مجلة مباشر الاخبارية

المملكة تقود المواجهة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المملكة تقود المواجهة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات, اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024 11:22 مساءً

المملكة تقود المواجهة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات

نشر بوساطة خالد بن علي المطرفي في الرياض يوم 17 - 11 - 2024


يعد مؤتمر مقاومة مضادات الميكروبات خطوة نوعية في تعزيز الجاهزية الصحية العالمية لمواجهة أي أزمات مستقبلية، بما يسهم في بناء نظام صحي عالمي متكامل، وقادر على الاستجابة الفعالة للأزمات الصحية الناشئة.. وتأمل المملكة أن يخرج بتوصيات فعّالة، وخطط عمل تعزز من قدرة الدول على التعامل مع الأزمة بصورة منسقة، وعبر تبني آليات مراقبة ومتابعة مشتركة..
في عالمٍ يشهد تحولات صحية متسارعة وتحديات متزايدة، تبرز مقاومة مضادات الميكروبات كأحد أخطر الأزمات الصحية العالمية، إذ تهدد النظم الصحية والاقتصادات على حدٍّ سواء؛ فقد أصبحت الكائنات المجهرية أكثر قدرة على مقاومة العلاجات المتاحة، مما يجعل علاج الإصابات البكتيرية والفطرية والفيروسية والطفيلية أكثر صعوبة.
ووفقًا لتقديرات البنك الدولي، من المُتوقع أن تُكلف هذه الأزمة الاقتصاد العالمي أكثر من تريليون دولار سنويًا بعد عام 2023، مما يعزز أهمية استضافة المملكة للمؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوى عن مقاومة مضادات الميكروبات في جدة، حيث تعكس هذه الاستضافة التزامها بأخذ زمام المبادرة على المستوى الدولي، مؤكدةً ريادتها في معالجة القضايا الصحية وداعمة لاستراتيجيات شاملة تضمن الاستجابة الفعالة لهذه الأزمة.
ولعل استضافة هذا المؤتمر هي خطوة نوعية تتجاوز كونها حدثًا ضمن أجندة فعاليات دولية، فهي دليل على أن المملكة تعتبر نفسها جزءًا أساسيًا من النظام الصحي العالمي، ويبرز هذا الدور من خلال جهود وزارة الصحة السعودية، التي تقود مبادرات دولية لتبني سياسات صحية متكاملة، مع استعداد المملكة للقيام بدور محوري في صياغة استراتيجيات مستدامة تهدف للتصدي لهذه الأزمة، وتعكس استضافتها لهذه النقاشات الدولية الثقة العالمية بدورها كقائد إقليمي قادر على تجسير الفجوة بين الدول، وتوفير بيئة محفزة لمناقشة الحلول المبتكرة وتبادل الخبرات.
بلا شك، أن مقاومة مضادات الميكروبات من التحديات التي تتطلب مقاربةً شموليةً، وهو ما يُعرف بنهج «الصحة الواحدة»، الذي يربط صحة الإنسان بصحة الحيوان والبيئة، وفي هذا السياق، تعمل وزارة الصحة السعودية على تعزيز هذا النهج من خلال بناء سياسات صحية تضمن حماية شاملة، تستند إلى توعية المجتمع وضمان مشاركة الأطراف ذات العلاقة، من حكومات وقطاع خاص وأفراد، فيما تأتي هذه الشراكة العالمية في إطار دور السعودية الريادي في بناء نهجٍ متكاملٍ لا يعتمد على العلاج فقط، بل يركّز على الوقاية والتحكم في مصادر الخطر، مما يسهم في استدامة الصحة العامة.
تولي المملكة أهمية كبرى للابتكار في التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات، من خلال دعمها للأبحاث العلمية واستخدام تقنيات حديثة كالذكاء الاصطناعي، لتعزيز القدرة على الرصد المُبكّر وإدارة استخدام المضادات الحيوية بكفاءة أعلى، حيث تعتمد هذه الاستراتيجية على بناء نظام صحي يتجاوب مع التحديات المتغيرة، ويستند إلى بيانات دقيقة تسهم في تطوير استراتيجيات طويلة الأمد لمراقبة انتشار الكائنات المقاومة، وتوجيه الموارد البحثية نحو حلول جذرية، وتمثّل هذه المقاربة نقلة نوعية في كيفية مواجهة الأزمات الصحية على أسس علمية مدروسة، وتضمن مرونة وقدرة على التكيف في ظل الظروف المتغيرة.
وتشكِّل مقاومة مضادات الميكروبات خطرًا كبيرًا على الاقتصاد العالمي، إذ تؤدي زيادة الوفيات وحالات العجز الناجمة عن هذه الأزمة إلى تراجع الإنتاجية وزيادة الأعباء على الأنظمة الصحية، مما يجعل الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأكثر تأثرًا بهذه الظاهرة، نظرًا لافتقارها إلى الموارد اللازمة لمواجهة الانتشار السريع للكائنات المقاومة، ومن هنا، تأتي أهمية (مؤتمر جدة)، في دعوة الدول المتقدمة لدعم نظيراتها من الدول النامية في تطوير قدراتها لمواجهة هذه المشكلة. ويشكل المؤتمر فرصة لطرح رؤى جديدة حول توزيع الموارد، وتبني سياسات اقتصادية شاملة تسهم في تخفيف الآثار المالية والاجتماعية للأزمة، ويهدف أيضًا إلى ما هو أبعد من تبادل الآراء والسياسات، حيث يمثّل فرصة لبناء وعي عالمي حول مخاطر مقاومة مضادات الميكروبات.
إن إدراك المجتمع لهذه القضية يُعد خطوة جوهرية في أي جهد يهدف للتصدي للأزمة، فالوعي بأهمية الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية يعد جزءًا مهمًا من الحل، كما أن هذا الوعي يمتد إلى القطاعات الأخرى، مثل الزراعة، التي تعتبر مصدرًا مهمًا للانتقال غير المقصود للكائنات المقاومة، ومن هنا، تؤكد المملكة على أهمية توعية المجتمع ودعم البرامج التعليمية التي تعزز هذا الفهم، وتوجه سلوكيات الأفراد نحو ممارسات أكثر أمانًا.
في ختام المؤتمر، تأمل المملكة أن تخرج بتوصيات فعّالة، وخطط عمل تعزز من قدرة الدول على التعامل مع الأزمة بصورة منسقة، وعبر تبني آليات مراقبة ومتابعة مشتركة، ويعد هذا المؤتمر خطوةً نوعيةً في تعزيز الجاهزية الصحية العالمية لمواجهة أي أزمات مستقبلية، بما يسهم في بناء نظام صحي عالمي متكامل، وقادر على الاستجابة الفعالة للأزمات الصحية الناشئة.. دمتم بخير.




أخبار متعلقة :