تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 20-11-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
ردّ أولي على التصعيد الأميركي: روسيا تحدّث عقيدتها النووية
لندن | حذّرت روسيا، الولايات المتحدة، من أن قرار رئيسها المنتهية ولايته، جو بايدن، السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف الأراضي الروسية، قد يؤدي إلى ردّ نووي، وربّما يدفع موسكو إلى تنفيذ تهديدات سابقة بتزويد دول أخرى بأسلحة بعيدة المدى يمكن استخدامها ضد الغرب. ويبدو أن القرار الأميركي الذي سُرّب عبر وسائل الإعلام المحلية، دخل، أمس، حيّز التنفيذ، مع إقدام كييف على استهداف مقاطعة بريانسك الروسية بصواريخ «أتاكمز» الأميركية، وهو ما عدَّه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، «غير ممكن من دون مساعدة الأميركيين»، معتبراً أنه يشير إلى رغبة الولايات المتحدة في التصعيد.
ومن جهته، لفت الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إلى أن استخدام الصواريخ الغربية غير النووية من قِبَل الجيش الأوكراني ضدّ أراضي الاتحاد الروسي، يمكن، بموجب العقيدة الجديدة التي اعتمدها الرئيس فلاديمير بوتين، أن يستدعي ردّاً نوويّاً. وقال بيسكوف إن «العقيدة النووية الجديدة يجب أن تصبح موضوع تحليل عميق في البلاد وخارجها»، مؤكداً أن موسكو «تعتبر استخدام الأسلحة النووية تدبيراً استثنائياً، ولكن من الواضح أن ثمة حاجة إلى تحديث تلك العقيدة كي تتماشى مع الأوضاع السياسية الحالية».
وكان الرئيس الروسي صادق على عقيدة نووية محدّثة نُشرت تفاصيلها، أمس، على الموقع الرسمي للحكومة، وتضمّنت توسيعاً لقائمة المعايير التي تتطلّب ردّاً نووياً، لتشمل الهجمات المشتركة، أي «العدوان من قِبَل أيّ دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية»، وكذلك في حال وجود تهديد خطير للسيادة الروسية، وإنْ بأسلحة تقليدية. وبموجب العقيدة المحدّثة أيضاً، فإن هجوماً على بيلاروسيا يمكن أن يستدعي بدوره ردّاً نووياً.
هنغاريا: التيار المؤيّد للحرب في الإدارة الأميركية، شنّ هجومه اليائس الأخير على الواقع الجديد، بعد انتصار ترامب
وبالعودة إلى حديث بيسكوف، فهو لفت إلى أن العملية العسكرية في أوكرانيا، تجري في سياق حرب يشنّها الغرب ضدّ روسيا، مضيفاً أن جيش بلاده يراقب عن كثب التقارير في شأن خطط استخدام صواريخ أميركية طويلة المدى في منطقة كورسك الروسية. وذكّر بما قاله الرئيس الروسي، في أيلول الماضي، من أن «استخدام أوكرانيا صواريخ غربية الصنع ضد أهداف روسية، سيعني مشاركة مباشرة لدول الناتو والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهذا سيجعلهم في حالة حرب مع روسيا، ما سيغيّر بشكل كبير جوهر الصراع وطبيعته». وندّد بـ»القرار المتهوّر والخطير الذي يهدف إلى تغيير نوعي في مستوى تورّط الولايات المتحدة في الحرب»، معتبراً أن «إدارة بايدن المنتهية ولايتها تعتزم اتّخاذ خطوات لمواصلة صبّ الزيت على النار، وزيادة تأجيج التوترات في هذا الصراع».
وفيما تمنّى مشرعون روس أن يسعى ترامب إلى إلغاء مفاعيل هذا القرار، فور تولّيه سلطاته الدستورية، فإن صحف لندن قالت إن الحكومة البريطانية، وفي أعقاب خطوة بايدن، تبدو وكأنها بصدد السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخها من طراز «ستورم شادو» التي يبلغ مداها 250 كيلومتراً ضد أهداف داخل روسيا. وبنت الصحف توقعاتها على تلميحات وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، في جلسة مجلس العموم (الإثنين)، حين قال لدى سؤاله عن صواريخ «ستورم شادو»، إن «المملكة المتحدة تدرك أن أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة إضافية، وقد سمعتم رئيس الوزراء، وأنا أقول أيضاً إنه ينبغي علينا مضاعفة الدعم لكييف». وكان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أبلغ صحافيين، على هامش مشاركته في اجتماعات «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو (البرازيل)، بأنه سيدعو زعماء العالم إلى «مضاعفة الجهود للتأكد من أن أوكرانيا لديها ما تحتاجه – من أسلحة – طالما كان ذلك ضرورياً، لأننا لا نستطيع السماح لبوتين بالفوز في هذه الحرب». كما نقلت الصحف عن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، قوله إن «باريس منفتحة على النظر في إعطاء الضوء الأخضر لاستخدام صواريخها (من طراز سكالب – وهي نسخة من ستورم شادو) لضرب الأراضي الروسية». ووصفت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بدورها، قرار بايدن بأنه «مهمّ جداً في هذه اللحظة، ويؤسَّس عليه»، علماً أن الناطق باسم الحكومة الألمانية كان أكد لتوه تمسُّك برلين بقرارها عدم تزويد نظام كييف بصواريخ «توروس»، التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر.
على أن وزير الخارجية الهنغاري، بيتر زيجارتو، اعتبر أن «التيار المؤيّد للحرب – في الإدارة الأميركية – قد شنّ هجومه اليائس الأخير على الواقع الجديد، بعد انتصار ترامب»، وكتب: «إن الصقور الذين أُطيحوا من السلطة يرفضون الإحاطة علماً بإرادة الشعب الأميركي. وهذا ليس فقط غير ديموقراطي، ولكنه خطير جداً أيضاً». وفي ظلّ الجدل المتقدّم، فإن معظم الخبراء العسكريين ما زالوا يستبعدون أن يكون لقرار بايدن تأثير عسكري حاسم على الأرض، ولا سيما أن روسيا احتاطت مبكراً وأبعدت المراكز العسكرية ذات الطبيعة الحساسة خارج نطاق تلك الصواريخ، فضلاً عن الشكوك في توافر مخزونات كافية منها لدى داعمي كييف، في الوقت الذي ستكون فيه لرد فعل روسي محتمل، عواقب مروعة على الجانب الأوكراني.
بري أنجز مع هوكشتين «صياغة تلبّي مصالح لبنان»: اتفاق وقف الحرب بيد نتنياهو
ما يجري في الميدان يعكس إلى حد بعيد مسار المفاوضات السياسية التي تكثّفت مع بدء الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين محاولته «الأخيرة» من بيروت، قبل أن ينتقل «في أي وقت» إلى تل أبيب. وفي مقابل «الصمت الرسمي» السائد في كيان الاحتلال، كثّف جيش العدو هجماته ليلاً، تحديداً على مدينة الخيام، لتطويقها تمهيداً لدخولها، وهي محطة مفصلية ستكون لنتائج المعركة آثار على موقف إسرائيل من مشروع التسوية السياسية.
بعبارة «الحل أصبح قريباً»، اختصر هوكشتين نتائج ساعتين من المحادثات في عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي علّق بأن «الأمور ماشية من صوبنا، وهناك عمل إضافي يتعلق بالصياغة». وهو ما فسّر تمديد هوكشتين إقامته في بيروت، حيث التقى ليلاً المستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، على أن يزور تل أبيب خلال الساعات الـ36 المقبلة.
وليلاً، صدرت تسريبات إضافية عن اجتماعات السفارة الأميركية، حيث كان حمدان على اتصال دائم مع رئيس المجلس، كما جرى استمزاج آراء خبراء قانونيين بشأن بعض المصطلحات المتعلقة بالاتفاق، من بينها نقطة حساسة تتعلق بفقرة الحدود بين لبنان وإسرائيل، وسط خشية لبنانية من العودة إلى ما قبل الخط الأزرق، إذ تسعى إسرائيل إلى تثبيت الوضع القائم حالياً لجهة تركها بعض النقاط واحتفاظها بأخرى، واعتبار الخط الأزرق حدوداً دائمة. كما شملت الصياغة البند المتعلق بلجنة المراقبة للقرار وكيفية إشراك الجانبين الأميركي والفرنسي في اللجنة إلى جانب لبنان وإسرائيل وقوات الأمم المتحدة.
ونقلت قناة «سكاي نيوز» الإماراتية عن مصادر لبنانية أن الجانب الأميركي «يطالب بأن يكون انتشار الجيش على الحدود في ثكن وتجمعات عسكرية وليس كما هو الآن حيث يقتصر الانتشار على بضع نقاط مراقبة وعدد قليل من الجنود». وأضافت أن «الصيغة الأميركية بشأن تفكيك بنى حزب الله التحتية لم تكن واضحة، ولبنان يحبّذ استخدام الصيغة نفسها الواردة في القرار 1701، وأن الجانب اللبناني يطالب بتوضيح الصيغة المتعلقة بكيفية تفكيك البنى التحتية لحزب الله جنوب الليطاني». كما أشارت إلى أنّ «من النقاط العالقة التي تتم معالجتها مسألة لجنة المراقبة، ولبنان يبدي مرونة بشأن إشراك بريطانيا فيها بعد ضغط أميركي».
وفي ما يتعلق بالبند الخاص بالدفاع عن النفس، نقلت القناة أن «الصياغة الجديدة تفيد بأن لكل طرف حق الدفاع عن النفس إذا اعتُدي عليه، على أن تضمن الولايات المتحدة عدم إقدام إسرائيل على تنفيذ ضربات استباقية، وهذا ما سمح بتجاوز الخلاف بشأن البند الذي كان يذكر أنه يحق لكل طرف الدفاع عن نفسه».
وكان هوكشتين أكّد بعد لقاء بري أنّ «الاجتماع كان بنّاءً للغاية ونحن أمام فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية للنزاع، وهذه لحظة اتخاذ قرار، والنافذة مفتوحة الآن». ولاحقاً، نُقِل عن بري أن «الوضع جيد مبدئياً»، موضحاً أمام زواره أن ما تبقّى لإنجازه هو «بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن ممثّلاً عنه وآخر عن الأميركيين سيلتقيان لمناقشة بعض التفاصيل التقنية والبتّ فيها، قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون بمغادرة هوكشتين إلى إسرائيل، «وننتظر ما سيحمله من هناك». وكرّر بري الكلام نفسه مساء أمام زواره، مشيراً إلى أن «جولة هوكشتين هي الأخيرة ولن تكون هناك جولة أخرى»، مع الإشارة إلى أن «المفاوضات هذه المرة تستند إلى شيء، بانتظار الجواب الإسرائيلي». وأكّد بري أن «الضمانات في ما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين». وعمّا إذا كانت المسوّدة التي يجري البحث فيها قد نوقشت مع الإسرائيليين، أجاب بري: «هوكشتين يقول إنه نسّق مع الإسرائيليين في ما يخص المسوّدة».
ومن عين التينة انتقل هوكشتين إلى منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعُقد اجتماع غير طويل بحضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب والسفيرة الأميركية ليزا جونسون. وصدر بعد الاجتماع بيان عن ميقاتي أكّد فيه أن «الأولوية لدى الحكومة هي وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الأراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الأولوية».
أما حزب الله فقد واصل صمته، وأجّل الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم كلمة كانت مقرّرة له عصر أمس إلى وقت لاحق، فيما قال نائب رئيس المجلس السياسي للحزب محمود قماطي لقناة «الجزيرة» إن الحزب لن يتعاطى إعلامياً مع ملف المفاوضات، وإنه لا يهتم بغير أمور الميدان، داعياً إلى الحذر بسبب تجارب الفلسطينيين في المفاوضات مع إسرائيل التي كانت تنسف أي اتفاق في اللحظة الأخيرة.
وقالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن «التفاهم قائم حول كل البنود المذكورة في المسوّدة، وإن البحث القائم حالياً، يتعلق بإشكالية واحدة تتصل بالحدود وهي عقدة العقد، وكان معروفاً منذ وصول المسوّدة إلى بيروت أنها ستكون العقبة الرئيسية في الاتفاق».
وأضافت المصادر أن هناك «تكتماً شديداً حول تفاصيل هذه النقطة بالذات»، ومن غير المعروف ما إذا كانت تتصل بالنقاط الـ 13 المتنازع عليها والتي ينص القرار 1701 على الانسحاب منها. وفي هذا السياق، كانَ لافتاً بيان تكتل «لبنان القوي» أمس، الذي أشار في أول فقرة منه إلى «مسؤولية لبنان بألّا يتنازل عن أي مستوى من مستويات السيادة ولا سيّما ما يتصل بالحدود البريّة المُرسّمة أصلاً منذ عام 1923 بحسب اتفاق بوليه – نيوكمب»، متخوّفاً من عدم وجود أي نيّة إسرائيلية لوقف الحرب.
تفاؤل في بيروت وتشاؤم في تل أبيب… وبري يحسم: «من صوبنا كل شي خلص»
وفي تل أبيب، كانت الصورة «غامضة إلى حدود كبيرة»، إذ لم يُسجّل أي موقف لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، ولا حتى تسريبات من جانب الجيش والمؤسسة الأمنية، لكنّ وسائل الإعلام، التي لم تهتم بالموضوع كثيراً بخلاف المرات السابقة، تولّت بث أجواء متشائمة. فيما أشارت «القناة الـ12» العبرية إلى أن الأميركيين «يظهرون جدية بالغة في التوصل إلى اتفاق، ويؤكدون أن هناك تنسيقاً بين إدارة الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب، وكلاهما مصمّم على التوصل إلى اتفاق. وأبرز الأدلة على ذلك قرارهما وضع جنرال أميركي على رأس لجنة المراقبة. إلا أن إسرائيل تشكك في ذلك. وتعتقد بأن «حزب الله يناور ولن يقبل بالشروط الإسرائيلية».
لكن، كانت لافتة تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية السابق اللواء عاموس يدلين بأن «هناك تقدماً كبيراً»، وذلك بعد عودته من واشنطن حيث «عقد لقاء شخصياً مع هوكشتين قبل أيام». وقال يدلين إن «الاتفاق مع لبنان يتقدم بشكل كبير، وليس مستبعداً أن يُعلن إنجازه نهاية هذا الأسبوع». وأضاف: «الأمر الأهم هو أن الاتفاق بيننا وبين واشنطن حول الضمانات الأميركية بات جاهزاً. وإذا تم اتفاق في بيروت فسيتم توقيعه والانطلاق إلى التنفيذ».
لكنّ صحيفة اليمين «يسرائيل هيوم» نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن «التوصل إلى اتفاق لن يكون في الأيام القريبة على ما يبدو». وكشفت «أن الجيش الإسرائيلي صادق على خطط أخرى لمهاجمة الضاحية الجنوبية لبيروت، وتنفيذ اغتيالات أينما يتاح في لبنان، حتى في بيروت الشرقية (ذات الغالبية المسيحية)، واستمرار استهداف مواقع حزب الله في جنوب لبنان».
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن «الاتفاق مع لبنان لا يساوي الورق الذي يُطبع عليه». وقال نتنياهو نفسه، خلال اجتماع الكابينت السياسي – الأمني، وكذلك أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إنه «ليس مهماً ماذا سيُكتب في الاتفاق، فالورقة هي مجرد ورقة وحسب».
من جهتها نقلت قناة «كان» عن مسؤولين أن «العقبة الرئيسية أمام اتفاق وقف إطلاق النار هي حرية عمل الجيش في لبنان»، مشيرة إلى أن «نقطة الخلاف الرئيسية حول التقدم في الاتفاق مع لبنان تتعلق بحرية عمل إسرائيل في لبنان في حال انتهاك الاتفاق».
ورغم بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي أكّد «أننا حقّقنا تقدماً بشأن وقف إطلاق النار في لبنان لكن لا يمكن التنبؤ بموعد التوصل إلى اتفاق»، استمرت وسائل إعلام العدو في الترويج لأجواء متناقضة. فنقلت القناة 13 عن مصادر أنه «لم يتم الاتفاق حتى الآن على زيارة هوكشتين إلى إسرائيل بسبب الفجوات الكبيرة التي لا تزال قائمة بين إسرائيل ولبنان»، وأن «البند الذي لا يزال يشكل عائقاً أمام التوصل إلى اتفاق هو المطلب الإسرائيلي بحرية العمل في جنوب لبنان»، كاشفة أن «إسرائيل تطالب بوجود جنرال أميركي في لبنان ليكون عنواناً لشكاوى إسرائيل حول انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار»، لذا فإن «التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن محادثات التسوية في لبنان ستستغرق وقتاً». ونقلت أيضاً عن الوزير أفي ديخهر أن «التفاؤل المفرط في ما يتعلق في لبنان خاطئ ويجب أن نواصل ضرب حزب الله».
وأشارت قناة «كان» إلى أن التقييم في المؤسسة الأمنية هو أن «حزب الله يعتزم تكثيف إطلاق الصواريخ، خاصة على وسط البلاد في الأيام القليلة المقبلة، كوسيلة للضغط من جانبه للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن».
عون يبحث مع هوكشتين حاجات الجيش لضمان خطة انتشار كاملة في الجنوب
اللقاء الرسمي الأخير للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين، أمس، كان مع قائد الجيش العماد جوزف عون، وناقشا فيه مسائل تتعلق بدور الجيش في الجنوب في المرحلة المقبلة. وقد عرض عون خطة أولية مُعدّة منذ أشهر للانتشار في الجنوب، كما عرض حاجات الجيش من دعم تسليحي ولوجستي ومالي للقيام بدوره.
وكانت الحكومة أقرت في 14 آب الماضي «موافقة مبدئيّة» على اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي، تطويع 1500 عنصر جديد لصالح الجيش، ضمن خطة أعدّتها المؤسسة لتطويع 6 آلاف جندي، قبل أن تضع خطة لانتشارها.
وقالت مصادر قريبة من الجيش إن «خطة الانتشار لا تزال قيد الدرس، بانتظار القرار الذي ستبلغه الحكومة إلى قائد الجيش استناداً إلى الاتفاق الذي سيتم مع العدو الإسرئيلي عبر الأميركيين»، مشيرة إلى أن «خطة الانتشار مرتبطة بحدود التفويض الذي سيُعطى له». ولفتت المصادر إلى أن «الجيش لا يستطيع صياغة خطة من دون معرفة حدود هذا التفويض ومعرفة ما إذا كان المطلوب منه الدخول إلى جنوب الليطاني وإقامة مراكز له، أم القيام بمسح كامل للمنطقة»، مضيفة أن «قيادة الجيش قررت خطة تطويع ما يقارب 5000 جندي إضافي، لكنّ الأمر مرهون بالقرار السياسي».
وأضافت المصادر أن «قائد الجيش ينتظر أن تحدد الحكومة عنوان هذا الانتشار، وهل يقتصر على تثبيت الأمن وضبط الوضع على الحدود أم يتجاوز ذلك؟ وهل سيحصل الانتشار بشكل تدريجي وبطريقة مدروسة وعلى «الناعم»؟ ونقلت المصادر أن «قائد الجيش يدرك حساسية الوضع جيداً، ويعلم أنه يجب أن يكون حذراً في التعامل مع الواقع على الأرض والناس، ولن يجتهد من نفسه إلا بناءً على قرار الحكومة الذي سيكون منسّقاً حتماً مع الفريق السياسي المعني وهو حزب الله وحركة أمل».
ولفتت المصادر إلى نقطة مهمة ناقشها قائد الجيش مع الرئيسين بري وميقاتي تتعلق بالفراغ الذي سيتركه الجيش في الداخل، إذ إن هناك نقاطاً ينتشر فيها أمنياً بسبب غياب الأجهزة الأخرى، سيكون مضطراً إلى إخلائها.
يشار إلى ان رئيس الحكومة ينتظر نقاشاً مع وزير الداخلية القاضي بسام المولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان لتعزيز وحضور قوى الأمن الداخلي، خصوصاً في الأماكن التي قد يخليها الجيش، علماً أن قوى الأمن تطالب بدورها بتطويع عناصر وبزيادة موازنتها لتلبية حاجات العسكريين فيها.
الميدان يسابق المفاوضات: العدو يضغط لاحتلال الخيام
على وقع مفاوضات وقف إطلاق النار التي يقودها الموفد الأميركي عاموس هوكشتين في بيروت أمس، كثّف العدو عدوانه على مدينة الخيام (القطاع الشرقي) ومحيطها في محاولة للتقدّم باتجاه المدينة بعد فشل محاولته الأولى قبل أكثر من 10 أيام. وبعدما فشل العدو في احتلال المدينة، رغم محاولاته الوصول إليها من الجنوب، ومن الجنوب الغربي (المشرف على مرجعيون) ومن الجنوب الشرقي (المشرف على المجيدية والغجر وغيرهما)، بدأ أمس محاولة جديدة للتوغل من الأطراف الشمالية للمدينة تحت غطاء ناري من الغارات الجوية وقصف الدبابات والقصف المدفعي، ورُصد تحرك لدباباته قرب نبع إبل السقي باتجاه الحي الشمالي للمدينة، قبل أن تتراجع وتيرة المواجهات وإعادة العدو حصر محاولات التقدم في الأطراف الشرقية والجنوبية فقط.
وفي القطاع الغربي، عمدت قوّات العدو إلى التقدّم باتجاه بلدة شمع بهدف السيطرة عليها في إطار الضغط على بلدات النسق الثاني من الجبهة لتقليص رمايات المقاومة الصاروخية على مدينة نهاريا ومنطقة حيفا المُحتلة.
وبعد فشله في احتلال حامول ورأس الناقورة، ما يعيق إسقاطه بلدة الناقورة التي تقع ضمن النسق الأول، وللتعويض، حاول العدو عزل البلدة عبر التقدم الذي قام به باتجاه بلدة شمع محاولاً إسقاطها والوصول من بعدها إلى بلدة البياضة، ليقطع بعد سيطرته على البياضة الطريق المؤدية إلى الناقورة وبالتالي قطع طرق الإمداد إليها.
وللوصول إلى شمع، لم يدخل العدو بلدة طيرحرفا، بل التفّ حولها، عابراً من وادي الضبعة – عين الزرقا. ويحاول الاحتلال عبر إسقاط شمع والوصول إلى البياضة عزل الناقورة وقطع طريق إمدادها، إضافة إلى عزل طيرحرفا. لكنّ المقاومة تتصدى للمحاولات الإسرائيلية، ما يؤدي إلى عدم قدرة العدو على تثبيت قواته المتوغلة في بلدة شمع بعد تكبيده خسائر كبيرة، ما اضطره إلى الانسحاب منها، وبالتالي سقوط هدف عزلها مع طيرحرفا. وكخيار بديل، يحاول العدو الالتفاف على شمع ليصل إلى البياضة بشكل مباشر متجاوزاً التثبيت داخل شمع لتلافي الخسائر فيها، لكنّ المقاومة استهدفت أمس تجمعات لقوات العدو جنوب بلدة البياضة.
وفي القطاع الأوسط، لم يُسجل أي نشاط برّي لجيش العدو في المنطقة بعد الكمين الذي وقعت فيه قوّة من الكتيبة 51 من لواء غولاني التابع للفرقة 36 عند مثلث عيناثا – مارون الرأس – عيترون (في 13 من الجاري) وأدى إلى مقتل ضابط و5 جنود بالإضافة إلى سقوط 4 جرحى، باعتراف جيش العدو.
نحو 1200 قتيل وجريح بين جنود العدو منذ بدء العدوان وتدمير 48 دبابة ميركافا
وفي قطاع بنت جبيل، لا تزال مدينة جبيل صامدة أمام محاولات العدو دخولها، فيما لم تنجح قوات العدو في قطاع الحجير في تجاوز حولا وميس الجبل باتجاه شقرا ومجدل سلم. ورغم محاولات العدو التقدم من خلف مركبا باتجاه بلدة طلوسة، إلا أنه بذلك يكون لا يزال يراوح في قرى النسق الأول، إذ إن طلوسة تقع جنوب وادي الحجير وهي متصلة بمركبا.
وتعليقاً على المرحلة الثانية من العمليات البرية التي أعلن عنها العدو، أعلنت غرفة عمليات المقاومة في بيان أمس أنه بعد تراجع العمليّات الجويّة والبريّة لجيش العدو في المنطقة الحدوديّة بنسبة 40% بسبب عدم قدرة وحداته على التثبيت داخل الأراضي اللبنانيّة، سارع إلى إعلان المرحلة الثانية من العمليّة البريّة في جنوب لبنان. وأكدت أن العمليات الدفاعية المركّزة والنوعية التي نفذتها خلال «المرحلة الأولى» من العملية البرية لجيش العدو أجبرت قوّاته على الانسحاب إلى ما وراء الحدود في بعض الأماكن، وسلبتها القدرة على التثبيت في معظم البلدات الحدوديّة.
وقالت إن سلاح الجو الإسرائيلي لا يزال يعتدي يومياً على القرى الحدوديّة، التي يزعم السيطرة عليها، ما يؤكد عدم تمكنه من التثبيت داخل الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن ما يحصل من محاولة تقدم باتجاه مناطق جنوب مدينة الخيام، دليل إضافي على فشل المرحلة الأولى.
وأعلنت غرفة عمليات المقاومة أن حصيلة الخسائر التي تكبّدها جيش العدو منذ إعلانه عن بدء «المرحلة الثانية» من العمليّة البريّة (12 من الشهر الجاري) بلغت أكثر من 18 قتيلاً و32 جريحاً، إصابات بعضهم حرجة، إضافة إلى تدمير 5 دبابات ميركافا وجرافة عسكريّة، لتصبح الحصيلة التراكميّة لخسائر العدوّ منذ الأول من تشرين الأول الماضي أكثر من 110 قتلى وأكثر من 1050 جريحاً من ضباطه وجنوده، وتدمير 48 دبابة ميركافا، و9 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند، وإسقاط 6 مُسيّرات من طراز «هرمز 450»، ومُسيّرَتين من طراز «هرمز 900»، ومُحلّقة «كوادكوبتر»، علماً أن هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدوّ في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المحتلّة.
ورغم كل المحاولات الإسرائيلية البرية، تواصل المقاومة إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية (على الحدود وفي العمق) بوتيرة مرتفعة كماً ونوعاً وأهدافاً، في مؤشر إلى وفرة مخزونها الصاروخي.
إسرائيل في شمال غزة: «الأرض المحروقة» بديلاً من «النصر»
غزة | بعد 45 يوماً من العملية المستمرة في شمال قطاع غزة، والجدل المستمر في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول ما حقّقه أو سيحقّقه جيش العدو الذي حشد ثلاثة ألوية عسكرية مختلفة التخصّصات القتالية هناك، تقول الشواهد على الأرض إن سلوك الجيش يثبت أنه يستخدم في شمال القطاع سياسة الأرض المحروقة. ويحصل ذلك بمعزل عن الأهداف الإستراتيجية للهجوم المعروف بـ«عملية جباليا»، وما إن كان سينتهي بترحيل الأهالي والسيطرة على الأرض، وفقاً لما طالب به وزير المالية الإسرائيلية، بتسليئيل سموتريتش، أول من أمس، حين دعا إلى ربط الانسحاب من محافظة الشمال بتسليم حركة «حماس» الأسرى لديها أو البقاء هناك إلى الأبد، أو أنه عملية عسكرية صرفة تستهدف تدمير «لواء الشمال» في «كتائب القسام»، المعروف بأنه أقوى ألوية الكتائب وصمام أمان البقاء في شمال وادي غزة عموماً.
ويعتمد سلوك جيش العدو على ريتم التقدّم البطيء جداً، والذي يسبقه تمهيد ناري كثيف جداً. ووفقاً لشهادات النازحين الذين خرجوا أخيراً من المناطق المحاصرة، فإن المرحلة الأولى من التقدّم إلى أي منطقة، تبدأ بإطباق مخابراتي وتحليق مكثّف لطائرات الـ «كوادركابتر» المسلّحة بالبنادق والقنابل، ثم بتمهيد مدفعي عنيف جداً يستمر لساعات، يتخلّله قصف من الطائرات المسيّرة في اتجاه كل من يتحرك، ويلي ذلك، تفجير الحارة أو الحيّز العمراني المستهدف بالبراميل المتفجرة أو بالروبوتات التي تحوي نحو 4000 كيلوغرام من المواد المتفجرة. ويحوّل هذا الضغط الناري المناطق المستهدفة إلى خراب تام، حيث تسقط حجارة الأبنية ولا تسمح لأي مقاوم أو إنسان بالتحصّن فيها، ما يسمح بتقدم آمن لجنود العدو. على أنه رغم كل ذلك، فإن سياسة التدمير لم تسمح لـ «عملية جباليا» بأن تمر من دون تكلفة مرتفعة، حيث تجاوز عدد الجنود القتلى منذ بداية الهجوم حاجز الـ27 جندياً. ودفعت هذه الفاتورة عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، عميت هاليفي، إلى الصراخ، أمس، قائلاً إنه «لم يكن ينبغي شن العملية العسكرية في جباليا، وعلى (وزير الحرب يسرائيل) كاتس الإيعاز إلى الجيش بتغيير خططه .لقد فقدنا 24 جندياً وضابطاً منذ شهر ونصف، فهل أصابنا الجنون؟»
تحمل «عملية جباليا» أهدافاً مادية ونفسية تتجاوز نجاح العدو أو فشله
وإذا كان الخراب والتدمير هدفاً بذاته، فإن الأذى النفسي وتشويه الوعي الجمعي لسكان المخيم الأكثر عناداً بين مخيمات قطاع غزة الثمانية، هو هدف بذاته أيضاً، حيث السلوك الإعلامي وطريقة تعاطي جنود الاحتلال مع الأهالي الذين أُخرجوا من منازلهم خلال الأيام الماضية، تثبت أن المقصود هو كسر الشوكة، وتحطيم حالة الندية في نفوس الخصم. ويندرج في إطار ذلك، تعمّد الاحتلال تجميع الآلاف من الرجال لساعات وإجبارهم على خلع ملابسهم، ثم تصويرهم وتعميم صورهم على وسائل الإعلام، وأيضاً اعتقال الأطباء الذين رفضوا التخلي عن واجبهم الإنساني تجاه أبناء شعبهم. ويقول أحد النازحين، لـ«الأخبار»، إن «جنود العدو على حاجز التفتيش كانوا يتعمّدون إذلال الشباب والنساء، والتهكّم والسخرية وإطلاق عبارات مثل: وين سبعة أكتوبر، وين حماس، راحت جباليا، انهارت جباليا». كما تعمّد صحافيون في القنوات العبرية إجراء مقابلات مع النازحين وانتزاع تصريحات تدين المقاومة.
في خلاصة الأمر، تحمل «عملية جباليا»، أهدافاً مادية ونفسية تتجاوز نجاح العدو أو فشله في القضاء على المقاومة، إذ لا يبدو الأخير هدفاً قابلاً للتحقّق حتى اللحظة، خصوصاً في ظل استمرار التصدي النوعي والقدرة المستمرة على إعادة البناء والترميم.
اللواء:
مرونة لبنانية بالمفاوضات وحزب الله يبتعد عن الضوء.. وضغط بتصعيد المواجهات
لم تهدأ الاتصالات والمشاورات في اليوم الاول من مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين مع كبار المسؤولين في لبنان، بالتزامن مع ضربات موجعة من المقاومة على طول خطوط الاشتباك في القرى الأمامية، التي تمكن جيش الاحتلال من التقدم باتجاهها، دون السيطرة على أي منها، واستهداف المستعمرات القريبة من الحدود اللبنانية، امتداداً الى الوسط ومدن شمال اسرائيل البعيدة كحيفا وعكا ونهاريا وغيرها من مواقع عسكرية، مما ادى الى مقتل جندي واصابة 3 جنود باصابات خطيرة.
ومع هذه التطورات، وتكتم حزب لله على مجريات التفاوض، وألغى امينه العام الشيخ نعيم قاسم ظهوراً إعلامياً له، عبر كلمة متلفزة، لأسباب وصفت بالامنية.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اظهار الإيجابية في اجتماعات المبعوث الأميركي آموس هوكشتين مع المسؤولين اللبنانيين بشأن التقدم في إنجاز وقف إطلاق النار يستدعي ترجمة، وقالت إن هناك قناعة لدى الجانب اللبناني أن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لن يتم بين ليلة وضحاها وإن العدو الإسرائيلي مصمم على مخطط وضعه منذ اليوم الأول لبدء العدوان، وسيتم إبلاغ الوسيط الأميركي بملاحظاته التي ترتكز على ما يخدم امنه وفق ما ينقل عنه أيضا.
وأوضحت المصادر أن ما بعد زبارة هوكشتين إلى إسرائيل تصبح الصورة أكثر وضوحا لاسيما بالنسبة إلى مصير الأتفاق لاسيما أن الأجوبة ستقدم والتي لن تخلو من تمسك إسرائيل من أي عمل تدافع فيه عما تعتبره تهديدا لها ولمواطنيها.
الخارجية الأميركية: تقدم.. ولا موعد لاعلان الاتفاق
وذكرت الخارجية الاميركية أنه تم تحقيق تقدم بشأن وقف اطلاق النار في لبنان، لكن لا يمكن التنبؤ بموعد التوصل لاتفاق، ونريد رؤية تطبيق كامل للقرار الاممي 1701.
وأكدت الخارجية: سنواصل العمل مع الطرفين لتحقيق وقف النار في لبنان يضمن عودة السكان على جانبي الحدود، واشارت الى ان اتفاق وقف النار قابل للتحقيق، لكنه يتطلب عملاً من الجانبين.
اذاً، على وقع التصعيد العسكري الواسع في الجنوب، استهل هوكشتاين لقاءاته في بيروت بزيارة الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري قرابة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم. في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، الذي اجتمع مع هوكشتاين في السفارة الاميركية في عوكر لمعالجة بعض التفاصيل العالقة.
واستمر اللقاء نحو ساعتين بين بري وهوكشتاين، ووصف رئيس المجلس «الوضع بالجيد مبدئياً»، موضحاً أن ما تبقى لإنجازه هو «بعض التفاصيل»، مشيراً إلى أن «هناك ممثلاً عنه وممثلاً عن الأميركيين لمناقشة بعض التفاصيل التقنية، وبتها قبل الانتقال إلى المرحلة التالية التي ستكون مغادرة هوكشتاين إلى إسرائيل، وننتظر ما سيحمله من هناك»، مكرراً أن الأمور «جيدة»، (سبق الاشارة الى ذلك)، مشدداً على ان الضمانات مسؤولية واشنطن.
وقال هوكشتاين في تصريح له: استمرينا بتضييق الفراغات اليوم أيضاً، والإجتماع كان بناءً للغاية ومفيداً للغاية، وعدت لأنه أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية هذا النزاع، وهذه هي لحظة إتخاذ القرارات، وأنا في بيروت لتسهيل إتخاذ هذا القرار، وذلك قبل توجهه الى اسرائيل اليوم.
وأضاف: لكن القرار يبقى قرار الأفرقاء، للوصول الى حل لهذا النزاع، والآن أصبح هذا الحل قريباً من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن، وآمل أن الأيام القريبة والمقبلة ستصل الى حل.
وختم: لن آخذ أي أسئلة اليوم، لأنني لا أريد أن أقوم بالتفاوض بالعلن، وأنا ممتن للنقاش البناء مع الرئيس بري وأنا ملتزم للقيام بكل ما بوسعي للعمل هنا مع الحكومة في لبنان وفي اسرائيل، للوصول الى حل لهذا النزاع وهذه الأزمة، وسأكرر ما قلته: لقد اجرينا نقاشات مفيدة للغاية لتضييق الفوارق والفراغات الموجودة منذ أسابيع، وسأستمر في القيام بذلك، وأعتذر ولكن لن آخذ أي سؤال.
وبالتوازي مع لقاء هوكشتاين، ولمناسبة عيد الإستقلال تلقى الرئيس بري برقية تهنئة من الرئيس الأميركي جو بايد، ن ومما جاء فيها: بالنيابة عن شعب الولايات المتحدة، أهنئكم وشعب لبنان لمناسبة الذكرى الحادية والثمانين لاستقلالكم، وفي هذا الوقت العصيب من تاريخ لبنان، تقف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اللبناني، وأنا أقدر شراكتكم في العمل الذي ينتظرنا.
وأعرب الرئيس بايدن عن امله «بالتطلع إلى تحقيق المزيد من التقدم في تحقيق أهدافنا المشتركة، وخاصة في السعي لتحقيق الاستقرار والازدهار، متمنيا للشعب اللبناني القوة والصمود خلال هذه الأوقات الصعبة».
بعدها، إلتقى الموفد الاميركي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدلله بو حبيب والسفيرة جونسون. وفي خلال الاجتماع، جدد ميقاتي التأكيد على أن «الاولوية لدى الحكومة هي وقف اطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الاراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الاولوية».
اضاف: أنّ الهم الاساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعا الى قراهم وبلداتهم، ووقف حرب الابادة الاسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية».
وشدد على «تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب».
وانتقل الموفد الاميركي الى اليرزة والتقى قائد الجيش العماد جوزيف عون. وأفادت مصادر مطلعة بأن «اللقاء بحث الجهوزية للإنتشار في الجنوب». وأكدت المصادر أن «هوكشتاين عكس خلال اجتماعه بقائد الجيش «أجواء أكثر تفاؤلا من السابق». وقال بعد اجتماعه بقائد الجيش: إن الأمور إيجابية لكن تحتاج مزيدا من الوقت..
وفور مباشرة لقاءات هوكشتاين في بيروت، ذكر وزير الطاقة في الكيان الإسرائيلي إيلي كوهين: الاتفاق مع لبنان ممكن لكن فقط مع تنفيذ مطالبنا
كما قال مصدر إسرائيلي لقناة CNN الاميركية: ان رفض حزب لله السماح لإسرائيل باستهدافه في حال انتهاك وقف إطلاق النار قد يهدد المفاوضات.
ولاحقاً، نقلت «هيئة البث الاسرائيلية» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: لم نتلقَ تأكيداً بوصول هوكشتاين لإسرائيل غداً وهذا يعتمد على التطورات في لبنان.
كما نقلت قناة إن بي سي» عن دبلوماسي لم تحدده قوله: تفاصيل الاتفاق بشأن لبنان بحاجة إلى التبلور وقد يعوق ذلك التوصل إلى اتفاق نهائي.
لكن القناة 13 الاسرائيلية ذكرت انه لا موعد محدداً حول وصول هوكشتاين الى اسرائيل، ولا تزال الفجوات كبيرة.
وكشفت المعلومات ان هناك نقطة ملتبسة، تتعلق ببند الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، وهذا المقترح، حسب المفاوض اللبناني يعيدنا الى ما قبل الخط الازرق، وترسيم جديد للحدود.
وكشفت المصادر ان الجانب اللبناني ليس بوارد تقديم اي تنازلات في ما خص الارض والسيادة، بعد تقديم تنازلات كبيرة.
وكان هوكشتاين وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي صباح امس وخضع مع الوفد المرافق للتفتيش، كما قام، من تلقاء نفسه، بوضع حقيبته على جهاز «السكانر» لكي يُكشَف عليها، تطبيقاً للقوانين.
وكالعادة انقسم الموقف النيابي المسيحي الممثل للكتل والاحزاب، في ما خص الموقف من المفاوضات التي بدأت.
ورأى تكتل «الجمهورية القوية» «أنّ التفاوض الجاري هو بين إسرائيل و»حزب لله» وليس بين إسرائيل والدولة اللبنانية، ولا يعبِّر عن إرادة اللبنانيين وتطلعاتهم إلى سيادة ناجزة تم تغييبها منذ 34 عامًا إلى اليوم، كما تم التأكيد أنّ أي تفاوض يجب ان تتولاه الدولة حصرا، وينبغي ان يتم وفقا للأحكام الدستورية المعنية، كما يجب ان يكون بشروط الدولة، أي وفقًا للنصوص المرجعية، بدءًا باتّفاق الطائف، وصولا إلى القرارات الدولية 1559، 1680 و1701، وأي تفاوض يجب أن يتولاه رئيس الجمهورية، وهذا ما يفسِّر أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية».
من جهته، رفض المكتب السياسي الكتائبي «أن يكون حزب لله هو المفاوض الأوحد عبر أي وسيط كان، وسأل عن مصدر سلطة المفاوضين لقبول أو رفض قرارات ستلزم لبنان واللبنانيين لسنوات الى الأمام، في حين أن مصيرية المرحلة تفرض مساراً لا يخرج عن الأصول الدستورية ولا سيما في غياب رئيس للجمهورية وتحتم إطلاع الرأي العام على حقيقة المداولات.
وفي هذا الإطار، جدد حزب الكتائب «مطالبته مشاركة مجلس النواب واطلاعه على تفاصيل الأوراق والبنود المطروحة وإشراكه في القرار فيتمكن من لعب دوره التمثيلي حفظاً لقرار اللبنانيين في السلام بعدما حُجب عنهم عندما أقحموا في الحرب رغماً عنهم.
لكن التيار الوطني الحر، رحب بعد اجتماع تكتل لبنان القوي بكل مسعى للتوصل الى وقف اطلاق النار، مبدياً تخوفه اكلبير من غياب اي نية اسرائيلية بوقف الحرب، مطالباً لبنان بعدم التنازل عن اي مستوى من مستويات السيادة.
الوضع الميداني
ميدانياً، تصاعدت الغارات الاسرائيلية على بلدات جنوبية، من زفتا الى تبنين والنبطية وميفذون وحانين وزوطر الشرقية وركاي (قضاء صيدا الزهراني).
وبعيد الثامنة من مساء امس، تعرض ميناء الصرفند، حيث ترابط وحدة من الجيش اللبناني لقصف اسرائيلي، مما ادى الى استشهاد 3 عسكريين، واصابة اخرين بجروح.
وردّ حزب لله بعملية نوعية على تجمعات جيش الاحتلال في بلدة الخيام الحدودية، كما سقطت صواريح في المطلقة، وادت الى اضرار في المنازل، وبقيت صفارات الانذار تدوي في مختلف المدن والمستعمرات الشمالية الاسرائيلية.
وكان ميدان الجنوب قد شهد نهار امس مواجهات عنيفة بين مقاتلي المقاومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي فيمحاور الخيام وشمع- طير حرف، وعيناتا – بنت جبيل اثر استمرار محاولات التقدم الاسرائيلية، تخلله غارات وقصف عنيف للقرى الحدودية، ورد من ىلمقاومة بقصف مواقع وتجمعات جنود الاحتلال في المستعمرات الامامية، كما اعلنت المقاومة عن عمليات قصف لتل ابيب وحيفا وقاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 110 كلم، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
وشنت المقاومة هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة رامات ديفيد (قاعدة جويّة رئيسية في الشمال وتضُم أسراب قتالية حربية) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 50 كلم، جنوب شرق مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقة.
كما قصفت المقاومة مدينة صفد المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة. ولاحقاً اعلنت المقاومة انها استهدفت قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل، بصليةٍ صاروخيّة.واكد الاعلام العبري إطلاق وابل من الصواريخ من جنوب لبنان تجاه الكرمئيل ومحيطها في حيفا ونقل إصابة من المكان..
وقال الإسعاف الاسرائيلي ان 7 اصابات وقعت بينها 5 في رامات غان في تل ابيب، احدها خطيرة. واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية: ان 5 صواريخ اطلقت صباح اليوم من لبنان تجاه منطقة دان وشارون في الوسط، حيث تم اعتراض بعض الصواريخ ورصد سقوط عدد آخر.
واستهدفت المُقاومة مُحلّقة إسرائيليّة في أجواء بلدة الطيبة، بالأسلحة المناسبة، وتم إسقاطها في المنطقة.
وعند الغروب سمع دوي انفجارين في طبريا، بحسب وسائل إعلام عبرية…كما سقط عدد من الصواريخ التي اطلقت من لبنان في منطقة جبل «ميرون» حيث توجد اكبر قاعدة تجسس جوي.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن صفارات الإنذار دوّت في منطقة “عميعاد” جنوبي صفد، وذلك نتيجة مخاوف من تسلل طائرات مسيّرة عبر الحدود اللبنانية.وكشفت أن طائرة مسيّرة تابعة لحزب لله” تمكنت من اختراق الأجواء والوصول إلى عمق تجاوز 40 كيلومترًا داخل الأراضي المحتلة وانفجرت في الجليل الغربي.
والى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل الجندي في لواء «غولاني» عومر موشيه غالدور خلال المعارك في جنوب لبنان ونشر الإعلام الإسرائيلي صورة للجندي القتيل.من دون الاشارة الى تاريخ مقتله وفي اي منطقة. واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة 11 جنديًا إسرائيليًا خلال ال24 ساعة الماضية جراء المعارك في الجبهة الشمالية مع لبنان.واشارت الى ان عدد الاصابات بلغ الف اصابة منذ بدء العملية البرية.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية سقوط قتيل و4 جرحى حالة أحدهم حرجة جراء انفجار طائرة بدون طيار أطلقت من جنوب لبنان وسط تجمع للجيش الإسرائيلي في موقع عسكري.
البناء:
خط ساخن بين عوكر وتل أبيب حول تفاصيل الانسحاب برّاً ووقف الانتهاكات جوّاً
انهيارات في جيش الاحتلال تتسبّب بانسحابات في جبهات شمع والخيام وبنت جبيل
كتب المحرّر السياسيّ
منذ سحب دلع أموس هوكشتاين من التداول وتأكيد زيارته لبيروت بعكس التلويح الضاغط على بيروت للحصول على تنازلات بأن الزيارة لن تتم، بدا أن محرّكات الزيارة نحو التوصل إلى اتفاق يحكمها وضع إسرائيلي يبدو منهكاً من مواصلة الحرب، وقد بدأت تتخذ اتجاهات دراماتيكية في البرّ مع الفشل المتراكم لفرق جيش الاحتلال في إحداث خرق في الجبهة والتثبيت في مواقع يتمّ الوصول إليها، حيث يبدو جيش الاحتلال قد فقد الروح القتالية وبات عاجزاً عن الحفاظ على تماسك قواته في الخطوط الأماميّة، بينما على مستوى التوازن الناري فقد حدث تحوّل دراماتيكي آخر تمثل باستهداف المقاومة عمق تل أبيب بصاروخ بالستي موجّه ودقيق فشلت الدفاعات الجوية بالتعامل معه، ما فتح الباب لتساؤلات بحجم ماذا لو بدأ هطول الأمطار الصاروخيّة من لبنان على عمق الكيان؟
جاء مسار التفاوض مسانداً لهذا الاستنتاج، حيث لم يتمسّك هوكشتاين بصيغة اللجنة المشرفة على القرار 1701 وبدأ بالتراجع عن مشاركة ألمانيا وبريطانيا ثم قبل ربطها بنصوص القرار ومرجعيّته العائدة لمجلس الأمن الدوليّ، ومثلها فعل بالنسبة لنص حق الدفاع، وانتقل النقاش مع علي حمدان مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري في السفارة الأميركيّة في عوكر ليلاً، بوجود خط ساخن مفتوح مع تل أبيب يتمّ عبره نقل كل النقاش لرئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، حيث البحث بتفاصيل الانسحابات الحدوديّة والمناطق المتنازع عليها والصياغات المناسبة، ووقف الانتهاكات للأجواء والمياه اللبنانية، بعدما سحبت أيضاً مطالب حريّة التحرّك العسكريّ والأمنيّ للاحتلال ومعها مطالب تدويل الحدود اللبنانيّة السوريّة.
الوضع الميدانيّ عبّرت عنه بيانات غرف العمليات التي نشرتها المقاومة، والتي تشير الى انسحابات بالجملة من محاور شمع وطير حرفا في القطاع الغربي، ومثلها في جبهة الخيام وجبهة بنت جبيل، وسط تداول المواقع الإلكترونيّة في الكيان لمعلومات عن هروب جنود من الجبهات الأماميّة بالعشرات، وامتناع جنود وضباط الاحتياط عن تلبية دعوات الالتحاق والتعبئة.
تبذل مساعٍ دوليّة حثيثة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وأعلنت الخارجية الأميركية، أننا «حققنا تقدماً بشأن وقف إطلاق النار في لبنان لكن لا يمكن التنبؤ بموعد التوصل لاتفاق». وأشارت إلى أننا «نريد رؤية تطبيق كامل للقرار الأممي 1701». وأكدت أننا «سنواصل العمل مع لبنان و«إسرائيل» لتحقيق وقف لإطلاق النار يضمن عودة السكان على جانبي الحدود».
وأكدّ الموفد الأميركي إلى لبنان أموس هوكشتاين أمس، قبل أن يتوجه الى تل أبيب اليوم ثم الى باريس، أنّ “الحل أصبح قريباً”. وأشارت مصادر مطلعة على أجواء التفاوض أن “هناك جدية واضحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”، ولفتت إلى أن هوكشتاين التقى مساء أمس، في السفارة الأميركية مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان، استكمالاً للقاء الأول مع رئيس المجلس حيث ناقشا في أهمية تأكيد الالتزام بالقرار 1701 وتطبيقه جدياً فضلاً عن أنهما عملا على صياغة البند المتعلق بلجنة المراقبة للقرار وكيفية إشراك الأميركي والفرنسي فيها. وكان الرئيس بري توقف عند بعض المصطلحات التي تتعلّق ببند الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان و”إسرائيل” رافضاً أي ترسيم جديد للحدود التي هي مرسّمة دولياً. واعتبر أن هناك مصطلحات ملتبسة لا بدّ أن تتوضّح.
وكان هوكشتاين استهلّ جولته من عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري لأكثر من ساعتين. وقال هوكشتاين: الاجتماع كان بناء ومفيداً للغاية وعدت لأن أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية النزاع والقرار يبقى قرار الأفرقاء، والحل أصبح قريباً من أيدينا وهناك نافذة ولا أريد التفاوض في العلن. أضاف: كانت نقاشات لتضييق الخلافات ومستمرّون بها.
بعدها، استقبل رئيس الحكومة الموفد الرئاسي الأميركي في دارته، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون. وفي خلال الاجتماع، جدد ميقاتي التأكيد على أن “الأولوية لدى الحكومة هي وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على الأراضي اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الأولوية”. وأشار إلى أنّ “الهم الأساس لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعاً إلى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية والتدمير العبثي الحاصل للبلدات اللبنانية”. وشدّد على “تطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب”. ومن بيروت انتقل إلى اليرزة للقاء قائد الجيش العماد جوزيف عون.
ليس بعيداً، أعلن عن كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عصر أمس، قبل أن يتم إرجاؤها الى وقت يحدّد لاحقاً. وأوضح نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله محمود قماطي أنه لظروف أمنية أجل الشيخ نعيم قاسم كلمته التي كانت مقرّرة اليوم. وأكد: “لن نسمح للعدو أن يصل إلى النقاط التي حاول سابقا الوصول إليها، وعندما يريد العدو إيلامنا في عاصمتنا فسنؤلمه في عاصمته، وأعلن أن الرئيس نبيه بري يواجه مهمة صعبة ومعقدة، لكنه يتحلى بالكفاءة اللازمة”، وقال: “نحن نقف أمام ركنين بمواجهة أميركا و”إسرائيل” المدعومتين من العالم، وأعلنا من جهتنا مرات عدة أننا لن نتحدث بشأن أي بند في المفاوضات ولن ندلي بأي معلومة بشأن المفاوضات لأن هذا يضر بالمفاوض اللبناني، ولا نتوقع من هذا العدو أن يكون شفافا أو صادقاً”.
ودعا النائب نعمت افرام من بكركي إلى إعلان البنود في ورقة الاتفاق في مجلس النواب، قائلًا: “من المهم أن يكون وقف إطلاق النار طويل الأمد وإنهاء الحروب”.
واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي السفير السعودي وليد بخاري.
واستقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل السفير المصري علاء موسى، وتناول البحث العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان ومسألة وقف النار. كما كان تشديد على أهميّة إجراء الاستحقاق الرئاسي.
واستقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب سفير روسيا لدى لبنان الكسندر روداكوف وجرى عرض لمستجدات الأوضاع الميدانية وللمساعي الدبلوماسية الجارية لوقف إطلاق النار في لبنان، وقضايا تتعلق بعمل الأمم المتحدة واللجان التابعة لها، إضافة الى آخر تطورات الأوضاع في أوكرانيا.
وفيما تجري المفاوضات تحت النار، أعلن “حزب الله” أنه شنّ “هجوماً جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على نقاط عسكريّة حساسة في مدينة تل أبيب”. وقال: شنّينا هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة رامات ديفيد جنوب شرق حيفا وأصابت أهدافها بدقة. وأعلن انه استهدف “محلقة إسرائيلية في أجواء بلدة الطيبة، بالأسلحة المناسبة، وتم إسقاطها في المنطقة”، واستهدف “تجمعاً لقوّات جيش العدو جنوبي مدينة الخيام بصلية صاروخيّة نوعية”، و”تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة بصلية صاروخيّة”، وأيضاً “تجمعاً لقوّات جيش العدو عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع بقذائف المدفعيّة”. واستهدف “منزلاً يتحصّن فيه جنود جيش العدو عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس بصاروخٍ موجّه وأوقعهم بين قتيل وجريح”. وقال: استهدفنا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) في ضواحي تل أبيب بصلية من الصواريخ النوعية. وأعلن “أننا شنَّينا هجومًا جويًا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة بيت ليد (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب) تبعد عن الحدود 90 كلم شرق مدينة نتانيا وأصابت أهدافها بدقة”. واستهدف “قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل، بصليةٍ صاروخيّة”. كما استهدف “مدينة صفد المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة”. وأعلن الحزب استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في المنارة شمالي “إسرائيل” برشقة صاروخية. واستهدف “تجمعًا لقوات العدو في مستوطنة أفيفيم” و”طائرة مسيّرة إسرائيليّة من نوع “هرمز 450” في أجواء بلدة الطيبة بصاروخ أرض – جو وتم إسقاطها و”شوهدت تحترق”. كذلك، استهدف تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي جنوبي بلدة الخيام للمرّة الخامسة، وفي مستوطنة مرغليوت للمرّة الثانية، بصليةٍ صاروخية، وأيضاً قاعدة تل حاييم (تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش العدو الإسرائيلي)، تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 120 كلم، في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقّة.
واعلن جيش العدو الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة خلال الاشتباكات داخل الأراضي اللبنانية. وأوضح الجيش أن القتيل والجريحين ينتمون إلى لواء غولاني، حيث قتلوا خلال مواجهات مع عناصر حزب الله. وبذلك، ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى 49 منذ بدء الهجوم البري مطلع تشرين الأوّل. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن طائرة مسيّرة انقضاضيّة هاجمت الجنود. ونقل موقع سروغيم الإسرائيليّ عن الجيش قوله إن حزب الله أطلق طائرة مسيّرة باتجاه قوّة كانت ضمن الفريق القتالي للكتيبة 53، الّتي كانت تحت قيادة الفريق القتالي للواء غولاني والفرقة 36. وذكرت تقارير إسرائيلية أن ألف عسكري إسرائيلي أصيبوا منذ بدء الهجوم البري على جنوب لبنان.
وشنّ الطيران الإسرائيلي المعادي، غارة على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية من دون سابق إنذار. وأعلنت طوارئ الصحة عن سقوط شهيدين. وجنوباً شنّت الطائرات الإسرائيليّة سلسلة غارات واسعة النطاق استهدفت بلدات جنوبيّة عدّة، أبرزها قانا، البازورية، الغازية وصور، ما أسفر عن تدمير واسع للبنى التحتية ومقتل وإصابة العشرات. في قانا، استهدفت الغارات مركزًا للهيئة الصحية الإسلامية، ما أدى إلى استشهاد اثنين من العاملين. وفي بلدة معركة، أسفرت الغارات عن استشهاد ثلاثة أشخاص.
كما استهدفت الغارات مناطق مدنية ومرافق حيوية في بلدة عدلون، حيث دُمّر مبنى من ثلاث طبقات، وأصيب سبعة أشخاص بجروح. وفي بلدة يحمر الشقيف، تعرّضت المنطقة لقصف مدفعي عنيف وقنابل إنارة، فيما شنّت الطائرات الحربيّة غارات منتصف الليل. واستمرّ القصف المدفعي الإسرائيلي حتى ساعات الصباح على أطراف بلدات القليعة وبرج الملوك وجديدة مرجعيون. فيما تتواصل أعمال الإغاثة وسط ارتفاع عدد الضحايا. وأفادت فرق الدفاع المدنيّ أنّها تعمل على انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض، خصوصاً في بلدات معركة وصور وقانا.
وتشير الحصيلة الأوليّة إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى في حي البص في مدينة صور بعد استهداف أحد المباني. من جهة أخرى، استهدفت غارتان إسرائيليتان بلدتي لبايا وزلايا في البقاع الغربي، كما استهدفت غارة إسرائيلية بلدة يونين. أيضاً شنّت الطائرات الإسرائيليّة غارة عنيفة جدّاً استهدفت مفرق بلدة شعث البقاعيّة.
وأعلن رئيس خلية الأزمة في بلدة الصرفند، علي خليفة، أن جيش العدو الإسرائيلي استهدف الجيش اللّبنانيّ في البلدة، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة من عناصر الجيش اللبناني وإصابة ثمانية أشخاص، بينهم مدنيون”.
إلى ذلك، تعرّضت قوات حفظ السّلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) لثلاث هجمات منفصلة في جنوب لبنان، ما أدّى إلى إصابة أربعة جنود غانيين بصاروخ استهدف قاعدة شرقي بلدة رامية. وأعلنت اليونيفيل أن أحد الصواريخ أصاب قاعدتها «UNP 5-42»، ونُقل ثلاثة جنود مصابين إلى مستشفى في صور لتلقي العلاج. كما تعرّض مقرّ القطاع الغربي لقوات اليونيفيل في بلدة شمع لقصف بخمسة صواريخ، ألحق أضرارًا جسيمة بورشة الصيانة دون وقوع إصابات.
وفي حادث منفصل، تعرّضت دورية تابعة لليونيفيل لإطلاق نار مباشر شمال شرق قرية خربة سلم، من دون تسجيل إصابات. وأكدت البعثة أنها فتحت تحقيقًا في جميع هذه الحوادث وأبلغت الجيش اللبناني بها. وشدّدت اليونيفيل في بيانها على ضرورة احترام حرمة قواتها ومبانيها، محذّرة من أن الهجمات ضدها تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والقرار 1701.
وعلى محور بلدات شمع، طيرحرفا، والبياضة، تدور معارك متقطعة بين عناصر حزب الله والجيش الإسرائيلي. وأفادت تقارير ميدانيّة بأن القوات الإسرائيلية استخدمت القذائف الفوسفورية لاستهداف أطراف بلدات زبقين والقليلة في محاولة للتقدّم باتجاه البياضة. كما قصف الطيران الحربي بلدات جزين ومحيط نهر الليطاني، في وقت استمرّ فيه التحليق المكثف للطيران الإسرائيلي فوق القطاعين الغربي والأوسط.
وسط هذه الأجواء، وجّه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رسالة شفوية إلى الشعب اللبناني، قائلاً إننا “لسنا منفصلين عنكم. نحن معكم. نحن وأنتم واحد”.
وأتت هذه الرسالة، رداً على رسالة من السيد ميثم مطيعي، الذي كان قد سافر إلى لبنان مع مجموعة من الناشطين ضمن حملة “إيران متضامنة”، لتوزيع مساعدات الشعب الإيراني على الشعب اللبناني.
المصدر: صحف
أخبار متعلقة :