طرطوس-سانا
استضافت خشبة المسرح القومي بطرطوس العرض المسرحي “احتفال خاص” والذي سلط المخرج علي سلمان خريج المعهد العالي للفنون المسرحية من خلاله الضوء على قضايا وهموم الشباب السوري من غربة وحب وذكريات بأسلوب واقعي وبلغة وتفاصيل حياتية بسيطة.
ويحكي العرض الذي يقام ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية بشخصياته الخمس قصص شباب البعض منهم هاجر ولم يسعفه الحظ في الغربة ليغلبهم الشوق والحنين وآخرون تمكنوا من تأمين عمل ومنهم من بقي داخل الوطن يكافح لتأمين فرصة عمل ولتحقيق طموحاته وأحلامه ليجتمعوا بعد غياب سنوات في “احتفال خاص” روى كل منهم وجعه وألمه بلغة عفوية وديكور منزلي بسيط لتبدأ القصة بضحكاتهم وتنتهي بدمعة وفراق.
المخرج سلمان لفت في تصريح لمراسلة سانا إلى أن العمل بدأ بفكرة وبناء فرضيات عليها بطريقة ارتجالية بين الممثلين للخروج ببداية ونهاية للنص، وبعد تدريبات مكثفة استغرقت 15 يوماً يقدم العرض هموم وقضايا الشباب سواء من هاجر أو من بقي، وسعيهم الجاد لحماية وتحصين أنفسهم جراء ما آلت إليه حالهم بسبب الحرب.
الممثل أمير حسين قدم شخصية ” ثائر ” العاشق للمسرح الذي أصر على البقاء في وطنه لتحقيق حلمه ليحتضن منزله الاحتفال الخاص بلقاء بعض رفاقه العائدين من السفر ليحكي كل منهم ما حل به، وقال: “حاولنا أن نعرض جانباً مما نعانيه بنمط عرض واقعي ضمن شروط وظروف المسرح لنكون أقرب ما يمكن إلى الجمهور”.
ورأى الممثل بشير سبيعي أن التمثيل موهبة والعمل ضمن فريق متفاهم ومنسجم من أهم أسباب نجاح أي عمل طارحاً شخصية ” شوكت ” العائد بعد غياب وغربة جنى فيها بعضاً من المال ليتغير هو وما حوله من ظروف وأشخاص.
شخصية ” زينة ” الشابة الوحيدة بالعمل جسدتها الممثلة تالا سلمان في تجربتها المسرحية الرابعة لتعكس الخوف الذي انتاب الجميع من الذكريات والسفر ومن كل ماهو جديد بسبب تغير الظروف التي أثرت على شخصيات الأفراد وطريقة تفكيرهم ومشاعرهم كذلك.
المخرج والممثل المسرحي إيفان نابلسي تحدث عن شخصية “عزيز” التي أداها والذي أجبرته ظروف السفر على سلوك طرق غير لائقة للعيش والعودة، معتبراً أن التغيير مرهون بالوعي سواء بالسفر أو بالبقاء ومدى معرفة الشخص للطريق التي سيسلكها في رحلة الحياة وتحقيق الذات.
التنوع في حكايا وقصص الأشخاص الذين غادروا ومن اختار البقاء مع اختلاف نتائج ما آلت إليه أحوالهم هو جوهر العمل مع إظهار قدرة الشخص على الحفاظ والتمسك بالقيم والطموحات والأحلام في ظل حالة شبه ضياع للشباب كما قال الممثل مصطفى السليم.
مديرة المسرح القومي بطرطوس غادة عيسى قالت: “في هذه المناسبة كان للمسرح القومي بطرطوس مشاركة ليتحول شعار الاحتفالية على خشبة المسرح إلى لوحة حية من حياة المواطنين في وطن لم يزل تحت وطأة ظروف ونتائج الحرب، لتنقل المسرحية جزءاً من هذا الواقع مع مجموعة من الشباب الموهوبين وظفوا غياب تقنيات المسرح إلى أدوات مساهمة في عرض واقعي.”
فاطمة حسين
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen
أخبار متعلقة :