نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"راحت عليك" أهم عروض أضاءت موسم الأوبرا, اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 04:40 مساءً
الذي أزدهر في عشرينيات القرن الماضي. كما أنه ليس من الأعمال التي سبق إحياؤها عن طريق الإذاعة مثل بعض الأعمال الاخري لسيد درويش أو غيره. وإنما يقدم لأول مرة إنها عملية إحياء كاملة قام بها د.محمد عبدالقادر أستاذ الغناء في كلية تربية موسيقية. الذي سبق أن قدم "البروكة" العام الماضي علي مسرح الجمهورية.. الفرق بينهما أن "البروكة" سبق تقديمها سواء في المسرح أو الإذاعة.
أما "راحت عليك" لأول مرة. وهنا تأتي أهميتها وأيضا صعوبة إعدادها كما سوف يتضح في السطور التالية:
العمل يمثل تعاوناً بين كلية التربية الموسيقية وعميدتها النشيطة د.شيرين عبداللطيف ودار الأوبرا المصرية برئاسة د.لمياء زايد ومدير مهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية د.خالد داغر الذي سوف يحسب له تقديم هذا العمل ضمن عروض المهرجان.
"راحت عليك" قدمتها فرقة علي الكسار في 9 يونيو عام 1920عن أوبريت "المغول العظيم" للمؤلف الفرنسي أدموند أودران. قام بالتعريب وكتابة الأشعار أمين صدقي1890/1944 والعمل عنوانه الاصلي "راحت عليك ما تروح بقي تقشر ذرة". وتدور أحداثه في مدينة هندية يصل إليها عن طريق البحر حاوي مصري تساعده ابنته "بدر" في العروض ويقع في حبها ولي العهد الامير الهندي وأيضا رجل امريكي "باولو" ولكنها ترفضه وكان من عادات هذه البلاد أن ولي العهد يلبس عقداً أبيض وإذا بلغ سن الرشد ولم يتغير لونه يؤكد هذا عدم انحرافه ويستحق إمارة البلاد ويتضح أن قصة العقد وهمية يراد بها حماية أولياء العهد من الانحراف. وتقوم ابنة عمه "غندورة" بالتعاون مع الامريكي والوزير "زرزور" لعمل مكيدة وسرقة العقد. ثم تنكشف الحيلة ويتزوج الأمير من ابنة الحاوي.
العمل عاد مرة أخري. ولكن بمفردات العصر الحالي من الديكور والإضاءة والحركة المسرحية. التي يجب تحيتهم لأنهم فهموا تماماً الفترة التاريخية. فلم نجد استعراض غير مبرر في الإضاءه والديكور. ووفق فريف العمل عبدالمنعم صبري "ديكور" وياسر شعلان "إضاءة" وهالة محمود "ملابس" ومهدي السيد "إخراج". جميعا نجحوا في تقديم رؤية بصرية متميزة تناسب العمل. وجاءت الحداثة في تغيير المناظر التي جاءت بسيطة ومعبرة ويحسب للمخرج تقديم الافتتاحية بمشاهد سينمائية سريعة لخصت العمل ثم جاءت السفينة المتحركة مع بداية الحوار السردي ليعلم المتفرج أن الحاوي وابنته جاءوا من مصر إلي الهند ويحسب للمخرج أيضا الحركة المسرحية المتميزة. خاصة في المجاميع "كورال العاصمة" التابع لكلية تربية موسيقية. التي يلعب دوراً مهماً في الناحية الغنائية ويمثل البطل الحقيقي في هذا العرض في التمثيل والغناء.
العمل من الناحية الموسيقية والغنائية للأسف الشديد جاءت مسجلة "بلاي باك" يتضمن افتتاحية و18 أغنية منها اغنيتان من ألحان كامل الخلعي "يالا ياحاوي" و"مين انت يا روحي".
لم يشتهر منه إلا أغنية "والله تستاهل يا قلبي". أما النص السردي لم يتم العثور عليه. وهنا يأتي دور د.محمد عبدالقادر كما سبق أن ذكرنا. الذي اتضح من خلال بحثي في مفردات هذا العمل أنه استعان بكل ما توفر من مصادر سواء مدونات من جمعية سيد درويش التي يديرها حفيده محمد حسن درويش والتسجيلات التي سجلها سيد مصطفي بصوته دون مصاحبة موسيقية أو المدونات التي نشرت في لجنة التراث بالمجلس الأعلي للثقافة. وربما هناك مصادر أخري توصل إليها. واضح أنه جمع كل ذلك ليقدم رؤية موسيقية مقصود بها الإحياء. حيث تحمل عبء السيناريو وكتابة الحوار السردي الذي لم يتم تسجيله ولم يتم العثور عليه وكان موفقاً. جاء حواراً يناسب الأشخاص وأيضا العصر التي أُنتجت فيه الرواية. كما قام بتدريب المطربين علي الألحان وإخراج الموسيقي والأغاني المدونة إلي النور.
وكما حدث في الرؤية البصرية نجد الرؤية الموسيقية التي عبر عنها بالتوزيع الموسيقي فراس نوح جاء حريصاً علي فكرة الإحياء دون مبالغة في التناول الموسيقي وكان واضحاً في التوزيع الأوركستر إلي الذي تتضمن الحداثة بحذر وحافظ علي اللحن "الميلودي" مما يؤكد أن فكرة الإحياء هي هدف د.محمد الذي يستحق عليها كل التحية. حيث تم تقديم العمل كما كان في زمنه. أما الأغاني فكان معظمها علي مقامات شرقية وتنوعت بين الغناء الفردي والدويتو والجماعي وقد كان هناك حسن اختيار للأصوات التي حازت علي إعجاب الجماهير ونالت التصفيق من هذه الأغاني علي سبيل المثال أغنية "عيدوز أطط ياواد انت وهو" واغنية "بكرة يابنتي" من أداء الحاوي الذي قام بدوره هاني عبدالناصر الذي أري انه من أسباب نجاح هذا العمل. حيث جمع بين التفوق في التمثيل والغناء. ويمتلك صوتاً لامعاً قادراً علي التنوع في الاداء حريص علي وضوح مخارج الألفاظ ايضا نجح أحمد عفت في دور الامير وفي الأغاني مثل أغنية "يا سلام لو ماكنش أفهم" أو غنائه مع سمية وجدي ابنة الحاوي دويتو "مين زي مين اسعد مني". كما تفوقت المجموعة التي لها نصيب كبير من الأغاني منها "اتفوه علي كل خاين" وتفوقت ايضا صابرين النجيلي في التمثيل والغناء في دور غندورة ومحمد أمين في دور زرزور ومحمد حمدان في دور الأمريكي باولو وتفوق في تمثيل صبي الحاوي فصيح يوسف طارق وكان لحن الختام "راحت عليك" الذي وقف الجميع يشدو به ومعهم الجمهور خير ختام لهذا العمل الجريء. الذي عبر في حواره السردي وأغانية عن فكر سيد درويش والفترة الزمنية التي تم إنتاجه فيها.
كلمة أخيرة للدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الذي شهد جزء من العرض. مطلوب أن يقدم هذا العرض بمصاحبة موسيقية وأن تمتد العروض عدة أيام وهذا ليس جديداً علي دار الأوبرا. فقد سبق أن قدمت لدرويش "شهر زاد" وأوبريت "ليلة من ألف ليلة" لأحمد صدقي ونتمني الاهتمام بالمسرح الغنائي الذي يميزنا وكفانا أغاني فردية تفوقت فيها بنجومنا دول الجوار.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق