نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسواق النفط "تحبس أنفاسها" انتظاراً لرد إسرائيلي على إيران, اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 01:03 مساءً
وارتفعت أسعار خام برنت بأكثر من 5 بالمئة لتبلغ عند التسوية 77.62 دولار للبرميل بعد أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين إن مثل هذه الخطوة قيد المناقشة رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل يوم الثلاثاء.
وعندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل في ضرب منشآت النفط الإيرانية، قال بايدن: "نحن في نقاش حول ذلك"، على الرغم من أن الرئيس الأميركي في تعليقه المقتضب واصل حديثه قائلاً: "أعتقد أن ذلك سيكون ضعيفاً على أي حال".
وفي الأيام الأخيرة، أجرى مسؤولون أميركيون كبار سلسلة من المحادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الحد من نطاق رد إسرائيل ومنع صراع إقليمي أوسع، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اطلع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" عليه.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون بأن رد إسرائيل سيكون مدروسا بدرجة كافية لتجنب إثارة جولات جديدة من التصعيد في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
إشارة قوية
وقال مسؤول أميركي إن المسؤولين الإسرائيليين يريدون إرسال إشارة قوية إلى إيران في حين يأملون في وضع حد للصراع. وحذر المسؤول الأميركي من أن إسرائيل لم تتخذ أي قرارات نهائية بعد.
تأتي الثقة الحذرة في أن إسرائيل ستخفف من رد فعلها في الوقت الذي أعلن فيه بايدن وحلفاؤه الغربيون علناً معارضتهم لأية ضربة على المنشآت النووية الإيرانية.
وكان مسؤولون أميركيون وإسرائيليون يناقشون احتمال توجيه إسرائيل ضربات لأهداف عسكرية وبنية تحتية للطاقة. وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن لا تتوقع المشاركة في الضربات.
وفي الوقت نفسه، يتزايد القلق بين حلفاء الولايات المتحدة من أن واشنطن تكافح من أجل التأثير على الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال دبلوماسي أوروبي إن إسرائيل طُلب منها الامتناع عن شن هجوم على البنية التحتية النفطية أو النووية الإيرانية، لكن لا يوجد ما يضمن أن البلاد ستلبي هذا الطلب.
وقال دبلوماسي كبير آخر في الاتحاد الأوروبي: "من المحزن أن نرى مدى ضآلة تأثيرنا على هذه الأحداث.. وهذا يضفي بعض التشاؤم والقدرية على مناقشاتنا بشأنها".
ونفى بايدن الخميس أن يكون للولايات المتحدة حق النقض على تصرفات إسرائيل، مضيفا أنه لا يتوقع ردا إسرائيليا فوريا يوم الخميس. وقال الرئيس الأميركي: "نحن لا نسمح لإسرائيل. نحن ننصح إسرائيل. ولن يحدث شيء اليوم".
وتأتي تصريحات بايدن في ظل مخاوف من اتساع رقعة الحرب. فقد بدأت إسرائيل توغلاً بريا للبنان يوم الثلاثاء بعد أسابيع من القصف المكثف، في حين واصلت حربها المستمرة منذ ما يقرب من عام في غزة.
وبعد أن أطلقت طهران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل مساء الثلاثاء ردا على الهجمات على حزب الله المدعوم من إيران ومقتل زعيمه حسن نصر الله، تعهدت إسرائيل بالرد.
وشنت إسرائيل الخميس عدة غارات جوية على بيروت، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل في منشأة طبية مرتبطة بحزب الله في قلب العاصمة اللبنانية، واستهدفت مبنى يستخدمه المكتب الإعلامي للحزب.
وارتفعت أيضا عقود خام غرب تكساس الوسيط، وهو مؤشر النفط الأميركي، بعد تعليقات بايدن، لتستقر عند 73.71 دولار للبرميل يوم الخميس، بزيادة 5.2 بالمئة.
صادرات النفط
وتصدر إيران نحو 1.6-1.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات، منها 1.5 مليون برميل يوميا تذهب إلى الصين، إلى جانب أكثر من 0.5 مليون برميل يوميا من المنتجات النفطية، وفقا لشركة إنيرجي أسبكتس الاستشارية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مديرة الأبحاث في شركة إنيرجي أسبكتس، أمريتا سين، إن أسعار النفط قد ترتفع بشكل كبير إذا ضربت إسرائيل مصافي التكرير الإيرانية وإذا ردت طهران بمهاجمة حقول نفط ومصافي أخرى في المنطقة.
وشهدت أسواق النفط العالمية تقلبات منذ بداية الأسبوع بسبب تصاعد التوترات، مع احتمال حدوث اضطرابات في صادرات الطاقة.
ومع ذلك، فإن نقص الطلب من الصين، فضلاً عن وجود أكثر من 5 ملايين برميل يومياً من الطاقة الفائضة لدى منتجي أوبك+ والتي يمكن استخدامها إذا تم خفض الإمدادات الإيرانية، قد ألقى بثقله على السوق.
مشهد غامض
في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أشار خبير اقتصاديات الطاقة المقيم في لندن، نهاد إسماعيل، إلى أن المشهد الحالي بأسواق النفط يتسم بالغموض والارتباك؛ نظرًا لعدم اليقين بشأن توقيت توجيه ضربة عسكرية محتملة للمرافق النفطية في إيران.
وأضاف إسماعيل: "هذا يثير عديداً من التساؤلات: هل ستكون الضربة جزئية ورمزية كتحذير أو رسالة سياسية لإيران؟ أم أنها ستشمل قصفًا مدمرًا للحقول النفطية، وخطوط الأنابيب، والبنية التحتية الإنتاجية، ومرافق الشحن، وموانئ التصدير؟"
أوضح أن إيران تمتلك أكثر من 100 حقل نفطي وما يزيد على 40 حقل غاز، بما في ذلك الحقول البحرية، مضيفًا: "لكن هل سيتم استهداف معظم هذه الحقول؟ وهل ستشمل الضربات مصافي التكرير أيضًا؟". وأشار إلى أن إيران تواجه صعوبات في تأمين احتياجاتها المحلية من المنتجات المكررة، متسائلًا عن تأثير سيناريو تعطيل الإنتاج والتصدير بالكامل، حيث من المتوقع أن تخسر الأسواق العالمية في هذا السيناريو كميات كبيرة من النفط يوميًا، استنادًا إلى الأرقام الرسمية.
وأكد أنه في حالة حدوث تعطيل جزئي، فإن السعودية والإمارات يمكنهما تعويض هذا النقص بفضل القدرة الإنتاجية غير المستغلة لدى "أوبك"، مشيرًا إلى أن هذه التطورات قد ترفع أسعار النفط بمقدار 10 دولارات للبرميل، ليصل خام برنت إلى مستويات منتصف الثمانينات، وخام غرب تكساس الوسيط إلى أوائل الثمانينات.
وتناول خبير اقتصاديات الطاقة السيناريو الأكثر خطورة، والمتمثل في محاولة إيران الانتقام عبر إغلاق مضيق هرمز، الذي يُعتبر مسارًا بحريًا حيويًا لصادرات النفط والغاز من منطقة الخليج. وأوضح أن هذا السيناريو ستترتب عليه تأثيرات جيوسياسية واقتصادية عالمية، وقد يدفع أسعار النفط إلى مستويات مرتفعة للغاية، تتراوح بين 120 و150 دولارًا للبرميل.
أبرز السيناريوهات
في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، توقع المستشار في شؤون الطاقة مصطفى البزركان استمرار ارتفاع أسعار النفط الذي بدأ مطلع هذا الأسبوع، مضيفاً: أسعار النفط قد تتجاوز حاجز 80 دولارًا للبرميل إذا قامت إسرائيل بتوجيه ضربة لمنشآت نفطية إيرانية، إلا أن العامل الأهم هو كيفية رد الفعل الإيراني المحتمل.
وأوضح: "السؤال الرئيسي هو هل ستكتفي إيران بتحمل الضربة دون رد فعل، أم سيكون لها رد؟ وفي حال الرد، ما هو نوعه؟ هل ستستهدف منشآت تكرير النفط أو حقول الغاز البحرية في المياه الإسرائيلية، أم ستتوجه نحو أهداف أخرى؟".
وأشار البزركان إلى أن السيناريو الذي قد يدفع أسعار النفط لتتجاوز 100 دولار للبرميل هو إذا أقدمت إيران على عرقلة الملاحة عبر مضيق هرمز، وهو السيناريو الذي لا ترغب فيه الدول المنتجة أو المستهلكة للنفط نظرًا لتداعياته الكبيرة على الأسواق العالمية.
التوترات وأسعار النفط
من جانبها، أكدت أستاذة الاقتصاد والطاقة بالقاهرة، الدكتورة وفاء علي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن التوترات الجيوسياسية تمثل العامل الرئيسي في تحركات أسواق النفط، خصوصًا مع تصاعد التهديدات المتبادلة.
وأضافت أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول الرد على إيران، وكذلك مناقشة الرئيس الأميركي لضربة محتملة ضد المنشآت النفطية الإيرانية، تزيد من حالة الغموض في الأسواق.
وأوضحت أن ردود الفعل في منصات التداول كانت سريعة، لتسجل أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا، وصولًا إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهر. وأضافت أن الأسواق كانت في ترقب، وحين تصاعدت التوترات إلى تهديدات جدية بشأن تدمير منشآت النفط الإيرانية، وصلت الأسعار حاجز 75 دولارًا للبرميل. وتوقعت أن هذا المستوى سيؤثر بشكل مباشر على كافة مناحي الحياة، مما يعيد التضخم إلى الواجهة ويغير التوازنات الاقتصادية والسياسية، خاصة مع استمرار "أوبك بلس" في خفض الإنتاج الطوعي.
وأشارت إلى أن الخطر يكمن في استمرار إيران بتصدير كميات كبيرة من النفط يوميًا، رغم العقوبات، حيث يتم ذلك عبر ماليزيا إلى الصين ودول أخرى. وأوضحت أن عائدات تلك الصادرات تشكل حصة كبيرة من الإيرادات الإيرانية، وأن ارتفاع المخاطر الجيوسياسية سيؤدي إلى زيادة علاوة المخاطر على أسعار النفط.
وأكدت أن الأسواق تسعّر نفسها وفقًا لتطورات الصراع، وأن الاحتمالات تشير إلى سيناريوهات متباينة للاحتدام، مضيفة: "التحذيرات واضحة، فالعالم يواجه خطر الدخول في ركود اقتصادي إذا تطورت الأوضاع إلى حرب شاملة، وهو سيناريو سيشكل كارثة بكل المقاييس، وسيجعل التضخم أكثر ضراوة من أي وقت مضى".
قفزات مرتقبة
في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أكد مستشار المركز العربي للدراسات والبحوث ورئيس منتدى تطوير الفكر العربي للأبحاث، أبو بكر الديب، أن توجيه ضربة لمنشآت النفط الإيرانية سيؤدي إلى انفتاح المنطقة على صراع غير محدد العواقب.، موضحاً أن إيران تعد لاعبًا رئيسيًا في سوق النفط وتتمتع باحتياطات كبيرة، مما يجعلها عنصرًا حاسمًا في هذا السياق.
وأشار الديب إلى أن استهداف المنشآت النفطية الإيرانية سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط. وأكد أن أي رد فعل محتمل من إيران قد يستهدف منشآت نفطية وغازية في إسرائيل أو حتى أهداف أمريكية، مما سيؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة التي تحتضن نسبة كبيرة من احتياطات النفط العالمية.
كما أضاف الديب أن هناك سيناريوهات متعددة تعتمد على طبيعة الضربة، سواء كانت محدودة أو مؤلمة، مشيرًا إلى أن إيران قد ترد على ذلك باستهداف منشآت حيوية في إسرائيل. وأوضح أن هذا السيناريو قد يقود منطقة الشرق الأوسط نحو الهاوية، مما قد يدفع أسعار النفط إلى تجاوز 150 دولارًا للبرميل، إلى جانب ارتفاع أسعار الغاز، نظرًا لأن المنطقة تعد مصدرًا رئيسيًا للطاقة وتتحكم بشكل كبير في حجم التجارة الدولية. لذا، فإن أي سيناريو للحرب سيؤدي حتمًا إلى قفزات كبيرة في أسعار النفط.
أخبار متعلقة :