مجلة مباشر الاخبارية

"بن عودة" تكشف خلفيات زيارة "تبون" الأولى لموريتانيا منذ 37 سنة

كانت آخر زيارة لرئيس جزائري لموريتانيا سنة 1987، حين زار الرئيس الراحل، الشاذلي بن جديد، مدينة نواذيبو الموريتانية على شاطئ المحيط الأطلسي لتدشين مصفاة نفط بها (مساعدة من الجزائر) وذلك في عهد الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع. 

وعلى الرغم من أن زيارة تبون المرتقبة لنواكشوط تأتي في إطار مشاركته في مؤتمر حول "التعليم وتشغيل الشباب" إلا أن متابعين يرون أن هذه الزيارة تحمل رسائل وتعكس حجم الاهتمام الجزائري بالشراكة مع موريتانيا.

وفي حديث خاص لـ"أخبارنا" حول الموضوع، قالت صريا بن عودة، المتخصصة في العلاقات الدولية، أن "الجزائر تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي وتوطيد علاقاتها مع دول الجوار كجزء من استراتيجيتها لتعزيز وضعها الإقليمي، ومحاولة الخروج من العزلة التي أضحت تعيشها، فزيارة تبون لموريتانيا، لا شك تحمل أبعادًا استراتيجية لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة، النقل، ومكافحة الإرهاب، بما يخدم مصالح البلدين ويعزز مكانة الجزائر في القارة الأفريقية، وفق ما تسوق الجزائر".

ومع ذلك، تقول المتحدثة، "لا يمكن فصل هذه الزيارة عن التوترات الإقليمية بين الجزائر والمغرب. والتي تأتي جزءًا من تحرك دبلوماسي لتحييد موريتانيا أو كسبها إلى جانب الجزائر في القضايا الخلافية، لا سيما قضية الصحراء الغربية". 

واختتمت المتحدثة تصريحها لـ "اخبارنا" بالتأكيد على أن "الجزائر تنفي أي نوايا "تحرش" بالمغرب، فإن مثل هذه الزيارات في ظل التوترات القائمة تُفسر غالبًا بأنها محاولة لإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية في المنطقة على حساب الطرف الآخر، ما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين".

هذا، ويرى المعارض الجزائري شوقي بنزهرة، أن السبب الحقيقي وراء زيارة تبون إلى موريتانيا هو موضوع الصحراء بعد سقوط بشار الأسد وفقدان البوليساريو الشبه مؤكد لتمثيليتها في دمشق ما يجعل موريتانيا آخر الدول العربية التي تفتح الباب أمام عناصر هذه الميليشيات للدخول إلى أراضيها (لا وجود لتمثيلية رسمية في نواكشوط).

أخبار متعلقة :