أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، عن وقف إطلاق النار في لبنان، موضحًا أن مدة الاتفاق تعتمد على التطورات الميدانية، القرار أثار تساؤلات حول الدوافع العسكرية والسياسية وراء هذه الخطوة، خاصة بعد تكثيف الضربات الإسرائيلية على لبنان في الأسابيع الماضية.
أهداف عسكرية محددة
وفقًا لديفيد خلفا، الباحث في مرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تهدف إسرائيل من هذا الاتفاق إلى تحقيق مكاسب عسكرية. على رأسها إضعاف حزب الله ومنعه من ربط الجبهة الشمالية بالجنوبية، وهو هدف استراتيجي لتقليل التوتر على الجيش الإسرائيلي. كما أشار إلى أن الإرهاق الذي أصاب الجنود الإسرائيليين بعد عام من الاشتباكات، والتي أودت بحياة نحو ألف منهم، كان دافعًا رئيسيًا لتخفيف الضغط على القوات.
تفاوت الأهداف بين الشمال والجنوب
وأضاف خلفا أن الأهداف الإسرائيلية في الجنوب تركز على تسريع انهيار حركة حماس، بينما تهدف العمليات في الشمال إلى تحييد حزب الله وتدمير بنيته العسكرية مثل التحصينات وشبكة الأنفاق. وبحسب خلفا، يبدو أن إسرائيل قد حققت جزءًا كبيرًا من أهدافها شمالًا، مما دفعها للموافقة على وقف إطلاق النار.
التأثير السياسي والدبلوماسي
على الجانب السياسي، يشير خلفا إلى أن توقيت القرار مرتبط بالانتخابات الأمريكية وخشية إسرائيل من قرارات دولية قد تصدر عن إدارة الرئيس جو بايدن، على غرار قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي أدان الاستيطان. وقف إطلاق النار قد يكون محاولة استباقية لتجنب أي هزيمة دبلوماسية قد تتعلق بلبنان وغزة.
تأثير المحكمة الجنائية الدولية
وربط خلفا القرار بشكل غير مباشر بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت. يرى خلفا أن وقف الأعمال العدائية قد يكون بمثابة خطوة لإظهار حسن النية تجاه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي تأمل إسرائيل في دعمه لتحييد تأثير مذكرات الاعتقال وغيرها من التحديات الدبلوماسية.
دوافع نفسية واستراتيجية
واختتم خلفا بالقول إن وقف إطلاق النار يعد جزءًا من الحرب النفسية التي تهدف إلى تسجيل نقاط سياسية وعسكرية قبل أي اتفاق نهائي، ما يعكس إستراتيجية إسرائيلية لاحتواء المخاطر على أكثر من جبهة، داخليًا وخارجيًا.
أخبار متعلقة :