وقال : إن كوكب الأرض يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة، بدءًا من درجات الحرارة القياسية ووصولًا إلى المخاطر المناخية المتصاعدة التي تهدد الاستقرار العالمي، وفي هذه اللحظات التاريخية، تخطو المملكة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله- إلى الأمام برؤية وعزم، وتقود الجهود نحو مستقبل مستدام، حيث تأتي مبادرة السعودية الخضراء في صميم هذه الجهود التحويلية، وهي إستراتيجية وطنية شاملة تضم أكثر من ثمانين مبادرة تهدف إلى الحد من الانبعاثات الكربونية، وتوسيع رقعة المساحات الخضراء، وحماية بيئتنا.
وأضاف أن سدايا تعمل على مراقبة 4 مليارات متر مربع من المناطق الحضرية في الرياض من خلال تحليل 540 غيغابايت من بيانات صور الأقمار الاصطناعية التي يتم تحديثها سنويًا من خلال المنصة الوطنية للمدن الذكية (SmartC) وذلك في إطار المهام الموكلة لسدايا بوصفها المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي.وعرّج معاليه خلال كلمته على أبرز الخدمات الرقمية التي أسهمت في التحول الرقمي للخدمات الحكومية وتمكين المواطنين من خلال العديد من المنصات الحكومية، مثل: التطبيق الوطني الشامل (توكلنا) الذي يخدم أكثر من 32 مليون مستخدم، ويعالج بنجاح ما يصل إلى (1) مليار معاملة يوميًا، ومنصة النفاذ الوطني الموحد (نفاذ) والتي تعالج أكثر من (3) مليارات معاملة رقمية، مما أسهم في توفير نحو 260 ألف زيارة إلى مراكز الخدمة يوميًا، والمنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان) التي تُسهم في تنفيذ 1150 مشروعًا بيئيًا بالشراكة مع 480 جمعية خيرية، والسحابة الحكومية (ديم) التي دمجت 260 مركز بيانات، مما أدى إلى تقليل استهلاك الطاقة بمقدار 64 ميغاوات، مما أسهم في القضاء على ما يقدر بنحو 600 ألف طن من انبعاثات الكربون.
وتطرق معاليه إلى النجاح الذي حققه كل من مركز التميز للذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة (AIEWA) الذي طور نماذج تدعم مبادرتنا الطموحة التي تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة، و مركز الذكاء الاصطناعي للطاقة (AICE) من خلال تطوير أنظمة لمراقبة الانبعاثات، وهذا بدوره ساعد القطاعات الصناعية على تقليل تأثيرها البيئي، ويسهم في مبادرة السعودية الخضراء لخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.
ولفت النظر إلى أن الذكاء الاصطناعي أسهم في تطوير قطاع الطاقة المتجددة، ويعد هذا الابتكار خطوة مهمة تدعم رؤية المملكة لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 50% بحلول عام 2030.
واختتم معاليه كلمته بدعوة الجميع للانضمام إلى الجهود التي تبذلها المملكة من أجل الحفاظ على كوكب مزدهر لخير البشرية، مشددًا على التزام سدايا بتعزيز الاستفادة من البيانات والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص.