أخبار عاجلة
نباتات قادرة على طرد الطاقة السلبية -

مع الشروق .. خطوة نحو كسر الهيمنة

مع الشروق .. خطوة نحو كسر الهيمنة
مع الشروق .. خطوة نحو كسر الهيمنة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. خطوة نحو كسر الهيمنة, اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024 11:51 مساءً

مع الشروق .. خطوة نحو كسر الهيمنة

نشر في الشروق يوم 23 - 10 - 2024

2330893
انطلقت قمّة البريكس وسط زخم دولي متزايد واهتمام متنامٍ بما قد تفرزه من نتائج سياسية واقتصادية، فهذا التجمع الذي يضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، يمثل اليوم أحد أبرز التحالفات الاقتصادية والسياسية التي تسعى إلى إعادة تشكيل موازين القوى العالمية، وخاصة في ظل التطورات المتسارعة على الساحة الدولية والتوترات الجيوسياسية التي طفت على السطح خلال السنوات الأخيرة، وفي ظل هذا السياق، لا تعد قمة البريكس مجرد لقاء اقتصادي فحسب، بل هي منصة للتفكير في نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
ركز البريكس منذ تأسيسه على خلق توازن بين القوى الكبرى، خاصة فيما يتعلق بالنظام المالي الذي تهيمن عليه المؤسسات الغربية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ولطالما انتقدت دول البريكس هذه المؤسسات باعتبارها لا تعكس التنوع الجغرافي والاقتصادي العالمي، وأنها لا تقدم حلولاً فعلية للاقتصادات الناشئة، ولهذا السبب تحرص الدول الأعضاء في البريكس على الدفع نحو إصلاح هذه المؤسسات لتكون أكثر تمثيلاً وتعددية، ومن المتوقع أن تتناول القمة بشكل موسع هذه القضية في ظل الجهود المستمرة لإعادة تشكيل نظام "بريتون وودز" الذي هيمن على الاقتصاد العالمي لعقود.
توجه البريكس نحو التوسع الجيوسياسي هو أحد التحديات الكبرى المنوطة بالقمة بما سيسهم في تعزيز مواقف الدول النامية على الساحة الدولية التي لطالما كانت مهمشة في صنع القرارات الدولية، قد تجد في البريكس منصة للتعبير عن مصالحها بشكل أفضل، وقد نشهد تبعا لذلك تغييرا جوهريا في كيفية صياغة السياسة الدولية وتوزيع الموارد.
ويعتبر إصلاح النظام المالي العالمي أحد أهم أولويات البريكس في هذه القمة، فإحدى الخطوات التي تم اتخاذها بالفعل هي تعزيز التعاملات بالعملات المحلية بين الدول الأعضاء، وهي خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، والذي يعتبر ركيزة النظام المالي الدولي الحالي، هذه الخطوة، إذا تم تعميمها وتوسيعها، قد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة القوة الاقتصادية العالمية، فالعديد من الدول، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية التي تواجهها بعض دول البريكس مثل روسيا، بدأت فعليا في البحث عن بدائل للنظام المالي الغربي.
كما أن فكرة إنشاء عملة موحدة داخل البريكس قد عادت لتطرح على طاولة المناقشات، رغم الصعوبات الاقتصادية والتقنية التي قد تواجه هذا المشروع، ورغم أن هذه الخطوة ما زالت بعيدة التحقيق في المدى القريب، إلا أنها تعبر عن الرغبة المتزايدة داخل البريكس لتقليل هيمنة الغرب على الاقتصاد العالمي.
وفي ظل هذه المتغيرات الدولية المتسارعة، من المتوقع أن تلعب البريكس دورًا متزايد الأهمية في تشكيل النظام العالمي الجديد، فمن خلال تعزيز التعددية الاقتصادية والسياسية وتوسيع نطاق التعاون بين الدول النامية، قد نشهد نظامًا عالميًا جديدًا أكثر توازنًا وعدالة، فلا ريب أن البريكس، بتحالفه الاقتصادي والسياسي القوي، يسعى لتحقيق هذا الهدف، وفي ظل التحديات الراهنة، قد تكون هذه القمة نقطة تحول في العلاقات الدولية.
وعموما، تبقى قمة البريكس مناسبة حاسمة للتأمل في مستقبل النظام العالمي، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى خلق توازن جديد يحترم مصالح الجميع بعيدًا عن الهيمنة التقليدية التي ميزت العقود الماضية.
هاشم بوعزيز

.




اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مقتل 3 أشخاص على الأقل إثر انفجار بمخزن بالقرب من مدينة نابولي الإيطالية
التالى المقاومة اللبنانية تضرب تل أبيب مجددا ب "فاتح 110" , فماهي سمات هذا الصاروخ؟