نعيش ونفتكر.. الفنان القدير فاخر فاخر

برع فاخر فاخر في تقديم أدوار الشر التي كانت مليئة بالتعقيد والحيلة، لكنه في نفس الوقت كان قادرًا على تجسيد الشخصيات الطيبة ببراعة، مُظهرًا الحس الإنساني في كل مشهد.

لم يكن أداؤه محصورًا في الأدوار التقليدية بل امتد إلى تقديم الشخصيات الكوميدية بطريقة فريدة، حيث استطاع أن يضفي على الشخصيات الكوميدية طابعًا خاصًا لم يكن مجرد ضحك سطحي، بل كان يستند إلى أداء حقيقي وأصيل ينبع من شخصيته الفنية الرفيعة. كانت قدرته على التحول السلس بين هذه الأدوار المتنوعة تمثل أحد أسرار تميزه في الساحة الفنية، حيث لم يكن ينحصر في قالب واحد بل كان يقدم كل شخصية كما لو كانت عالمًا جديدًا يكتشفه المشاهد معه.

من خلال أدائه المتقن، نجح فاخر فاخر في أن يكون معلمًا للأجيال التي جاءت بعده في كيفية الإلمام بتفاصيل الشخصية، وقدرة الفنان على الغوص في أعماق كل دور ليخرجه للمتفرج بأعلى درجات الإقناع.

فاخر فاخر ولد في 3 مارس 1912 في قرية الدوير التابعة لمركز صدفا بمحافظة أسيوط. كان من أسرة رفضت دخوله عالم الفن، لكن الفنان أحمد علام اكتشف موهبته الفنية، ودفع به للعمل في مسرح رمسيس، حيث قدم العديد من المسرحيات الناجحة مثل "شجرة الدر"، "غرام لص"، و"في بيتنا رجل".

اتجه فاخر فاخر إلى السينما بعد تركه لفرقة رمسيس، وأصبح له حضور مميز في العديد من الأفلام المصرية من أبرزها "آخر فرصة"، "المعجزة"، "شفيقة القبطية"، و"اللص والكلاب".

كانت شخصية وكيل النيابة واحدة من أبرز الأدوار التي أجاد تمثيلها، حيث تميز بقدرته على تجسيد أدوار ذات طابع جاد وأدوار أخرى شريرة أو طيبة على حد سواء، ما جعله أحد الوجوه السينمائية والمسرحية البارزة في عصره. كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية الناجحة التي كانت تحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور.

توفي فاخر فاخر في 1 ديسمبر 1962 عن عمر يناهز 50 عامًا إثر تعرضه لذبحة صدرية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل