نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحلة استمرت 3 عقود .. من مهاجر يعمل في تنظيف السجاد إلى ملياردير قبل عمر 50 عاماً, اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 03:13 مساءً
هاجر "توماس جورني" من موطنه بولندا إلى الولايات المتحدة عام 1996 سعياً وراء حلم تأسيس عمل تجاري في مجال التكنولوجيا، تاركاً دراسته الجامعية في إحدى الجامعات الألمانية قبل بضعة أشهر على التخرج.
كان "جورني" يطارد حلم النجاح في خضم ثورة الإنترنت التي اجتاحت الأسواق المالية العالمية آنذاك، لكن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن، وشهدت مسيرته مزيجاً من الإخفاقات المضنية، والنجاحات الباهرة التي جعلته يتمتع بثروة تتجاوز المليار دولار في الوقت الراهن.
سافر "جورني" إلى الولايات المتحدة بعد تلقي دعوى من أحد اصدقائه لمساعدته في تأسيس شركة لاستضافة المواقع الإلكترونية في لوس أنجلوس، حاملاً معه كافة مدخراته التي ناهزت 15 ألف دولار.
أوضح "جورني" الذي يبلغ من العمر 49 عاماً في لقاء مع شبكة "سي إن بي سي"، أن مدخراته استنزفت بسرعة على تغطية تكاليف السكن، واستخراج تأشيرة العمل، وشراء سيارة متهالكة تعطلت في غضون أشهر قليلة.
ولم تكن شركته الناشئة التي سماها وشريكه "إنترنت كوميونكيشنز" تدر أي أموال بعد، ما اضطره للعمل ليلاً وخلال العطلات الأسبوعية في تنظيف السجاد، وركن السيارات.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
قال "جورني" أنه كان يعمل في هذه المرحلة لما يصل إلى 100 ساعة أسبوعياً في 3 وظائف مختلفة لتغطية تكاليف الإيجار والمواصلات، وكان يتبقى له 3 دولارات فقط للإنفاق على الطعام والضروريات الأخرى.
رحلة المليون والعودة لنقطة الصفر
شهدت الشركة الناشئة التي أسسها "جورني" نمواً بطيئاً في بداية الأمر، لكن ثورة الإنترنت جعلت كافة الشركات على مستوى العالم بحاجة للمساعدة في بناء موقع لها على الإنترنت، لذا كانت "إنترنت كوميونكيشنز" هدفاً للاستحواذ في مراحلها المبكرة.
وبالفعل، استحوذت شركة تدعى "إنترليانت" على الشركة الناشئة عام 1998 مقابل نحو 6 ملايين دولار، كان نصيب "جورني" منها أكثر من مليون دولار في صورة أسهم كونه صاحب حصة أقلية فيها.
لكن " إنترليانت" طرحت أسهمها للاكتتاب العام سنة 1999، وتضاعفت قيمة حصة "جورني" إلى عدة ملايين من الدولارات نتيجة لذلك.
تحولت حياة "جورني" إلى النقيض في غضون 3 سنوات فقط على هجرته لأمريكا بعد الصفقة، واشترى سيارة بـ 40 ألف دولار، واستطاع شراء منزل بواسطة قرض رهن عقاري، وأعاد استثمار باقي ثروته في شركة جديدة متخصصة في الإعلان عبر الإنترنت.
لكن انهيار فقاعة الـ "دوت كوم" عام 2001 أدى إلى فشل شركته الجديدة، وانهيار قيمة أسهمه المتبقية في "إنترليانت" إلى 6 آلاف دولار فقط بسبب إفلاس الشركة، وبات لا يستطيع سداد أقساط قرض الرهن العقاري.
حاول "جورني" في هذه المرحلة من الاضطراب المالي العثور على مصدر دخل يوفر له 5 آلاف دولار شهرياً كي يستطيع تلبية احتياجاته الأساسية، لذا قرر بيع ما بقي معه من أسهم بعد انهيار قيمتها، واستثمار المبلغ في شراء خادمين للإنترنت.
استثمارات جديدة ورحلة المليار دولار
كان هذين الخادمين نواة لتأسيس مشروع جديد يدعى "آي باور" لتطوير أدوات برمجية تمكن الأشخاص من بناء مواقع إنترنت خاصة بهم دون معرفة تقنية كبيرة.
ورغم اضطراب السوق التكنولوجية بعد أزمة عام 2001، كان لا يزال الكثير من الأشخاص والشركات ينضمون لعالم الإنترنت للمرة الأولى، ما ساعد "آي باور" على تأسيس قاعدة من آلاف العملاء في غضون أشهر قليلة، وباتت واحدة من أسرع شركات استضافة الويب الأسرع نمواً في أمريكا.
وبفضل نجاح "آي باور"، استطاع "جورني" عام 2006 تأسيس شركة جديدة تدعى "نيكستيفا - Nextiva " متخصصة في مجال خدمات الاتصال بين الشركات والمؤسسات تعتمد على تقنيات الحوسبة السحابية.
باع "جورني" شركة "آي باور" عام 2007 لشركة "إنديورانس إنترناشيونال" المتخصصة في خدمات تكنولوجيا المعلومات مقابل 100 مليون دولار، وتفرغ لإدارة " نيكستيفا" التي ساهمت في تجاوز صافي ثروته اليوم مستوى مليار دولار.
أرجع "جورني" نجاح " نيكستيفا" إلى قوة قاعدة عملائها التي تشمل أكثر من 100 ألف شركة، وحصلت على 200 مليون دولار في آخر جولة تمويلية من "جولدمان ساكس"، ما يعكس ثقة المقرض الأمريكي في نموذج أعمالها وآفاق نموها، وقُدرت قيمتها السوقية في الآونة الأخيرة بنحو 2.7 مليار دولار.
المصدر: سي إن بي سي