نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أطفال لبنان وسط الحرب.. منازل مهدمة وذكريات ضائعة, اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024 11:17 صباحاً
وسط ضجيج الحرب وأصوات الانفجارات، عاش أطفال لبنان واقعا مأساويا فرضته الحرب بين إسرائيل وحزب الله، التي باتت الآن متقطعة على خلفية وقف إطلاق النار.
وبدلا من طفولة هادئة مليئة بالضحك واللعب، وجد كثير من هؤلاء الأطفال أنفسهم بلا مأوى، فاقدين ليس فقط منازلهم بل أيضا ذكرياتهم التي شكلت جزءا من طفولتهم.
فالصور العائلية والألعاب وحتى الروائح المألوفة أصبحت أطيافا بعيدة، وبدلا من ذلك يعاني الكثير منهم كوابيس وقلقا مزمنا واضطرابات ما بعد الصدمة، حيث تختلط البراءة بالخوف.
ألم وصمود
تواصل موقع "سكاي نيوز عربية" مع أطفال لبنانيين من مناطق شهدت غارات إسرائيلية هدمت بيوتهم، ليحكوا قصصهم ببراءة وحزن.
فيقول شادي زين (9 سنوات) من بلدة شقرا جنوبي لبنان: "ليش صار هيك؟ شو عملنا؟ وين بدنا نروح؟".
بينما يتذكر ريان شعيب (11 سنة) من بلدة الشرقية قضاء النبطية، زوايا منزله قائلا: "كان عندي زاوية أرسم فيها، هلأ راحت! رح نرجّع بيتنا؟".
أما مريم (10 سنوات)، وهي سكان الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، فتصف المشهد قائلة: "كنا قاعدين ببيتنا وصار صوت قوي. بابا قال لازم نطلع بسرعة. حاليا نعيش عند خالتي بغرفة صغيرة. أشتاق لغرفتي وألعابي".
ويقول غدي (12 سنة) من سكان الحدث في الضاحية: " كل ذكرياتنا صارت حلما بعد انفجار قربنا قالوا إنها غارة عنيفة".
وتضيف شقيقته تالين (8 سنوات): "كنت أحتفل بعيد ميلادي لكن تركنا الكعكة وهربنا. الآن أخاف من أي صوت عال وأفتقد دميتي (لولو)".
أثر الصدمة
توضح الباحثة الاجتماعية الأكاديمية وهيبة الأميوني إن فقدان الأطفال منازلهم وأغراضهم "يترك أثرا عميقا في نفوسهم".
وتقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "فقدان الشعور بالأمان والتعلق بالأغراض الشخصية يجعلهم عرضة للكوابيس والقلق والاكتئاب".
وتشدد الأميوني على أهمية العلاج النفسي للأطفال من خلال:
- إعادة بناء الروتين اليومي وتنظيم مواعيد النوم واللعب.
- تشجيع التعبير عن المشاعر عبر الرسم أو اللعب.
- خلق بيئة آمنة توفر الاستقرار.
- إشراك الأطفال في أنشطة جماعية مثل الرياضة والفنون.
- الدعم المدرسي عبر برامج تعليمية تراعي ظروفهم.
- توعية الأهل على التعامل بحب وصبر مع أطفالهم.
دور المجتمع والمنظمات
ويشدد الخبراء على ضرورة تحرك المجتمع والمنظمات لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، وإعادة تأهيل المدارس والمراكز المجتمعية لتكون ملاذا آمنا لهم.
ويرى متخصصون أن "هؤلاء الأطفال بحاجة إلى بيئة تعيد لهم طفولتهم المفقودة، وتمنحهم الأمل بمستقبل أفضل".
وفي السياق ذاته، يقول الخبير التربوي نزار ملاح، إن "الأطفال يعيشون في صدمة ويحتاجون إلى أذن مصغية ومساعدة نفسية".
ويضيف ملاح لموقع "سكاي نيوز عربية": "كل طفل يحمل قصة ألم، لكن خلفها أمل في الشفاء (من الآثار النفسية) إذا قدمت له الرعاية المناسبة".
أخبار متعلقة :