مجلة مباشر الاخبارية

صوت مصر النبيل .. شادية

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صوت مصر النبيل .. شادية, اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 02:10 صباحاً

ولدت شادية في 8 فبراير 1931 في منطقة الحلمية الجديدة بالقاهرة، لكن أصولها تعود إلى محافظة الشرقية. هي ابنة المهندس الزراعي أحمد كمال. ورغم نشأتها في بيئة بعيدة عن عالم الفن، إلا أن الصدفة كانت هي مفتاحها إلى هذا العالم الواسع. عندما وقع والدها على إعلان مسابقة لاختيار وجوه جديدة للفن في عام 1947، اصطحبها إلى لجنة المسابقة، ليكتشفها المخرج أحمد بدرخان ويدعمها المخرج حلمي رفلة الذي أطلق عليها اسم "شادية"، وهو الاسم الذي ستصبح به أشهر فنانة في العالم العربي.

بدأت شادية مشوارها الفني في سن الـ16، وكان فيلم "أزهار وأشواك" هو أول ظهور لها على الشاشة. في البداية، كانت أدوارها تقتصر على تجسيد شخصية الفتاة الدلوعة خفيفة الظل، وهو ما جعلها تُلقب بـ "دلوعة الشاشة". لكن مع مرور الوقت، استطاعت شادية أن تخرج عن هذا الإطار النمطي وتقدم أدوارًا مختلفة وأكثر عمقًا، مثل فيلم "بائعة الخبز"، "دليلة"، و"المرأة المجهولة". وقد أظهرت في هذه الأعمال قدرة كبيرة على التعبير عن مشاعر وتحديات شخصياتها المعقدة.

في الستينات، كونت شادية ثنائيًا مميزًا مع الفنان صلاح ذو الفقار، حيث شاركا في مجموعة من الأفلام الناجحة مثل "عيون سهرانة"، "أغلى من حياتي"، و"مراتي مدير عام". كما قدمت في تلك الفترة مجموعة من الأفلام المأخوذة عن روايات الأديب الكبير نجيب محفوظ، مثل "اللص والكلاب"، "ميرامار"، "الطريق"، و"زقاق المدق"، ما ساعد في تعزيز مكانتها كفنانة ذات عمق فكري وثقافي.

وبالرغم من النجاح الذي حققته في السينما، فإن صوت شادية قد برز أيضًا في عالم الغناء، حيث قدمت مئات الأغاني التي اشتهرت بها في مصر والعالم العربي. من أشهر أغانيها: "ساعات ساعات"، "أوعدك"، و"يا حبايب". صوتها العذب وأداؤها المميز جعلها واحدة من أبرز المطربات في تاريخ الغناء العربي.

مع بداية السبعينات، بدأ عدد أفلام شادية يقل، حيث كان آخر أفلامها في 1984 بعنوان "لا تسألني من أنا". وفي منتصف الثمانينات، قررت شادية الاعتزال وارتداء الحجاب، لتبتعد عن الأضواء وتعيش حياة هادئة بعيدًا عن عالم الفن، حتى وافتها المنية في 28 نوفمبر 2017 بعد إصابتها بجلطة دماغية.

رحيل شادية عن عالمنا كان بمثابة خسارة للفن المصري والعربي، ولكن أعمالها ما زالت حية في ذاكرة جمهورها. فهي فنانة تركت بصمة واضحة في السينما والموسيقى، واستطاعت أن تجمع بين الجمال والموهبة وتظل في قلوب محبيها كـ "صوت مصر". تلك الفنانة التي بدأت حياتها الفنية في سن مبكرة وحققت شهرة واسعة طوال مسيرتها، تظل واحدة من أبرز علامات الفن المصري التي لن تنساها الأجيال.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :