دمشق-سانا
في إطار نشاطاته الثقافية الدورية وجهوده في الحفاظ على اللغة العربية والتعريف بمباحثها وعلومها أقام مجمع اللغة العربية محاضرة بعنوان علم اللغة الاجتماعي تناول خلالها الدكتور أحمد قدور في محاضرة “علم اللغة الاجتماعي” كعلم يدرس اللغة في علاقتها بالمجتمع وطرائق استعمالها المرتبطة بوظائفها الاجتماعية المختلفة.
وأوضح الدكتور قدور أن علم اللغة الاجتماعي ظهر في مطلع القرن العشرين كفرع من اللسانيات التطبيقية ليعرض عددا كبيرا من المسائل الدراسية، وفي مقدمتها اللغة بين التوحد والتشعب وأثر المجتمع في ذلك إضافة إلى الوظائف الرئيسية للغة الاجتماعية كالتواصل الاجتماعي والتعبير عن الفكر ونقل الخبرات الى جانب الوظائف الفرعية بالنظر إلى المجال والبيئة والشكل اللغوي.
واعتبر الدكتور قدور أن علم اللغة الاجتماعي يدرس الخصائص المؤثرة في اللغة كالحالة التعليمية والفكرية والدينية والأسرية وحالة التمدن ونشاط السكان وعاداتهم.
وأوضح عضو مجمع اللغة العربية أن هذا العلم يتناول في أحد جوانبه تطور اللغة لجهة دراسة أثر التغيرات الاجتماعية في تغير اللغة أو تطورها وانتقال الناس من حالة إلى حالة أخرى في السكن والمعيشة وأدوات الحياة والهجرة وتغير الثقافة وانتشار التعليم والتأليف ونحو ذلك.
وتطرق الدكتور قدور إلى جانب الثنائية اللغوية التي يبحث فيها علم اللغة الاجتماعي حيث يدرس العلماء هنا وجود لغتين مختلفتين تستعملان في سياقات متباينة كأن تستعمل الأولى للأغراض الرسمية والجادة والتعليم على حين تستعمل الثانية في الحياة والسوق والاتصال العام.
ولفت الدكتور قدور إلى أن علم اللغة الاجتماعي يبحث أيضاً في اللهجات المحلية “الجغرافية” وأثر الإقليم في اللهجات العامة حيث تختلف اللهجات حسب حالة الإقليم الطبيعية والبشرية فلهجات الساحل غير لهجات الداخل ولهجات العواصم غير لهجات القرى والأرياف والصحاري والبوادي وغير ذلك، موضحاً أن اللهجات الاجتماعية تظهر بفعل الاختلاف في المستويات المادية والثقافية والمهنية والمعيشية الأمر الذي يؤدي إلى ظهور لهجات خاصة كنوع من اللهجات الاجتماعية حيث تتخذ وصفاً خاصاً كاللهجات الحرفية ولهجات الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي.
وختم الدكتور قدور محاضرته بالحديث عن بروز قضايا اللغة والدين والقومية والسياسة والهوية، هذه المسائل العامة في اللغة عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية ومجالاتها المختلفة، لافتاً إلى دخول التخطيط اللغوي في مجال علم اللغة الاجتماعي كبحث دقيق له اتصال بعناصر مختلفة من أصحاب القرار في حين ترسخت السياسة اللغوية كجزء متمم للتخطيط اللغوي له شأن في الكثير من الدول.
شذى حمود
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen
أخبار متعلقة :