دخلت يومها السابع على التوالي، وها هي المعارك في الشمال السوي ترسم خطاً بيانياً متصاعداً مع اشتداد ضربات الجيش السوري وحليفه الروسي على مواقع المسلحين ومقراتهم وتحركاتهم. فالمشهد الواصل من هناك يأخذ حدّاً جغرافياً يعطي مؤشراً واضحاً على تمكن الجيش من وضع حد لتوغل الجماعات المسلحة بعد الموجة الكبيرة التي فاجأت الجيمع فجر الأربعاء، مستغلة عامل المباغتة فيها كأساس لما حققه الإرهابيون من تقدم واحتلال مناطق اعتبرت آمنة، على مدى 4 أعوام خلت.
تجري المعارك حتى اللحظة في كل من حلب وريفها وصولاً إلى إدلب انطلاقاً من تخوم محافظة حماة، وهذا ما يجعل تنظيمات الجولاني تدخل في تعقيدٍ كبيرٍ، بعد أن سيطرت على المشهد طوال الأيام الثلاثة الأولى، وهذا المشهد الذي تمكنت وحدات الجيش من إيقافه عند الحدود الجنوبية لمدينة حلب رغم قطع المسلحين للطريق الدولي، إلا أن الوضع في حقيقة الأمر لا يسير كما خطط له الإرهابيون.
في هذا السياق يتحدث الكاتب والباحث السياسي حسام طالب عن طبيعة المعارك وتوزعها في الشمال السوري وفق ما يجري في الميدان، مشيراً إلى أن خط الجبهة يمتد على مسافة 130 كيلومتر، من جبال اللاذقية وصولاً إلى سهل الغاب، ويتضمن الحدود الإدراية لكل من حلب وإدلب والأرياف في الشمال بالإضافة إلى حلب المدينة، مؤكداً أن هذا الهجوم منذ بدأ استخدمت فيه معدات حديثة بدعم صهيوني أمريكي تركي.
وفي شرح أهم الأسباب التي مكنّت النصرة وبقية الفصائل الإرهابية من السيطرة على هذه المساحات، هو أن الجيش السوري آثر إعادة التموضع والانتشار، لتجنب الدخول في معركة استنزاف، إضافة لعدم تعريض المدنيين في مدينة حلب وعددهم 4 ملايين نسمة إلى خطر، بحال اختار القتال داخل أحياء المدينة.
واقع المعركة بعد استيعاب صدمة الهجوم الإرهابي على حلب، دخل في حالة تثبيت الدفاعات، بعد إعادة انتشار القوات المسلحة، حسب ما يشرح الكاتب والباحث السياسي، حيث ثبت الجيش السوري نقاطاً له في محيط حلب، وأرياف إدلب الجنوبية.
أبرز المناطق التي تركزت فيها المعارك والجهد الحربي للتنظيمات الإرهابية، هي في مناطق جنوب إدلب، وابرزها (سراقب، معرة النعمان، خان شيخون)، إذ تمكنت القوات المهاجمة من إحداث خرق، بدعم صهيوني وتركي وأمريكي وباستخدام مسيرات أوكرانية وفرنسية، وهنا تمت السيطرة على المناطق التي حدث فيها ذلك الخرق.
تمكن الجيش السوري بعد هذه الأحداث والمعارك كلها من تثبيت خط دفاعي والانطلاق منه في هجوم معاكس نحو مدينة إدلب. بالتزامن انتقلت التنظمات الإرهابية لفتح جبهة حماة وسهل الغاب، وهنا المفاجأة من قبل الجيش، حيث وقعت القوات المهاجمة بكمائن الجيش. ورغم احتلال الارهابيين بلدات عدة في حماة إلا أن الجيش تمكن من تحريرها واستعادة بسط سيطرة الدولة السورية عليها.
معارضة أم إرهاب.. وكيف تم التضليل للرأي العام العالمي
يتحدث ضيف الموقع أن هذا الإرهاب هو نفسه، رغم أن رعاته الإقليميين والدوليين يريدون تصديره على أنه معارضة، وهنا يفسر طالب لماذا أعطيت أوامر حازمة للتنظيمات بعدم ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين كما كان يحدث في السابق. هذه الصورة أفادت الدولة السورية، بانه لا توجد مجازر بحق المدنيين، رغم وجود بعض الانتهاكات الانسانية بالحد الفردي.
هذا وما يزال الجيش السوري مع حلفاءه براً وجوّاً يوجهون ضربات قوية للإرهابيين بعد امتصاص الهجوم الأول بطريقة يشخصها الخبراء العسكريون أنها مرنة، تتألف من مرحلتين: الأولى انسحابات سريعة، ثم يليها التثبيت لاحقاً من أجل الإعداد لانطلاق العمل المضاد.
وتشهد الأجواء السورية ضربات قوية توجهها المقاتلات السورية والروسية لمواقع ومقرات الإرهابيين في محافظة إدلب، وأرياف حلب، وهذا التحرك المضاد أو المعاكس، ما هو إلا مرحلة أولية من العمل العسكري يهدف امتصاص ارتدادات موجة الهجوم الكبير المباغت للإرهابيين على مواقع الجيش وما يليها من مناطق عاد أمانها في السنوات الماضية.
وبينما تسير كل تلك الأحداث والمعارك الموضعية التي يخوضها الجيش السوري ضد الإرهاب، إلا أنه يسير في ذات الوقت مع الإعداد لمعركة كبرى في الشمال السوري، تعطي مؤشراً بأن الدولة السورية ستعمل بطريقة هدفها تجفيف الإرهاب ومنابعه في كل الجغرافية السورية، تبدأ في هذه الفترة من إدلب والريف الغربي لمحافظة حلب.
المصدر: المنار
أخبار متعلقة :