411 يوماً من الإبادة الجماعية بحق كل شيء في قطاع غزة. ثم 47 يوماً مرّت منذ بدء العدو الاسرائيلي ما أسماه عملية عسكرية شمال القطاع، التي هي حقيقة نسخة متطورة من الإبادة التي يمارسها منذ أكثر من عام في كل أرجاء القطاع. هناك في شمال القطاع يعمد العدو إلى وبشكل لا لبس فيه إلى اعتماد سياسة “الأرض المحروقة”، حاشداً ثلاثة ألوية عسكرية مختلفة التخصّصات القتالية هناك.
وسط كل ما يقوم به العدو شمالاً من مجازر يومية مروعة، إلى نسف يومي للمباني السكنية في مشروع بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون وغيرها، معلناً أنه يريد القضاء على المقاومة، ومنع أي عودة إلى أهل الشمال وتهجير من تبقى هناك. فيما يتعلق بهذه الأهداف التي وضعها العدو لما يسميه “عملية جباليا”، يسود نقاش محتدم في الأيام الأخيرة خصوصاً في أوساط إعلام العدو حول ما حقّقه أو سيحقّقه جيش الاحتلال”خصوصاً في ظل استمرار التصدي النوعي والقدرة المستمرة على إعادة البناء والترميم”.
وفي هذا السياق، جاء ما أعلنته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء بأن الضابط الذي أصيب في شمال غزة أمس الثلاثاء هو قائد الكتيبة 90 في لواء كفير وهو برتبة مقدم.
وكان جيش الاحتلال أعلن في وقت سابق صباح اليوم إصابة ضابط في صفوفه ومقتل جندي في معارك بشمال قطاع غزة أمس.
وبينما أفادت مصادر العدو بمقتل جندي إسرائيلي في معارك غزة، قالت “القناة 12” الإسرائيلية إن “الجيش حذر القيادة السياسية من أن العملية العسكرية في جباليا قد استُنفدت، وأنه إذا انتقل إلى أي منطقة سيعرض حياة “المختطفين” للخطر”. وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن “27 جندياً إسرائيلياً قتلوا في جباليا بشمال قطاع غزة منذ بدء العملية البرية الأخيرة”.
تطورات العدوان
هذا واستشهد 12 فلسطينياً منذ فجر اليوم في قصف الاحتلال منزلاً شمالي غزة، بالتزامن مع تواصل القصف على مناطق مختلفة من القطاع واستهداف طواقم الدفاع المدني.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء نسفت قوات الاحتلال مباني سكنية في محيط مخيم جباليا.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر اليوم غارات جوية على حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة وبلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، كما شنّ جيش الاحتلال غارات عنيفة وأحزمة نارية على بيت لاهيا شمالي القطاع.
وارتقى أكثر من 22 شهيداً و مفقوداً جراء قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلاً لعائلة جودة في شارع غزة القديم بجباليا البلد شمال القطاع.
كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلاً لعائلة غبون في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين بينهم أطفال، وقد أكد المركز الفلسطيني للإعلام أن الطيران المروحي يُطلق النار بكثافة باتجاه حي تل الهوى.
كما يواصل الاحتلال استهداف طواقم الدفاع المدني في غزة، حيث قال الناطق باسمه الرائد محمود بصل إن طواقمه تعرضت في ساعات الفجر الأولى إلى استهداف مباشر من قبل طائرات الاحتلال أثناء محاولتهم انتشال الشهداء وإنقاذ الأحياء من تحت أنقاض منزل في منطقة الصبرة جنوب غربي مدينة غزة.
وقال إن الاستهداف أدى إلى استشهاد رجل الإنقاذ علي محمد مصطفى عمر وأصيب 3 آخرون بجروح متفاوتة، ليرتفع عدد شهداء الدفاع المدني منذ بداية العدوان إلى 87 شهيدا، وفق الرائد بصل.
وأضاف أن هذه هي المرة الـ18 التي يستهدف الاحتلال الإسرائيلي فيها طواقم الدفاع أثناء مهماتهم في إنقاذ الأرواح والتخفيف من معاناة المواطنين.
وفي مدينة غزة، أعلن جهاز الدفاع توقف سياراته عن العمل في المدينة جراء نفاد الوقود، مما ينذر بحدوث كوارث إنسانية جراء الإبادة الإسرائيلية المتواصلة.
حماس تدعو العالم للوقوف مع السكان المحاصرين بشمال غزة
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “هناك دماراً هائلاً وحصاراً خانقاً وتجويعاً للمدنيين في شمال قطاع غزة بعد أكثر من شهر ونصف على عملية الإبادة والتطهير العرقي”.
ودعت الحركة، في بيان، العالم إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في شمال القطاع.
المصدر: مواقع إخبارية
أخبار متعلقة :