاح إليها”، على حد تعبير القناة.
المصدر: مواقع إخبارية
أخبار متعلقة :