كثيرة هي الإخفاقات الدبلوماسية التي تجنيها الجزائر وجبهة “البوليساريو” فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية، وقد بدأت هذه الاخفاقات تلقي بظلالها على الوضع داخل مخيمات تندوف، وتدفع السكان القاطنين هناك، خاصة الشباب، الذين فقدوا الثقة في القيادة الحالية لجبهة "البوليساريو"، بسبب هوس القيادة بالسلطة ومناصب المسؤولية وتباهيهم بها، إلى الهروب بحثا عن حياة كريمة.
وقد اعتبر حميد ايتوتهن، الباحث في القانون الدولي الانساني، في تصريح لأخبارنا أن "معاناة ساكنة مخيمات تندوف بالجزائر، تتضخم جراء الممارسات القمعية والسياسات التضييقية التي تنتهجها السلطات الجزائرية والجبهة الانفصالية بحقهم ؛ فبدلا من توفير الحماية والحقوق الأساسية لهؤلاء اللاجئين، تتعمد هذه الجهات فرض حصار عسكري وإحتجاز غير قانوني، وتحرمهم من حرية التنقل والعمل، ما يدفعهم إلى الانخراط في أنشطة غير مشروعة للبقاء على قيد الحياة".
كما أكد المتحدث أنه "سبق وشهدت مخيمات الذل والعار العديد من الاحتجاجات من طرف مختلف فئات المجتمع، ببسبب الاستبداد الذي تمارسه عصابة البوليساريو، التي تعمل على اعتقال كل معارضيها، والزج بهم في السجون، وقتل كل من يحاول الفرار إلى وطنه الأم المغرب، الأمر الذي بات ينذر بتفجر قريب داخل المخيمات".
واعتبر المصدر نفسه في حديثه لـ "أخبارنا" سكان مخيمات تندوف "فقدوا الثقة بشكل كامل في قيادة البوليساريو، التي باتت تحتجزهم داخل هذه المنطقة، بالإكراه، دون أن توفر لهم أدنى شروط العيش والكرامة".
هذا، ويشار إلى أن حركة "صحراويون من أجل السلام" المُنشقة عن جبهة البوليساريو الانفصالية، كانت قد وجهت رسالة مفتوحة إلى الدولة الجزائرية تطالبها فيها بـ "الضغط على البوليساريو من أجل التخلص من خطابها الراديكالي، وفتح نقاش جدي لإيجاد حل للأزمة الحالية التي تشهدها مخيمات تندوف والبحث عن حل تفاوضي للنزاع حول الصحراء".
وسجلت الجهة نفسها أنه "يجب على القادة الجدد للجزائر أن يأخذوا بعين الاعتبار، من وجهة نظر عالمية وموضوعية، أن معظم الصحراويين لا يشعرون بالفعل أن البوليساريو تمثلهم وأن نسبة عالية من مناضليهم قد غادروا صفوفهم، لأنهم لم يعودوا يؤمنون بإنشاء جمهورية مستقلة في ظل هذا النظام".
أخبار متعلقة :