تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، تواصل الجامعة فعاليات موسمها الثقافي للعام الدراسي 2024/2025. وقد شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى محاضرة مميزة بعنوان "خطورة إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والميتافيرس"، قدمها الدكتور معتز سيد عبد الله، مساعد رئيس جامعة القاهرة لشؤون هيئة التدريس وعميد كلية الآداب الأسبق.
أدار الندوة كل من الدكتور عبد الله التطاوي، المستشار الثقافي لرئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمد منصور هيبة، المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة. وحضرها عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وطلاب من مختلف التخصصات، مما أضفى على النقاش طابعًا تفاعليًا ومعرفيًا.
مخاطر إدمان الإنترنت ووسائل التواصل
تناولت المحاضرة تأثيرات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على الأفراد والمجتمع، حيث أكد الدكتور معتز سيد عبد الله على أهمية وعي الشباب بمخاطر هذه التقنيات التي قد تطول الأسرة والمجتمع والدولة. وأوضح أن إدمان الإنترنت يشمل 20 نوعًا من الإدمان السلوكي، مثل إدمان الألعاب الإلكترونية، التسوق عبر الإنترنت، وغرف الدردشة، مشيرًا إلى تشابه هذه الأنواع مع إدمان المخدرات من حيث الأعراض والتأثيرات النفسية.
وسائل التواصل وإدمان السلوكيات
أشار الدكتور معتز إلى أن الذكاء الاصطناعي يعزز من بيئة الميتافيرس التي تتيح التفاعل الافتراضي، مضيفًا أن وسائل التواصل الاجتماعي تحفز الإدمان عبر التفاعل المستمر بين المستخدمين. وحذر من المخاطر الناتجة عن ذلك، مثل القلق، التوتر، الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، داعيًا الشباب إلى توخي الحذر من الدعاوى المغرضة التي تستهدف نشر الإحباط وتشويه صورة الدولة ورموزها.
حروب الجيل الرابع والخامس
ناقش الدكتور معتز خطورة "الترندات" و"الذباب الإلكتروني" كأدوات لحروب الجيل الرابع والخامس، التي تهدف إلى هدم الدولة دون خسائر مادية. وشدد على ضرورة التحقق من المعلومات قبل تداولها، للحفاظ على الثقة في مؤسسات الدولة وحماية الهوية الوطنية من التلاعب.
تحصين الشباب ودور المؤسسات
أكد الدكتور عبد الله التطاوي أن جامعة القاهرة تعمل على تحصين شبابها ضد الأفكار والمعتقدات الضارة، عبر تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء. وأضاف أن الفرق بين الأجيال الحالية والسابقة يتطلب تكثيف الجهود لتوجيه الشباب نحو مسار معرفي صحيح.
من جانبه، أشار الدكتور محمد منصور هيبة إلى أهمية تكامل أدوار المؤسسات المختلفة، مثل الأسرة والمدارس ودور العبادة، في دعم الشباب لمواجهة التحديات. وأكد أن مصر قوية بشبابها ومجتمعها، وأن المستقبل يحمل فرصًا واعدة رغم التحديات.
اختُتمت المحاضرة بفتح باب النقاش مع الطلاب، الذين طرحوا تساؤلات متنوعة أغنت الحوار وأسهمت في تعزيز وعيهم بالتحديات الراهنة.
ختامًا، تؤكد جامعة القاهرة على دورها الريادي في تنمية وعي طلابها، وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات، وحمايتهم من مخاطر العصر الحديث، بما يسهم في بناء أجيال قادرة على صون الوطن وهويته.
أخبار متعلقة :