لا شك أن سوق العملات الرقمية اليوم بات سوقًا متواجدًا، وبقوة ولديه العديد من المتداولين حول العالم، حيث على مدار السنوات الماضية التي بدأ بالظهور فيها، استطاع أن يحصد نموًا ملحوظًا، وبمرور الوقت أصبح من أسرع الأسواق المالية نموًا على المستوى العالمي.
يعزي هذا النمو الملحوظ إلى الابتكارات التكنولوجية التي أدخلت تغييرات جذرية على الاقتصاد العالمي، وفيها برزت العملات الرقمية كبديل للعملات التقليدية ومن بين هذه الأدوات المالية تأتي عقود الفروقات (CFDs) كوسيلة شائعة لتداول العملات الرقمية.
في التقرير التالي، سنأخذكم في جولة تثقيفية نتعرف فيها على ما هي عقود الفروقات في تداول العملات الرقمية، وكيفية يتم العمل بها، وما هي المخاطر والفوائد التي يمكن تحصيلها من ورائها، بالإضافة إلى ما هو الحكم الشرعي لاستخدام آلية التداول هذه، فابقوا معنا.
ما هي عقود الفروقات (CFDs)؟
عندما نتحدث عن تداول عقود الفروقات عند تداول العملات الرقمية، يجب أن نتعرف في البداية على ما هي عقود الفروقات (CFDs) ؟ في المجمل هي أدوات مالية مشتقة تُتيح للمستثمرين التداول على تحركات أسعار الأصول المختلفة دون الحاجة إلى امتلاك الأصل بشكل فعلي بين يدهم، ويمكن استخدام آلية التداول هذه في أي سوق تداول، وليس شرطًا في سوق العملات الرقمية فقط، لأنه يمكن للمتداولين تداول عقود الفروقات على الأسهم المؤشرات السلع، إلخ…
في حالة تداول عقود الفروقات على العملات الرقمية، فهنا يتم التعامل مع التحركات الخاصة بأسعار العملات الرقمية المختلفة، ولكن دون امتلاك هذه العملات بشكل فعلي، ويتم تحقيق الربح والخسارة في هذا التداول بناءً على التغير الذي يشهده سعر الأصل من بداية العقد وحتى النهاية.
كيف تعمل عقود الفروقات في تداول العملات الرقمية؟
عندما يقوم المتداول بفتح صفقة على عقود فروقات العملات الرقمية، فإنه يقوم بتوقيع عقد مع الوسيط المالي على الفرق بين السعر الحالي للأصل وسعره عند إغلاق الصفقة.
-
مثال على ذلك/
في حالة تداول عقود الفروقات على عملة البيتكوين الرقمية، فإذا كان سعرها 20.000 دولار عند فتح العقد، وارتفع هذا السعر إلى 22.000 دولار عند تم إغلاق الصفقة في هذه الحالة يحقق المتداول ربح وهو المتمثل في فارق السعر الزائد ما بين فتح الصفقة وإغلاقها، وعلى عكس ذلك في حالة إنخفاض السعر وليكن بات البيتكوين بـ 18.000 دولار عندما يتم إغلاق الصفقة، ففي هذه الحالة يتكبد المتداول خسارة مالية.
من الجدير بالذكر، أن أحد الأسباب التي تجعل عقود الفروقات شائعة عند تداول الأصول المالية، وليس العملات الرقمية فقط هو القدرة على التداول برافعة مالية، والتي هي الأخرى عبارة عن أداة مالية تمكن المتداول من القيام بفتح صفقات تداول برأس مال أكبر من رأس المال الفعلي المتاح لديهم، مما يمكنهم من زيادة فرص الربح لديهم، ولكن على الجانب الآخر أيضًا، يزيد هذا من حجم المخاطر التي يمكن أن يتعرضون لها، حيث يمكن أن تؤدي تحركات الأسعار الغير متوقعة إلى خسائر مالية كبيرة.
كيف يمكن تداول عقود الفروقات للعملات الرقمية؟
من أجل تداول عقود الفروقات للعملات الرقمية، هناك مجموعة من الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها، وتتمثل في التالي.
اختيار وسيط تداول موثوق
مهما كان نوع الأصل المالي الذي ستداول عليه، يجب أن تختار وسيط تداول موثوق ومرخص، فهي من أولى خطوات التداول التي يجب الالتفات لها، وأهمها، ويجب أن يوفر هذا الوسيط منصة لتداول عقود الفروقات على العملات الرقمية، ومن الضروري مراجعة سمعة الوسيط داخل السوق، والتأكد من كونها جيدة، وأيضًا النظر إلى التراخيص التي يحملها هذا الوسيط ومراجعة الهيئات الرقابية الصادرة منها، والتأكد من كونها هيئة رقابية معترف بها على مستوى عالمي، وأن التراخيص نفسها حقيقية، وليست مزورة عن طريق مراجعة كل هيئة تدعي شركة الوساطة أن الترخيص خرج منها.
من أشهر شركات الترخيص المعروفة في سوق المال والمعترف بها عالميًا هي هيئة السلوك المالي (FCA) في المملكة المتحدة أو هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية (CySEC).
-
تنويه
بجانب التأكد من تراخيص الوسيط المالي يجب مراجعة الرسوم التي يفرضها على التداول، والرافعة المالية المتاحة لديه، وأدوات التحليل التي يقدمها، وطبيعة منصة التداول التي يوفرها، وهل هي سلسة في التعامل أم لا؟ وغيرها الكثير من التفاصيل التي سترسم آلية تداولك معه بالمستقبل، وهل هي مناسبة لطموحاتك ورغباتك أم لا؟
فتح حساب تداول
بعد الاستقرار على وسيط التداول الذي ستتعامل معه، تأتي الخطوة التالية، وهي فتح حساب تداول مع هذا الوسيط، ويتم ذلك عن طريق تقديم المعلومات المالية والشخصية اللازمة ومستندات التحقق من الهوية، كجاوز السفر أو بطاقة الهوية، وإثبات العنوان وفاتورة الخدمات، وقد تختلف التفاصيل المطلوبة من وسيط لأخر، ولكن في المجمل يتم طلب المعلومات الأساسية التي تثبت هوية المتداول الراغب في الاشتراك مع منصة التداول التي يقدمها الوسيط.
إيداع الأموال
بمجرد الموافقة على التفاصيل التي أرسلتها وفتح حساب التداول الخاص بك، لكي تتمكن من البدء في التداول أنت بحاجة إلى إيداع الأموال بداخل هذا الحساب، وهناك أكثر من آلية إيداع وكل وسيط لديه طرق الإيداع الخاص به، ومن اشهرها التحويلات البنكية، بطاقات الائتمان، أو خدمات الدفع الإلكتروني مثل PayPal. ومن خلال هذه الأدوات ستقوم بشحن رصيدك على الحساب بالحد الأدنى المطلوب للإيداع.
اختيار العملات الرقمية للتداول
أنت الآن جاهز لتداول العملات الرقمية، كل ما سيكون مطلوب منك هو اختيار العملات الرقمية الذي تريد التداول عليه، والعملات الأكثر شيوعًا في هذا السوق البيتكوين، الإيثيريوم، اللايتكوين، والريبل. واعتمادًا على التوقعات التنبئية الخاصة بتحركات الأسعار يمكنك فتح صفقة شراء إذا كنت تعتقد أن السعر سيرتفع أو صفقة بيع إذا كنت تتوقع أن السعر سينخفض.
فتح الصفقة
بمجرد تحديد العملة الرقمية التي تريد التداول عليها، يمكنك فتح الصفقة بسهولة، ولكن ستكون مطالب أولًا بتحديد حجم الصفقة التي تريد فتحها، وهذا بالطبع بناءً على مقدار المال الذي ترغب في المخاطرة به، والذي بالتأكيد يختلف من متداول إلى آخر.
إدارة المخاطر
من أهم الأمور التي يجب الانتباه لها عند تداول عقود الفروقات هو إدارة المخاطر، ولكي تتمكن من ذلك يمكن استخدام أدوات مثل أوامر وقف الخسارة (Stop Loss) لتحديد الحد الأقصى للخسارة التي يمكنك تحملها. وفي هذه الحالة إذا وصلت خسارتك إلى مستوى معين، سيتم إغلاق الصفقة تلقائيًا لتجنب المزيد من الخسائر، يمكن الاستعانة بخدمات تضم التداول الخوارزمي لادارة المخاطر بشكل اوتوماتيكي.
إغلاق الصفقة
بعد الوصول إلى الربح المراد تحقيقة يمكن غلق الصفقة، وعندها سيتم حساب الفرق بين سعر فتح الصفقة وسعر إغلاقها لتحديد مقدار الربح أو الخسارة.
الحكم الشرعي لتداول عقود فروقات تداول العملات الرقمية؟
في الحقيقة الحكم الشرعي لتداول عقود الفروقات حرام، حيث يتم تحريمها بصورة مطلقة من كافة علماء الدين، ومجمع الفقه الإسلامي، ولم يتم تحريم فقط تداول العقود مقابل الفروقات بل ايضًا كل ما يتشابه مع نفس فكرة عقود الفروقات ويمكن إبرامها عند التداول.
في النهاية كانت هذه التفاصيل المتعلقة بعقود فروقات تداول العملات الرقمية، وكيف تتم وحكم الشرع فيها؟ نتمنى ان تكون الصورة قد وضحت بشكل كامل.
0 تعليق