نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العين التي غيّرت مسار التشخيص الطبي, اليوم السبت 16 نوفمبر 2024 11:24 مساءً
نشر بوساطة عبد الله بن يوسف العثمان في الرياض يوم 16 - 11 - 2024
في عالم الطب الحديث، نحتفل بإنجازات علمية غيرت مجرى التاريخ وأنارت طريق الرعاية الصحية بأشعة من المعرفة والاكتشاف. من هنا، تبرز الأشعة السينية كواحدة من تلك الإنجازات الابتكارية التي نقلت الطب من الظلام إلى النور، لتكشف لنا أعماق الجسم البشري دون أن تمسّه يد. في يومها العالمي والذي يصادف الثامن من شهر نوفمبر من كل عام، نستعيد قصة اكتشافها التي بدأت بتجربة العالم الألماني ويلهيام رونتجن عام 1895م حين التقط أول صورة ليد زوجته لتصبح الأشعة السينية "عين الطب" التي تتيح للأطباء رؤية ما كان مستحيل الرؤية، ومتابعة التشخيص والعلاج بدقة غير مسبوقة.
تعتبر الأشعة السينية نوعًا من الإشعاع المؤين ذات موجات كهرومغناطييسية وتحمل طاقة عالية تمكنها من المرور خلال الأجسام، وخاصة جسم الإنسان، وهي أشعة غير مرئية ولا نشعر بها عندما تمر من خلال الجسم. وتتميز بقدرته على اختراق العظام والأنسجة وعرض الهياكل الداخلية للجسم، مما مكّن الأطباء من رؤية ما بداخل الجسم بوضوح ودقة دون الحاجة إلى التدخل الجراحي، هذه التقنية استُخدمت على نطاق واسع للكشف عن كسور العظام والأورام والجلطات والأعضاء الداخلية للجسم، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من منظومة الطب الحديث.
وقد تطورت تقنيات التصوير بالأشعة لتشمل الأشعة المقطعية والأشعة التداخلية، والأشعة التناظرية، وأشعة هشاشة العظام، وأشعة تصوير الثدي، وتصوير الرنين المغناطيسي، وتصوير الموجات فوق الصوتية، مما جعل التشخيص أكثر دقة وتفصيلًا ورفع مستوى الرعاية الصحية عبر تقنيات آمنة ومتقدمة، وساهم في تحديد العلاج المناسب. ومع ذلك، فقد كانت السنوات الأولى لاستخدام الأشعة مليئة بالتحديات؛ حيث ظهر تأثير الإشعاع على الأطباء والمرضى، مما دفع العلماء إلى تطوير تدابير الحماية والإجراءات الوقائية لحماية المستخدمين من الآثار الجانبية.
وفي المملكة العربية السعودية، تسعى هيئة الرقابة النووية والإشعاعية إلى تحقيق أعلى مستويات الأمان في التعامل مع الإشعاع، إذ تشرع المعايير التي تتوافق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أنها تضع الجرعات المناسبة وتلزم المنشآت بتوفير ممارسين مرخصين ومتخصصين، وتعمل الهيئة العامة للغذاء والدواء على مراقبة جودة أجهزة الأشعة وتطابقها مع المعايير العالمية، كما تُنظم ورش العمل التوعوية لضمان الاستخدام الآمن للأشعة.
ولا بد من التأكيد على الممارسين الصحيين وبالأخص أخصائي / فني الأشعة، وأطباء الأشعة ذوي الخبرة، بأن يأخذوا على عاتقهم مهام مشاركة الجهات ذات العلاقة في التوعية للمجتمع بمختلف الوسائل وفي مختلف الميادين بنشر الثقافة حول التعامل الآمن مع فحوصات الأشعة الطبية والتحذير من الممارسات الخاطئة التي قد تضر بهم.
واليوم، بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، تواصل المملكة بتأهيل الممارسين الصحيين وتطوير استخدام تقنيات الأشعة بشكل آمن وفعال، الأمر الذي يسهم في تحسين التشخيص الطبي ويعزز من جودة حياة الأفراد، بما يواكب رؤية المملكة 2030 نحو "مجتمع حيوي".
ختامًا، إن اكتشاف الأشعة السينية لم يكن مجرد تقدم علمي، بل كان نعمة حقيقية للبشرية فتحت أبوابًا غير مسبوقة أمام الطب الحديث، ونحن اليوم نشهد ثمار هذا الاكتشاف في وطننا الغالي، بفضل الكوادر المؤهلة والتقنيات المتطورة، التي تخدم صحة المجتمع وتسهم في تقديم رعاية صحية على أعلى مستوى.
أخبار متعلقة :