نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نساء يتفوقن على رونالدو, اليوم السبت 2 نوفمبر 2024 11:01 مساءً
نشر بوساطة بدر بن سعود في الرياض يوم 02 - 11 - 2024
النشاط البدني الرياضي نسبيًا كان جزءًا من حياة كل الناس، حتى القرن 17م، الذي يعتبر بمثابة خط الأساس لقلة الحركة والمشكلات الصحية الصعبة، والسبب الثورة الصناعية، وإحلال الآلة محل الإنسان، واختراع السيارة والغسالة الكهربائية، والاثنان أخرجا السير بالأقدام وغسل الملابس باليدين من الخدمة، وجعلا حرق السعرات يتراجع من 2400 و1500 سعر حراري إلى 275 و270 سعرًا حراريًا..
إحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 ليست مريحة، فقد أشارت إلى وجود ملياري شخص في العالم لديهم معاناة مع الكسل والخمول، وأنه خلال الفترة ما بين عامي 2010 و2022 ارتفع الخمول البدني بين البالغين بنسبة 5%، وتوقعت ارتفاعا في الأعداد المليارية بنسبة 35% في 2030، وأنها ستزيد من فرص الإصابة بالأمراض المزمنة والمميتة، وتخفض من أعمار الناس، والتحذيرات الأممية صحيحة، والدليل عليها دراسة أميركية اهتمت بكبار السن ممن يحرصون على الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً، وطوال خمسة أيام أسبوعياً، وتوصلها إلى أنهم وفروا أكثر من 2500 دولار كانوا يصرفونها على أدوية القلب وحدها، وبحسب أرقام 2019 فإن بعض الدول العربية بما فيها المملكة تعتبر من العشرة الكبار عالمياً في معدلات البدانة، ويعود السابق إلى الاعتماد على التقنية في القيام بمهام الحياة اليومية، وإلى الانخفاض الكبير في أعداد الحدائق، ومعها أرصفة المشي والمرافق الصحية، ما جعل الناس أكثر ارتباطا بالغرف المغلقة، وأتصور أن هذه الأوضاع تغيرت كثيراً، وبالأخص في المدن الرئيسة بالمملكة.
المختصون يعتقدون بفاعلية ما يسمونه بالتدريبات القصيرة المتقطعة، لمواجهة هذه الإشكالية الصحية، ولمدة تصل من 20 ثانية إلى دقيقتين، وبما مجموعه 15 دقيقة طوال اليوم، ومن الأمثلة أن صعود السلالم القوي، أو الجري في المكان لدقيقة، وبواقع ثلاث مرات في اليوم، ولمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، يساعد في تحسين الصحة القلبية التنفسية، وأظهرت دراسة نشرتها جامعة واشنطن الأميركية في العام الجاري، أن ممارسة نشاط قوي ومتقطع لما يصل لخمس دقائق، كالمشي السريع لدقيقة أو دقيقتين، بالإضافة لصعود السلالم، مرتبط بانخفاض احتمالية الإصابة بالسرطان، وجامعة كامبريدج البريطانية أكدت على دور المشي السريع ولعشر دقائق يومياً في التقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب.
بالإضافة لما سبق، الرياضة تطيل العمر وترفع من جودة النوم، فقد أكدت دراسة أميركية نشرت في العام الحالي وتم إجراؤها لمدة أربعة أعوام على 369 شخصاً من الأصحاء المتقاعدين حديثاً في القطاعين العسكري والمدني، وتحديداً من تتراوح أعمارهم مابين 64 عاماً و75 عاماً، على الأهمية الكبيرة لتمارين المقاومة ورفع الأثقال في تقوية الكتلة العضلية والعظمية لديهم وفي إطالة أعمارهم ومناعتهم ضد الأمراض، وكشفت دراسة سويسرية صدرت عام 2021 أن ممارسة الرياضة ليلاً قبل النوم تفيد في الاسترخاء والنوم العميق، ولأن هرمون التستوستيرون ينشط في المساء فإنه يمثل الوقت المثالي لتكوين العضلات، وبالشكل والسرعة المطلوبة.
الجري والمصارعة يمثلان أقدم الرياضات في التاريخ الإنساني، وفق موقع (اولدست) المعروف، ولأسباب تتعلق بغريزة البقاء، أكثر من الرياضة نفسها، وكانت بدايتهما في العصر الحجري القديم قبل 15 ألفا و300 عام، وذلك استنادا لمنحوتات وجدت في واحدة من الكهوف الفرنسية الأثرية، والرياضة في زمن الثورة الزراعية اهتمت بالبناء العضلي والمشي لأغراض الزراعة وسقاية الحقول والحصاد، وفي دراسة نشرتها عالمة الكيمياء الحيوية (اليسون موري) في 2016 وقارنت فيها قوة عظام ثلاثين امرأة من العصر الزراعي، في مقابل عدائين ولاعبي كرة قدم ورياضيي تجديف محترفين، وجدت أن نساء ما قبل الميلاد لديهن قوة أكبر من قوة الرياضيين المحترفين ك(رونالدو)، وخصوصاً في الجزء العلوي من الجسم، وفي العصرين البرونزي والحديدي مورست الرياضة لتجهيز الناس للحروب، أو الاستعداد للمسابقات الرياضية، وقد كانت منظمة ومدروسة ومن أمثلتها؛ جدول تمارين إغريقي اسمه (تيترادس)، وهو يحتوي على تمارين متنوعة تمارس لمدة أربعة أيام وتشمل رفع الأوزان وقذفها والجري والقفز والتنفس، وفنون القتال والمصارعة، وتمارين التنفس والمرونة.
النشاط البدني الرياضي نسبياً كان جزءا من حياة كل الناس، حتى القرن السابع عشر الميلادي، الذي يعتبر بمثابة خط الأساس لقلة الحركة والمشكلات الصحية الصعبة، والسبب فيها الثورة الصناعية، وإحلال الآلة محل الإنسان، واختراع السيارة والغسالة الكهربائية، والاثنان أخرجا السير بالأقدام وغسل الملابس باليدين من الخدمة، وجعلا حرق السعرات نتيجة القيام بهما يتراجع من 2400 و1500 سعر حراري، إلى 275 و270 سعرا حراريا، والمهم أنها لم تصل لدول الخليج إلا من حوالي مئة عام وهذه مسألة إيجابية.
المشكلة تبدو في الألفية الحالية وتحول رياضة الأشخاص العاديين إلى تجارة، لدرجة أن سوق النوادي الصحية في أميركا، بوصفها من بين الدول الأكثر بدانة، قدر حجمه في 2022 بنحو 36 مليارا و600 مليون دولار، وأغلبها يهتم بالجماليات الشكلية، وبالتقنيات الرياضية غير المنطقية، كالبدلة التي تحرق الدهون في خمس ثوان، والحزام الذي يقوم ببناء الجسم والعضلات أثناء النوم، في تكريس واضح للكسل والخمول، ولا بد من حلول جبرية تربط الترقيات بالوزن والتقرير الطبي وإتمام ساعات رياضية محددة، ومن أماكن موثوقة، والمطلوب من وزارات الرياضة والصحة والموارد البشرية ان تهتم أكثر بهذا الملف الحساس.
0 تعليق