في عالم يموج بالصراعات والتحديات، تظهر شخصيات تكرس حياتها لصنع السلام وتحقيق الاستقرار، قصة هذه السيدة المصرية التي يفخر بها كل مصري ليست مجرد حكاية نجاح، بل هي شهادة على قوة الإرادة والإيمان بقدرة الفرد على تغيير العالم من حوله.
بطلة الحكاية "أميرة أبو حسين" واحدة من الشخصيات الملهمة، خرجت من بداية متواضعة في مكتبة الإسكندرية، إلى أن أصبحت مديرة البرامج في المركز الدولي للدين والدبلوماسية بواشنطن، رسمت أميرة طريقها في مجال حل النزاعات وبناء السلام.
وصلت "أميرة" لحلمها بقلب مليء بالشغف وإصرار لا يلين، وتركت بصمتها في المجتمعات التي تحتاج إلى صوت العقل والحوار، ورفعت راية الأمل في مناطق مزقتها الصراعات الطائفية، وأصبحت مديرة البرامج في المركز الدولي للدين والدبلوماسية في واشنطن ، بقصة نجاح ملهمة لامرأة مصرية تجاوزت التحديات وكرست حياتها لبناء السلام وحل النزاعات.
بدأت حكايتها بعد حصولها على درجة البكالوريوس في الاقتصاد عام 2007، بدأت مسيرتها المهنية في مكتبة الإسكندرية، حيث شاركت في ورش تدريبية حول حل النزاعات وبناء السلام وتلك الورش كانت نقطة تحول في حياتها، حيث اكتشفت شغفها العميق بضرورة نشر ثقافة السلام وتمكين القادة المحليين من مهارات حل النزاعات بطرق سلمية وفعالة.
في عام 2010، أدركت أميرة الحاجة الملحة للعمل على أرض الواقع، فساهمت في تأسيس "منظمة الوساطة لتنمية المجتمع"، وهي منظمة غير حكومية تعمل على بناء السلام الاجتماعي ومنع العنف في المناطق التي تشهد نزاعات طائفية، خاصة في صعيد مصر، مثل المنيا وقنا وشغفها بهذا المجال دفعها للاستقالة من عملها بمكتبة الإسكندرية لتكرس كل وقتها لهذه القضية النبيلة، وفي عام 2015، حصلت أميرة على جائزة قيادات المجتمع المدني من مؤسسة المجتمع المفتوح، وهو ما مكنها من استكمال دراستها في الولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة الماجستير في حل النزاعات ولم تتوقف عند هذا الحد، بل تابعت شغفها بالتنمية الاقتصادية أيضًا وحصلت على ماجستير آخر في التنمية الدولية من جامعة برانديز في بوسطن.
أصبحت اليوم "أميرة" تدير برامج متنوعة في المركز الدولي للدين والدبلوماسية، حيث تعمل على حل النزاعات الدولية حول العالم، كما تشغل مناصب قيادية في عدة منظمات، بما في ذلك تحالف "Plus Peace"، وهي أيضًا سفيرة السلام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، وشاركت في مؤتمرات دولية عديدة، من بينها الأمم المتحدة في نيويورك، حيث تتم دعوتها كمتحدثة لخبرتها العميقة في بناء السلام والأمن.
عن سؤالها فيما يحدث في منطقة الشرق الاوسط بحكم انها ضمن النزاعات التي تحدث في العالم تقول أميرة لـ"البوابة نيوز" أنه جزء مهم من عملها فما يحدث سبب لها ما يحدث الكثير من الحزن والإحباط.
وتشعر بحزن أكبر عندما يقول لها شخص أنهم لا يستطيعون وقف تلك النزاعات بالرغم من محاولاتهم فهم يحاولون التأثير بالضغط على متخذين القرار وقادة العالم لوقف هذه الحروب، فما يحدث في غزة مر عليه عام وهذا الأمر مؤلم ومرهق ومن كثرة النزاعات الاخيرة في العالم نحاول دائما استعادة قوتنا من اجل اتخاذ اجراءات جديدة لمحاولة وقف هذا النزاع القاسي الغير انساني، فكل من يعمل بهذا المجال يتحتاج للكثير من ضبط النفس بسبب كثرة الصراعات ومن أجل اتخاذ قرارات سليمة والتواصل مع اصحاب القرارات مشيرة أن من يعملون معها من جنسيات مختلفة حول العالم من بينهم يهود وجميعهم ضد ما يحدث في هذا الصراع وجميعهم اجتمعوا على هدف واحد وواضح وهو رفض ما يحدث في فلسطين باي شكل، ومن ضمن عملهم حل نزاعات جميع الدول منها تشاد والكاميرون.
ومن الصعوبات التي واجهتها "أميرة" خلال رحلتها كانت في فترة الرئيس السابق دونالد ترامب في بدايتها كان هناك بعض الكراهية ضد المسلمين والعرب ومع قرب الانتخابات الرئاسية تشهد امريكا عدم استقرار ولكن هناك فرق بين السياسات والاشخاص فالشعب رافض مايحدث من اسرائيل مع فلسطين ولبنان ويطالب بالسلام حتى ان هناك الاف الطلبة تظاهروا في الجامعات وتاثروا رفضا لما يحدث في غزة ويطالبون بالعدالة والمساواة ووقف الحرب والضغط على الحكومة لوقف هذه الحرب حتى زملائها واصدقائها وجيرانها نفس الموقف.
وعن طبيعة عملها في حل النزاعات والصراعات مع زملائها أوضحت أن عملهم عبارة عن برامج كل برنامج له طريقة تدخل مختلفة فالاماكن التي فيها حروب اهلية فعلية نقوم بالتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني في البلد نفسها والحكومات وفي حرب فلسطين واسرائيل تدخلهم يكون عن طريق امريكا التي لها دور كبير في التوصل لايجاد طريقة بوقف هذه الحرب واجتماعات متكررة مع الامم المتحدة في محاولة الضغط لوقف هذه الحرب، لذلك تعتبر قصة أميرة أبو حسين هي قصة نجاح تبرز قوة الإرادة والتفاني في تحقيق تغيير إيجابي في المجتمعات التي تعاني من النزاعات، وتعد نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية في الساحة الدولية.
أخبار متعلقة :