نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
د. عبدالله الخضير: الرياضي الحقيقي هو الذي تتدلى على صدره أوسمة الأخلاق الفاضلة, اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024 11:26 مساءً
نشر بوساطة خالد العمار في الرياض يوم 10 - 10 - 2024
ما أكثر التسللات في الأعمال الأدبية والكرت الأصفر ربما يكون قصيدةً أو قصةً
نادراً أكون في دكة الاحتياط إلاّ إذا كنتُ مصاباً وأحتاج إلى فترة «عُزلة مثقف»
الرياضة قيمة شعبية وهي وسيلة ترفيه بالدرجة الأولى
أدعو خليل الزياني ونجوم 84 و88... وسامي الجابر ومحمد الدعيع
أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها، تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية، يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن، «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم الدكتور عبدالله الخضير استاذ الأدب ورئيس سفراء جمعية الأدب في الأحساء.
* دكتور عبدالله هل واجهتك صعوبات في مجال تخصصك؟
* العلوم تنمو بالتراكم المعرفي عبر سنيّ الحياة، ففيها المعقّد والأقل تعقيداً، والقراءة الدائمة ترفع من سقف الموهبة للمجال الذي تحبّه وتعشقه هنا تدخل دراسة التخصص مرحلة العمق دقّة وابتكاراً وفي اعتقادي أيضاً أن التخصص يظل رهين التدريب والتطوير والتجربة، مما يجعل من المزاج أكثر تقبّلاً لتلقّي المعرفة ، فيثبت الأثر النفسي لحالة العشقِ لهذا الفنّ وهذا التخصص.
* هل لديك كتب عن الشخصيات ومن أبرز تلك الشخصيات؟
* في داخلي منذ صغري متعة وشغف بقراءة السير الذاتية، ولديّ فضول في اختراق حيوات الآخرين وأنا في طبعي أحب مجالسة كبار السنّ لأنهم يقولون ما لم يقله الأوائل، فلا أكتفي بحياة واحدة أعيشها، لقد عشت شخصيات قرابة السنتين من خلال تدوين حياتهم ونشرها في جريدة اليوم عام 1422هجرية هذه الشخصيات مُلهمة ومكتنزة بالتجارب وكتابي (عاشوا في ذاكرتي) يمثل حقبة تاريخية في المشهد الثقافي والفكري في الأحساء، وأكثر شخصية تأثرت بها هي شخصية الشيخ الأديب عبدالله بن خميس -رحمه الله- في ثقافته وفكره وأدبه ورحلاته وتجاربه وحبّه لوطنه، فحينما سألته باتصال هاتفي كيف أصل إليك يا شيخ عبدالله؟ قال: كل الطرق تؤدي إلى عبدالله بن خميس وحينما سألته ما أثر الشيخ عبدالله بن خميس في الأحساء ردّ عليّ بقوله: بل قل ما أثر الأحساء في عبدالله بن خميس رحم الله أديبنا الكبير عبدالله بن خميس.
* هل الرياضة لدينا باتت صناعةً وإذا هي كذلك كيف نتعامل معها؟
* في ذاكرتي القديمة أن الرياضة قيمة شعبية وهي وسيلة ترفيه بالدرجة الأولى، لكنّها ومنذ بدايات القرن العشرين وظهور كأس العالَم تحولت إلى صناعة تسهم في التنمية والاقتصاد وتعزيز العلاقات الإنسانية، فالرياضة اليوم مصدر إيراد كبير جداً لمعظم الدول، وجزء مهم من الاقتصاد، وأخص كرة القدم؛ كونها أوسع الرياضات انتشاراً وأكثرها قدرة على استقطاب المتابعين من جميع أنحاء العالم. لا بدّ أن نؤمن بحقيقة أن القطاع الرياضي أصبح مجالاً مرغوباً جدّاً للاستثمار، وممّا قرأت أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قُدّرت إيراداته ب 766 مليون دولار أميركي في الفترة ما بين 2003 و2021 وعلينا أن نتعامل مع هذه الصناعة بكل احترافية بإيجاد أندية مؤسساتية تخدم منظومة الاحتراف الرياضي في المملكة، والسعي إلى تحقيق معايير الجودة للأداء في مجالي التسويق والاستثمار.
* توافقني بأن منشآت الأندية لم تستثمر بالوجه الصحيح ماذا لو استغلت بالتشغيل؟
* ممكن نقول: كيف تجني الأندية الأموال، هناك مصادر كثيرة في رأيي أولها التذاكر، وحقوق البث، والرعاية والإعلانات، والأنشطة التجارية ، وانتقالات اللاعبين، وضيافة الشركات، والأكاديميات، والجوائز المالية، والتواصل الاجتماعي، هنا سيكون لدى الأندية دخل موثوق وإيرادات ضخمة وتعزيز لصورة النادي، والتفاعل مع الجمهور والمشجع، وتطوير المواهب الشابة وتحفيز صور النجاح والتنافس.
* التعصب في التشجيع هل يمكن أن نسميه تطرفاً فكرياً رياضياً ولماذا؟
* حين ننظر للرياضة هي نشاط يومي جميل وسلوك صحي نفسي وتحسين للحالة المزاجية سواء للاعب أو المشجع، ولكن الوصول إلى أن تصبح الرياضة مرضاً نفسياً، هنا تكمن المشكلة، حيث الشدّ والتوتر والقلق والتهديد وأمراض الضغط والسكر إلى درجة الإغماءات في الملاعب وحالات الوفيات والتفكك الأسري بحالات طلاق سببه الانتماءات للأندية، كل ما سبق يشير ويوحي إلى أن التعصب تعبير انفعالي سلوكي غير مقبول يكون في زاوية اللاوعي، يتصرف من خلاله صاحبه بتصرفات صبيانية تخرجه من دائرة الإنسانية إلى دائرة العقل غير المتزن.
* هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللاً في لغة كرة القدم؟
* ههههه، ما أكثر التسللات في العمل الأدبي، وأحياناً يكون كرتا أصفر على قصيدة أو قصة، لكن الحمدلله إلى الآن ما وصلت للكرت الأحمر، ومن حظي أنني دائماً -ولله الحمد- لاعب أساسي في ملعب الأدب، نادراً أكون في دكة الاحتياط إلاّ إذا كنتُ مصاباً وأحتاج إلى فترة عُزلة نسميها «عُزلة مثقف»، شكراً على هذا السؤال المجازي المزاجي.
* برأيك ما سبب انعدام إقامة المنتديات الأدبية في صالات الأندية المغلقة ومن يتحمل مسؤولية القصور؟
* الذي أعرفه أنّ الأندية الرياضية هي ثقافية رياضية اجتماعية ولكن التركيز على الرياضي بالدرجة الأولى لظهور بيوت الشباب والأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، وأنا أذكر قديماً أقمنا فعاليات ثقافية في نادي الفتح في صالاته وساحاته ونجحت ولله الحمد، وفي رأيي وبعد تخصيص أندية أدبية وشراكات أدبية كالمقاهي أصبحنا نرى التنوع في إقامة هذه الفعاليات. أعتقد هي الرؤية التي فتحت كلّ ما يخدم المواطن مبدعاً ومثقفاً وأديباً.
* هل ترى أن الرياضة ثقافة، وإذا كانت كذلك فكيف تتعامل مع هذه الثقافة على الوجه الأكمل؟
* أولاً: كنت أنظر إلى قول الله تعالى «إنّ خير من استأجرت القوي الأمين» بمثابة ضوء أخضر إلى بناء جسم قوي يستطيع أن يحمل أي قدرة تواجهه، وأن تعينه على مشاقّ الحياة، أمّا أرسطو كان يدعو إلى النشاط البدني باعتباره مسؤولية أخلاقية، وأفلاطون نظر إليها باعتبارها عنصراً أساسياً في التعليم، وبالتالي ازدهار الإنسان، وفي المثل القديم «العقل السليم في الجسم السليم» هنا نحن أمام ثقافة ترتكز على فهم كيف تكون الرياضة صديقة للإنسان، وهذا ما قاله أفلاطون «الرياضة الجيدة هي الرياضة الموجهة نحو تحقيق الذات وصولاً إلى المثالية، والرياضة من هذا النوع تكون قادرة على جلب الرضا الحقيقي للإنسان، وأخيراً وبعد كل ما سبق أؤكد على أن الرياضة في هذه الأيام أصبحت جزءاً أساسياً من جدولنا اليومي إلى أننا أصبحنا لا نفارقها إمّا في الصالات الرياضية أو الأندية الرياضية أو طرق المشاة في الأحياء، فعلاً وصلنا إلى عبارة أن الرياضة عند السعوديين أصبحت ثقافة دائمة في جدوله اليومي.
* الشهرة عالم كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟
* هذا يحيلنا إلى القدوة، وخيط القدوة دقيق جداً في المجال الرياضي لأن اللاعب منذ دخوله كرة القدم كمثال للعبة المشهورة لن يستقر وسيواجه الكثير من التحديات والصعوبات على كل المستويات، فيحتاج أن يسيّج نفسه بسياج الأخلاق أولاً والانضباط وحسن التعامل؛ لأنه سيكون مشهوراً إعلامياً وشعبياً، فسيصبح قدوة للشباب وسفير لحضارة بلده داخلياً وخارجياً. ويحيلنا هذا السؤال إلى سؤال: ما جدوى أن يكون البطل بلا أخلاق ؟! فالرياضي الحقيقي هو الذي تتدلى على صدره أوسمة الأخلاق الفاضلة، وفي ذاكرتي اللاعب الدولي زين الدين زيدان الذي وضع لشهرته بصمة من السلوكيات الجميلة.
* كيف صارت لغة المال والاحتراف طاغية على الإبداع والإخلاص عند اللاعبين السعوديين؟
* الواسطة «لا تصنع النجوم» هل ترى في الوسط الرياضي نجوماً صنعتها الواسطة؟
o لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟
* أنا محب للجميع، ومشجع للكرة الجميلة، وأعتقد من حقّي أن أميل إلى شخصيات رياضية أثّرت في حياتي رياضياً وأخلاقياً، أتشرف بدعوة والدنا الكريم -الله يطول في عمره على خير وطاعة- الكابتن خليل الزياني، ودعوة الكباتنة الكبار ماجد عبدالله، صالح النعيمة، فهد المصيبيح، يوسف خميس، صالح خليفة، محيسن الجمعان، محمد عبدالجواد، سامي الجابر، يوسف الثنيان، محمد الدعيع، وأقول لهم: الوطن يفتخر بكم قبل أي أحد. وأنا أشرف بدعوتهم في منزل أخيهم عبدالله في الأحساء وخير من يشرفنا ويزورنا.
* لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟
* هذا سؤال يأخذ مسارين في رأيي: المسار الأول: مشاركة الأسرة من بنات وأولاد الرياضة مع والديهم وهذا جميل؛ لإشعال روح المرح والفرح والأنس بشكل عام. المسار الثاني: التنوع في تشجيع الأندية من حيث الميول، والأغلب لديّ تشجيع نادي الهلال. وأنا عنّي أقول أنا (مجنون بالمنتخب وعاشق للهلال ومهووس بالنصر وأحنّ للاتفاق ومحب للفتح).
* ما موقع الرياضة في حياتك اليومية؟
* تذكرت في هذا السؤال نجيب محفوظ الذي كان يمارس رياضة كرة القدم في شبابه، ومحمود درويش كان معجباً بمارادونا وكتب قصيدته «مارادونا لن تجدوا دماً في عروقه» وأنيس منصور الذي نصحه الأطباء بممارسة الرياضة حتى لا تتعب أعضاؤه من كثرة الجلوس بسبب الكتابة، والشيخ علي الطنطاوي له مقالات في أهمية الرياضة ذكرها في كتابه (ذكريات)، أمّا أنا بطبعي رياضي كنت أحد لاعبي نادي الفتح في ألعاب مختلفة، ولعبت كرة القدم في ملاعب الحواري، وكنت أنتظر حصة الرياضة في المدرسة بشكل جنوني، والآن أمارس الرياضة في صالة رياضية -ولله الحمد- أقضي فيها ثلاث ساعات بين الجري والحديد والسباحة، وما زلتُ بحاجة إلى إنقاص وزني إلى مستوى يتناسب والطول.
* بوصلتك الرياضية إلى أين تتجه عالمياً؟ وما فريقك محلياً؟
* عالمياً أنا من محبي المنتخب الفرنسي، وفريقي المحلي أنا من محبي نادي الهلال.
* برأيك ما سبب قلة الأعمال الأدبية للشعراء السعوديين عن المنتخب السعودي؟
* أنا كتبت قصيدة في المنتخب بالإمكان أن أرسلها لكم، ولكن ليس هناك سبب حقيقي إلاّ أنّ بعض الشعراء يلتفتون للأعمال الوطنية بشكل عام، ولا تستهويه الرياضة كنص أدبي. وفي رأيي ممكن توظيف الرياضة في النص الشعري، وإن دخل في تصنيف شعر المناسبات حيث تتلازم الكتابة مع المناسبة.
o بطاقة صفراء لمن ترفعها؟
* البطاقة الصفراء أرفعها على نفسي وذاتي، وهو إنذار لما تجلبه السمنة من مرض، فأنذر نفسي بهذا الخطأ وهو عدم الاستمرار في الرياضة وشهية الأكل المفتوحة.
* وأخرى حمراء في وجه من تشهرها؟
* البطاقة الحمراء لكلّ من جعل الحقد والكره شعار الحياة، بل أشعلوا الحب والفرح والبهجة والتسامح بينكم.
* أخيرا روشتة تقدمها للجماهير الرياضية السعودية؟
* أقول للجماهير السعودية من صبر ظفر، والحِلم سيد الأخلاق، وقريباً نحقق أغلى الكؤوس والأوسمة.
الضيف مع رئيس الهلال السابق عبدالرحمن بن مساعد
الضيف بين ولديه الكبير أنس والصغير علي
الضيف مع النجم محيسن الجمعان
ماجد عبدالله وسامي الجابر
مشاركة الضيف في معرض سيئول الدولي للكتاب
خليل الزياني
0 تعليق